رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تقرير: غضب فى الشارع التركى بعد توقيع أردوغان 10 اتفاقيات مع قطر

أردوغان
أردوغان

توالت ردرود الأفعال الغاصة التركية بعد زيارة الأمير القطري تميم بن حمد آل ثاني، إلى تركيا، الخميس الماضي، والتي أسفرت عن توقيع عدة اتفاقيات اقتصادية جديدة بين البلدين من شأنها إنقاذ الاقتصاد التركي الذي يعاني من أزمات عنيفة تحت حكم العدالة والتنمية، كان أبرزها استحواذ قطر على حصة صندوق الثروة السيادي في بورصة إسطنبول، فضلًا عن توقيع العديد من الاتفاقيات التي تسمح لقطر بالاستحواذ على كبرى المشروعات القومية في تركيا، وفقا لعدد من المواقع التركية منها تركيا الآن وجمهوريت وسوزجو.

في التقرير التالي أبرز وقائع زيارة الأمير القطري لتركيا، وما أسفرت عنه من اتفاقيات بين البلدين، وكذلك تداعيات الزيارة على الساحة السياسية في تركيا.

- البداية.. أمير قطر ينحني للعلم التركي في أنقرة

تصدرت أنباء زيارة الأمير القطري إلى أنقرة، عناوين الصحف الرئيسية في تركيا، حيث كان في استقباله الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، فيما تداول رواد التواصل الاجتماعي في تركيا مقطع فيديو ينحني فيه أمير قطر تميم بن حمد، للعلم التركي، أثناء مراسم استقباله الرسمية في تركيا، وتوجه بعدها للمشاركة في الاجتماع السادس للجنة الاستراتيجية العليا بين قطر وتركيا.

- غزليات بين أردوغان وتميم عبر «تويتر»: «روابط البلدين قوية في كل المجالات»

وقال أردوغان عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «عقدنا اليوم مع أخي العزيز أمير قطر ووفده، اجتماعاتٍ مثمرةً للغاية أسفرت عن عدة اتفاقيا، سنستمر في تعزيز تضامننا مع شعب قطر الشقيق، الذي تربطنا به روابط المودة القوية في كل مجال».

جاء ذلك بالتزامن مع تغريدة أمير قطر، عبر حسابه الرسمي على موقع «تويتر»، وقال فيها: «أجريت مع أخي الرئيس أردوغان في أنقرة جولة ناجحة من المباحثات حول الشراكة القطرية التركية، واتفقنا على توظيف المزيد من إمكانات بلدينا لتوطيد هذه الشراكة التي تتطور باستمرار لما فيه خير ومصلحة شعبينا، كما تبادلنا الرأي في عدد من القضايا والتطورات الإقليمية والعالمية».

- تميم ينقذ حليفه التركي بعد ورطة خروج البنك الأوروبي من بورصة إسطنبول
كشفت تقارير اقتصادية في تركيا عن استحواذ الأمير القطري تميم بن حمد آل ثاني، على حصة البنك الأوروبي للإنشاء والتعمير (EBRD) في بورصة إسطنبول، لإنقاذ الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بعد أن باع البنك الأوروبي حصته التي تقدر بـ10% من قيمة البورصة إلى صندوق الثروة السيادي التركي.

كان البنك الأوروبي للإنشاء والتعمير (EBRD) وبورصة إسطنبول، قد وقعا اتفاقية في عام 2015، امتلك البنك بموجبها حصة تُقدر بـ10% من البورصة (بورصة إسطنبول).

وفي عام 2019 بعد تعيين نائب مدير بنك «خلق» الأسبق، هاكان أتيلا، في منصب المدير العام لبورصة إسطنبول، وذلك بعد حبسه 32 شهرًا في أمريكا بتهمة «غسيل أموال» لصالح إيران، أعاد البنك الأوروبي تلك الحصة إلى صندوق الثروة السيادي التركي.

المفاجأة كانت في توقيع صندوق الثروة السيادي التركي مع جهاز قطر للاستثمار، اتفاقية لبيع حصة بنسبة 10% من بورصة إسطنبول إلى قطر. وهي الحصة التي أعادها البنك الأوروبي إلى الصندوق بعد تعيين هاكان أتيلا مديرًا عامًا ببورصة إسطنبول. حيث واجه عدة اتهامات في الولايات المتحدة الأمريكية، في القضية التي تورط فيها عدد من رجال الأعمال ومن بينهم رجل الأعمال الإيراني الأصل رضا ضراب، الذي ألقي القبض عليه في 27 مارس 2017 بتهمة خرق العقوبات الأمريكية على إيران.

