رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

13 كاردينالا جديدا يقربون الكنيسة الكاثوليكية من نهج البابا فرنسيس

البابا فرنسيس
البابا فرنسيس

يستمر البابا فرنسيس بتعديل تراتبية الكنيسة لتكون قريبة من أولوياته بتعيينه السبت 13 كاردينالا جديدا من كل قارات العالم خلال مراسم مقتضبة بسبب جائحة كوفيد-19.

وفي ختام الكونسيستوار السابع منذ توليه السدة البابوية في العام 2013، يكون البابا الأرجنتيني البالغ 83 عاما عين نحو مئة من الكرادلة الحاليين البالغ عددهم 232. إلا أنه عين أكثر من نصف الكرادلة الذين يحق لهم التصويت وهم دون سن الثمانين. ويشارك هؤلاء دون غيرهم من الكرادلة في انتخاب البابا الجديد.

والبابا الحالي الذي أمضى الجزء الأكبر من مسيرته الكهنوتية في الأرجنتين بعيدا عن المكائد في روما، غالبا ما يخالف توقعات الأبرشيات الغربية الرئيسية.
ويهتم البابا فرنسيس للمناطق النائية والأقليات الكاثوليكية الصغيرة.

وقد اختار في الدفعة الحالية من الكرادلة الجدد كورنيليوس سيم النائب الرسولي في سلطنة بروناي على جزيرة بورنيو، ذات الغالبية المسلمة مع حوالى 400 ألف نسمة و16 ألف كاثوليكي فقط.

وقال سيم البالغ 69 عاما في مقابلة مع "إجيا نيوز" وهو أول مواطن من بلده يصبح اسقفا ومن ثم كاردينالا "إنها كنيسة خفية صغيرة مثل سيارة فيات 500".

ويعزز هذا الخيار بروز القارة الآسيوية مع اختيار كاردينال فيليبيني جديد هو الاسقف خوسيه فويري ادينكولا (68 عاما).

وعدل هذان الكردينالان الجديدان من آسيا عن المجيء إلى الفاتيكان بسبب القيود المرتبطة بالجائحة.

وعلى جري العادة، سينحني "أمراء الكنيسة" الجدد أمام البابا للحصول على القبعة الحمراء في بازيليك القديس بطرس الفخمة. ويذكر اللون الأحمر بأنهم ينبغي أن يكونوا مستعيدين لبذل دمائهم في سبيل الكنيسة.

واسقط السبت تقليد تبادل "قبلة سلام" بين البابا والكرادلة الجدد والقدماء فضلا عن تقليد "زيارات اللياقة" التي كانت تسمح لأبناء روما بالقاء التحية على الكرادلة الجدد.

وحضر رئيس أساقفة كيجالي في رواندا انطوان كامباندجا (62 عاما) إلى روما ليصبح أول كاردينالا من بلاده التي شهدت قبل 26 عاما مجازر إبادة نجا منها شخصيا. وقال عبر إذاعة الفاتيكان "لقد عملنا كثيرا في سبيل المصالحة كان من المؤلم جدا رؤية جماعة كاثوليكية ومسيحية منقسمة تتقاتل".

وسيحظى رئيس اساقفة واشنطن ويلتون غريغوري بأكبر تغطية إعلامية لأنه سيصبح أول أميركي أسود يعين كاردينلا.

وهو قال لوكالة فرانس برس إن هذه إشارة دعم "للأميركيين السود" بعدما ندد في يونيو الماضي بموقف الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب من التظاهرات المناهضة للعنصرية.

وستحظى أميركا اللاتينية بكاردينالين جديدين هما المكسيكي فيليبي اريسميندي ايسكيفيل (80 عاما) الذي تميز باهتمامه بالشعوب الأصلية فضلا عن المونسينيور سيليستينو اوس براكو (75 عاما) وهو أب كبوشي إسباني أصبح رئيسا لأساقفة سانتياغو في تشيلي العام 2019 بعد استقالة كاردينال ضالع في فضيحة انتهاكات جنسية واسعة.

وتحظى إيطاليا بحصة الأسد مع تعيين ستة كرادلة جدد من بينهم ثلاثة تميزوا بالتزامهم الملموس حيال أكثر الناس عوزا، وهو موضوع عزيزي على قلب البابا البابا فرنسيس الذي يشدد دائما على أن "الكنيسة مستشفى ميداني".

أما أصغر الكرادلة في المجمع، فسيكون الأب الفرنسيسكاني ماورو جامبيتي (55 عاما) حارس الدير الأقدس في أسيزي الذي يضم قبر القديس فرنسيس الأسيزي الذي اعتمد الفقر والاخوة نهجا، وهو كان استقبل البابا اليسوعي حين قدم في اكتوبر ليوقع رسالته الرعوية "فراتيلي توتي" المستوحاة إلى حدّ بعيد من الفرانسيسكانيين.

وعلى كل كاردينال جديد أن يعيَّن قبل ذلك اسقفا إن لم يكن يتولى هذا المنصب بعد إلا ان شخصا واحدا طلب استثناء في هذا الإطار. وقال رانييرو كانتالاميسا "أرغب في ان أبقى أخا كبوشيا حتى الموت".

واختار البابا كاهن رعية بسيطا في روما هو انريكو فيروتشي (80 عاما) الذي نشط كثيرا على الأرض وأدار لفترة طويلة فرع جمعية كاريتاس الخيرية.

وكافأ البابا أيضا رئيس أساقفة سيينا في منطقة توسكانة الإيطالية المونسينيور اجوستو باولو لوجوديتشي (56 عاما). وهو كرس وقته عندما كان في روما قبل ذلك، لمساعدة المهمشين وغجر الروما، ما جعله يحظى بلقب "كاهن غجر الروما".