رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محللون: السياسة الخارجية لأردوغان سبب الفجوة بين أنقرة وحلفائها

إردوغان
إردوغان

قال محللين سياسيين إن السياسة الخارجية للرئيس التركي رجب طيب إردوغان التي تزداد حدة منذ 2016 أدت إلى قيام هوة بين أنقرة وحلفائها الغربيين، وإلى تفاقم الوضع الاقتصادي في بلاده.

واستبعد المحللين أن يبدل الرئيس أردوغان نهجه، وفقا لوكالة فرانس برس.

ويواجه أردوغان اتهامات من منتقديه باعتماد دبلوماسية هجومية لتعبئة قاعدته الانتخابية الإسلامية القومية، في ظل صعوبات اقتصادية تضر بشعبيته، لكن الحكومة التركية تؤكد أنها تدافع عن مصالح البلد في منطقة تعاني من انعدام الاستقرار.

وعلى الرغم من اشتداد الأزمة الاقتصادية، صدر عن أردوغان في الأيام الأخيرة مواقف تهدئة موجهة إلى أوروبا، فأكد أن مستقبل تركيا لا ينفصل عن مستقبل القارة العجوز، لكن الواقع أن عمليات أنقرة التي تنشر قوات في مناطق مختلفة من ليبيا إلى سوريا، مرورا بشرق المتوسط، تثير غضب الغرب.

وأوضح سنان أولجن، رئيس مركز إدام للأبحاث في إسطنبول، أن سياسة أردوغان الخارجية أفضت إلى علاقة متوترة بين تركيا وشريكيها الاقتصاديين الرئيسيين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.

يذكر أن عمليات التنقيب عن الغاز التي تقوم بها تركيا تشكل بشكل أحادي في مناطق متنازع عليها مع اليونان وقبرص في شرق المتوسط، أحد المواضيع الخلافية الرئيسية بين أنقرة والاتحاد الأوروبي.

وهددت بروكسل بفرض عقوبات، إذا استمرت أنقرة على هذا النهج، وستكون المسألة في صلب قمة أوروبية تعقد في 10 و11 ديسمبر المقبل.

ويعد التهديد بفرض عقوبات أوروبية بمثابة خطوة قد تدفع الاقتصاد التركي إلى الهاوية، وهزيمة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي أقام إردوغان معه علاقة شخصية في الانتخابات الرئاسية، أقنعا الرئيس التركي بخفض حدة نبرته في الأسابيع الأخيرة.

وإلى جانب إبداء تمسكه بأوروبا، وعد أردوغان في مطلع نوفمبر الحالي بإجراء إصلاحات قضائية لتعزيز دولة القانون، سعيا منه لطمأنة المستثمرين.

كما تأمل اليونان ومصر من واشنطن أن تلقي بثقلها في شرق المتوسط لوضع حد للأنشطة التركية التي لم تكن تقلق ترامب على ما يبدو.

فيما رأى أنتوني سكينر، من مكتب فيريسك مايبلكروفت للاستشارات، أن العلاقات التركية الأمريكية قد تتراجع إلى حد أدنى جديد في 2021، وفقا لفرانس برس.

وفى السياق، صرحت سينام أدار، من مركز الدراسات المطبقة حول تركيا في برلين، أنه بعد محاولة الانقلاب عام 2016، تكون لدى إردوغان انطباع بأن الشركاء الغربيين تخلوا عن أنقرة.

وتابعت أدار أن الرئيس التركي شعر أنه لم يعد بإمكانه أن يثق بأوروبا والولايات المتحدة لتعزيز أمن تركيا، مما دفعه بنظرها للقيام بمبادراته الأحادية الجانب.

وأنفقت تركيا في السنوات الأخيرة مئات ملايين اليوروات لتطوير قدراتها العسكرية، مما يشكل برأي سينام أدار عاملا أتاح عدائيته المتزايدة، لكن هذا النهج رتب عليه أثمانا عالية.

وكانت شركة فولكسفاجن الألمانية للسيارات علقت العام الماضي قرار إقامة مصنع في تركيا، مبدية قلقها حيال الهجوم العسكري الذي شنته أنقرة على الأكراد في شمال شرق سوريا.

كما تخلت الشركة الألمانية العملاقة نهائيا عن مشروعها في يوليو، بسبب تفشي وباء «كوفيد-19».