10اتفاقيات وقعها أردوغان وتميم لبيع أصول وأراضي وشركات تركية لقطر

ووقع أردوغان وتميم 10 اتفاقيات ثنائية، في المجالات الاقتصادية والتجارية والصناعية، وكذلك اتفاقيات خاصة بإدارة المناطق الحرة والموارد المائية. وشملت الاتفاقيات بيع حصص من أسهم أشهر الشركات التركية لصالح صندوق الاستثمار القطري، إذ حققت الزيارة أضخم تعاون اقتصادي بين البلدين.

وذكرت صحيفة «سوزجو» التركية، أن حجم الاستثمارات الموقعة بين أنقرة والدوحة بلغ 300 مليون دولار، أهمها اتفاقية بيع صندوق الثروة السيادي التركي لـ10% من أسهمه في بورصة إسطنبول، لصندوق الاستثمار القطري. فيما قضت الاتفاقية الثانية بشراء قطر لأسهم مشروع مركز «إستينيا بارك» التجاري بإسطنبول، والذي يشمل عدة عقارات استثمارية، ومول تجاري ضخم بمبلغ مليار دولار. أما الاتفاقية الثالثة، فقد منحت قطر حق الاستثمار المشترك في مشروع خليج القرن الذهبي في إسطنبول، والذي بموجبه ستشتري الدوحة أراضي لاستثمارها في نطاق المشروع الضخم.

وبموجب الاتفاقية الرابعة، سيتم توسيع الاستثمار القطري في ميناء أنطاليا التركي، والذي سبق وباعته شركة «جلوبال بورت» التركية القابضة، لشركة «كوتريمينال ويل» القطرية، مقابل 140 مليون دولار، بينما تنص الاتفاقية على شراء أسهم شركة أنطاليا بورت – الشرق الأوسط، ليكون للدوحة حق الانتفاع بالميناء وكافة أنشطته وكذلك الاستثمار في الأراضي التابعة للشركة.

الاتفاقية الخامسة هى مذكرة تفاهم وقعتها وزارة التجارة التركية مع وزارتي التجارة والصناعة القطرية، وإدارة «المنطقة الحرة» القطرية، للترويج المشترك للأنشطة التجارية بين البلدين. وكذلك نصت الاتفاقية السادسة على إنشاء لجنة اقتصادية وتجارية مشتركة.

وتضمنت الاتفاقية السابعة تعزيز التعاون بين البلدين لعلاج أزمات المياة، وهو ما يوضح سبب سماح تركيا لقطر للاستصلاح في أراضي إسطنبول، ومنها المناطق التي تشهد جفافًا غير مسبوق في الأراضي المحيطة بمشروع قناة إسطنبول.

الاتفاقية الثامنة تم توقيعها بين وزارة المالية التركية ونظيرتها القطرية، حيث وقعا مذكرة تفاهم اقتصادية لتعزيز مجالات التعاون المالي. أما الاتفاقيتان التاسعة والعاشرة، تم توقيعهما في مذكرة تعاون مشترك بين البلدين بشأن ملف الأسرة والمرأة والخدمات الاجتماعية.

- أردوغان يبرر بيع بورصة إسطنبول: أنا الرئيس وقطر ستضعنا في مكان مختلف
زعم الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أنه يعمل على وضع صندوق الثروة السيادي التركي في مكان مختلف في العالم، مشيرًا إلى أن زيارة أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، كانت إحدى الخطوات لفعل ذلك.

وقال أردوغان عقب صلاة الجمعة، في مدينة إسطنبول التركية، «أنا الرئيس الرسمي لصندوق الثروة السيادي والقرارات التي اتخذناها بأبعاد محددة في الفترات السابقة تستمر في الفترة التالية. لا يوجد وضع غير عادي في هذا. نريد وضع صندوق الثروة السيادي في مكان مختلف في العالم. وزيارة أمير قطر إحدى الخطوات لفعل ذلك».

وتابع: «وقعنا 11 اتفاقية والطلبات على الاستثمار في مشروع قناة إسطنبول الجديدة تتزايد بشدة محليًا وعالميًا. الأبعاد المعمارية والفنية للمشروع جاهزة. ونواصل المشروع في لقاءاتنا مع وزارة النقل ووزارة البيئة».

- «بركات تميم».. تراجع العملات الأجنبية والذهب أمام الليرة التركية
شهدت الأسواق المصرفية التركية، تراجعًا في أسعار صرف العملات الأجنبية أمام العملة الوطنية التركية، مع بدء التداولات، اليوم الجمعة، وانخفض سعر صرف الدولار الأمريكي أمام الليرة التركية بشكل طفيف مسجلًا 7.80 ليرة تركية.

