رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هل شاركت إسرائيل فى عملية اغتيال عالم النووى الإيرانى؟

جريدة الدستور


أكد التليفزيون الإيراني الرسمي، مساء اليوم الجمعة، اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده، باستهداف سيارته داخل طهران.

وجاء التأكيد الرسمي الإيراني، بعد نفي وكالة الطاقة النووية الإيرانية، وقوع أي حادث ضد علمائها، بينما كان زاده في طريقه إلى أحد المستشفيات لمحاولة إسعافه، لكن تلك المحاولة فشلت.

وتأتي عملية اغتيال عالم نووي إيراني، بعد مباحثات مكثفة، سواء كانت علنية أو سرية بين واشنطن وتل أبيب، وسط الأنباء التي تحدثت عن اعتزام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، توجيه ضربة إلى إيران قبل انتهاء ولايته في 20 يناير المقبل.

- زيارة بومبيو
من ناحيته، أجرى مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكي، زيارة مهمة إلى تل أبيب، قبل نحو تسعة أيام، تحديدا في 18 نوفمبر الجاري، واستمرت ثلاثة أيام، عقد خلالها مباحثات مكثفة مع بنيامين نتنياهو رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، وعدد من المسئولين الأمنيين.

وركزت مباحثات بومبيو ونتنياهو في ذلك اليوم حول «إيران»، وكيفية توجيه سلسلة ضربات لردعها بشكل أقوى قبل تولي الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن، لمهامه في البيت الأبيض.

ولم تقتصر تلك الزيارة على المباحثات فقط بشأن ردع طهران ومنع تهديداتها للأمن الإسرائيلي، ولكن بدا واضحا أنه كان هناك العديد من المعلومات الاستخباراتية خاصةً حول البرنامج النووي الإيراني، والتي نقلها الجانبان لبعضهما البعض، وعملا على كيفية استغلالها.

خاصةً أن ذلك الاجتماع جاء بعد التقارير التي تحدثت عن اعتزام ترامب توجيه ضربة قوية ضد طهران، ليس في أي مجال، ولكن تحديدا ضد برنامجها النووي.

- محادثات جانتس مع ميلر
بالتزامن مع زيارة بومبيو إلى تل أبيب، وحتى الأيام التي تلتها، أجرى بيني جانتس وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي، محادثات مكثفة مع كريستوفر ميلر القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكي، وكان الموضوع الرئيسي لتلك المباحثات هي «إيران».

كما شملت مباحثات جانتس وميلر– بحسب الإعلان الإسرائيلي عنها- التمركز العسكري الإيراني في سوريا، بالإضافة إلى تعزيز اتفاقات التفاهم الأمني بين تل أبيب وواشنطن.

ومن المرجح أن تلك المباحثات أيضًا شملت الترتيب فيما بينهما حول الضربات التي يمكن شنها سواء من جانب واشنطن أو تل أبيب، خاصةً أن أي طرف منهما يخطر الأخر بالضربات التي خطط لتوجيهها مسبقًا.

- تعليمات باستعداد الجيش الإسرائيلي
وفي سلسلة الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل استعدادا لضربة قريبة ضد إيران، كشف مسئولون سياسون لدى الاحتلال الإسرائيلي، الأربعاء الماضي، أنه تم توجيه قيادات الجيش إلى الاستعدادا لاحتمال وجود نشاط أمريكي ضد إيران قبل انتهاء ولاية ترامب في 20 يناير المقبل.

وأكد المسئولون الإسرائيليون أنه في حال قررت إدارة البيت الأبيض توجيه ضربة إلى إيران، فسيتم إخطار تل أبيب بشكل مسبق، مشيرةً إلى أن الأخيرة تخشى أن ترد طهران على الهجوم الأمريكي بتوجيه ضربة إليها.

وأوضح المسئولون الإسرائيليون أن تلك التعليمات صدرت حينها نظرًا للفترة الحساسة خلال الأوقات الأخيرة لترامب داخل البيت الأبيض، وعادوا ليقولوا إنه ليس هناك معلومات بأن واشنطن تجهز ضربة ضد طهران، ويبدو أن ذلك كانت محاولة لإبعاد النظر عما تجهز له الولايات المتحدة بالتعاون مع إسرائيل.
- نتنياهو يدلي بتصريح غامض
ولم ينتظر نتنياهو سوى أقل من ساعة، لينشر مقطع فيديو قصير، عبر حسابه الرسمي في موقع «تويتر»، يحمل تصريحات غامض، بدعوى أنه يتحدث عن نشاطه وتحركاته خلال الأسبوع المنصرم.

وقال نتنياهو، في الفيديو: "سأتحدث عن نشاطي، ولكن لا أستطيع البوح لكم بجميع الإنجازات التي فعلتها خلال الأسبوع"، وهو ما يعد إشارة غامضة لعملية الاغتيال ضد العالم النووي الإيراني، خاصةً أنه جاء في أعقاب الإعلان الإيراني عنها، بعد التخبط في الذي شهدته الأخيرة ما بين نفي وإثبات لتلك العملية.

ويعد تصريح نتيناهو غامضًا، ويشير إلى أن هناك عملًا سريًا فعلته إسرائيل أو شاركت فيه ولكن لن يتم الكشف عنه الآن، وما يزيد من ذلك الاحتمال أنه جاء بعد أقل من ساعة على أول إعلان لنبأ اغتيال زاده.

- ترامب يعيد نشر تغريدة إسرائيلية
وفي أعقاب حادث اغتيال العالم النووي الإيراني، وكذلك تصريح نتنياهو، أعاد ترامب نشر تغريدة ليوسي ميلمان كاتب وصحفي ومحلل شؤون استخباراتية إسرائيلي، أكد خلالها أن فخري زاده كان مطلوبا من قبل الموساد.

وجاء في تغريدة ميلمان، الذي أعاد ترامب نشرها: "اغتيل محسن فخري زاده في مدينة دماوند شرقي طهران، بحسب تقارير إيرانية.. كان (يقصد زاده) رئيس البرنامج العسكري السري لإيران وكان مطلوبا لسنوات عديدة من قبل الموساد.. وفاته ضربة نفسية ومهنية كبيرة لإيران".

ويزيد نشر ترامب لتلك التغريدة، الترجيحات بأن إسرائيل ليست بمعزل عن تنفيذ تلك العملية بأي أداة أو مساهمة كانت، نظرا لما لها من مصلحة في إتمامها.

- نتنياهو أول من كشف عن «فخري زاده»
ولعل ما يزيد الترجيحات بأن إسرائيل ربما شاركت في عملية اغتيال العالم النووي الإيراني، سواء استخباراتيا أو معلوماتيا أو برصد تحركاته أو غير ذلك، أن «فخري زاده» كان هدفًا إسرائيليا واضحًا منذ أن أشار نتنياهو له في عام 2018، عندما أعلن أن تل أبيب استطاعت الحصول على نسخة من أرشيف البرنامج النووي الإيراني.

وكشف نتنياهو، خلال فيديو له وهو يتحدث عن بعض المعلومات في ذلك الأرشيف، عن محسن فخري زاده لأول مرة، وأنه قائد البرنامج النووي العسكري لإيران، وقال جملة استمر صداها منذ ذلك الحين: "تذكروا ذلك الاسم جيدًا (فخري زاده)".

واستعرض نتنياهو، خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في العام نفسه، معلومات جديدة امتلكتها إسرائيل بعد تمكنها من الحصول على الأرشيف النووي لطهران.