وسجل اليورو انخفاضًا أمام الليرة، ووصل سعر اليورو الواحد إلى 9.31 ليرة تركية، كما تراجع سعر الذهب عن تعاملات أمس مسجلًا 453.97 ليرة تركية.

جاء ذلك إثر زيارة قصيرة أجراها أمير قطر تميم بن حمد إلى أنقرة، واستقبله الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ووقعا 10 اتفاقيات خلال الزيارة، منها شراء الدوحة لأسهم مشروع مركز «إستينيا بارك» التجاري بإسطنبول، الذي يشمل عدة عقارات استثمارية، ومولًا تجاريًا ضخمًا.

حكومة أردوغان تواجه استجوابات المعارضة بالبرلمان بعد بيع إستينيا بارك لقطر
قدم عضو البرلمان التركي عن حزب الشعب الجمهوري، نادر أتامان، استجوابًا للحكومة بشأن بيع أراضي الدولة لقطر، وبشأن المخالفات في مشروع إستينيا بارك والمخالف لمواصفات البناء المقررة ببلدية إسطنبول، بسبب استغلال العديد من المساحات الخضراء، وفيما حصلت الحكومة التركية على أكبر قدر من أرباح هذا المشروع، لم يحصل أصحاب المتاجر على حقوقهم.

ونقل موقع «جمهورييت» عن أتامان، قوله إن شركة «دوغوش هولدينج» التركية باعت حصتها البالغة 42 % في مشروع «إستينيا بارك» بإسطنبول، إلى شركة «قطر هولدينج» القابضة، مقابل مليار دولار قدمها الأمير تميم بن حمد أل ثاني في زيارته بالأمس إلى تركيا.

وأضاف أتامان، أن مجلس بلدية إسطنبول قام بتغيير اسم الشارع الذي يقع فيه مول إستينيا بارك التجاري لـ «شارع قطر» في عام 2015، حيث كانت بلدية إسطنبول تحت حكم حزب العدالة والتنمية، مشيرا إلى أن حكومة العدالة والتنمية بعد فشلها في حل أزمة مخالفات البناء وتقسيم المناطق في مركز التسوق، قامت ببيعه للقطريين.

- زعيم المعارضة التركية: لن نتفاجأ إذا باع أردوغان نصف القصر الرئاسي لقطر!
هاجم زعيم المعارضة التركية، كمال كليتشدار أوغلو، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بعد بيع صندوق الثروة السيادي التركي، وقال خلال لقائه في برنامج «الساحة الديمقراطية» الذي يقدمه إسماعيل كوتشاكايا على قناة «فوكس»، «لقد باعوا مصنع (باليت) للدبابات. وما الأجر الذي أخذوه؟ لا شيء. كم بعت من بورصة إسطنبول؟ 10% أو غير ذلك غير معروف. أملاك من تبيعون؟ لم يبق شيء غير مباع».

وتابع: «على البنك المركزي ديون بقيمة 154 مليار دولار. ما دام أنك ترفع معدلات الفائدة. لمن أعطيت وأين ذهبت 128 مليار دولار؟! البلد لا تُحكم بل تتشتت. ذهب بيرات لكن أردوغان هو الذي أصدر الأمر. هنا نظام الرجل الواحد».

وأضاف: «لماذا تبيع 10% من بورصة إسطنبول؟ ما هذا الحب لقطر؟ بجرة قلم حذفوا ديون قطر البالغة 90 مليون دولار. كل شيء يُباع، لا يتفاجأ أحد إذا قال إننا بعنا نصف القصر الرئاسي».

وتواصلت انتقادات المعارضة توقيع صندوق الثروة السيادي التركي وجهاز قطر للاستثمار، اتفاقية لبيع حصة بنسبة 10% من أسهم بورصة إسطنبول لصالح قطر، وعلق المرشح الرئاسي السابق عن حزب الشعب الجمهوري المعارض، مؤسس حركة «الوطن في ألف يوم»محرم إنجه، قائلًا «ماذا يوجد في قطر، هل وجدنا منجما في قطر؟».

وأضاف إنجه عبر حسابه الرسمي موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، «قلنا قبل سنوات، ماذا يوجد في قطر، هل وجدنا معدنا هناك؟، ما شأننا بقطر، لقد أضافت قصرًا طائرة إلى أسطول الطائرات الرئاسية، واستحوذت على مصنع باليت للدبابات وعددًا من البنوك والموانئ، ومراكز التسوق، واستحوزت الآن على 10% من بورصة إسطنبول».