رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المستفيدات من مبادرة «دكان الفرحة»: «جابولنا الجهاز كله»

جريدة الدستور

رؤية ابنتها بالفستان الأبيض حلم كل أم مصرية، بعدما أمضت عمرها تتخيل هذه اللحظة التى تكبر فيها طفلتها الصغيرة، لتصبح عروسًا ملكة فى بيتها، الذى يجب ألا ينقصه أى شىء، مهما تكلف ذلك من جهد ومال، حتى لو أدى الأمر إلى الاستدانة من أجل تجهيز منزل الزوجية بكل ما يحتاج إليه.
ومن أجل تحقيق الحلم، أطلقت الدولة مبادرات مختلفة للتخفيف عن الأسر وتجهيز العرائس باحتياجاتهن المختلفة، بما يسهم فى الوقت ذاته من القضاء على ظاهرة الأمهات الغارمات، عبر التكفل بتجهيز أكبر عدد ممكن من المقبلات على الزواج.
وأطلقت وزارة التضامن الاجتماعى، فى هذا السياق، خلال أبريل ٢٠١٩، المرحلة الأولى من مبادرة «دكان الفرحة» بالتعاون مع صندوق «تحيا مصر»، للمساعدة فى تجهيز ٣٠٠ عروس، من غير القادرات على تجهيز أنفسهن. ومع انطلاق المرحلة الثانية من مبادرة «دكان الفرحة»، خلال الأيام القليلة الماضية، والتى تشمل تجهيز ٢٠٠٠ عروس، بتمويل من صندوق «تحيا مصر»، تحدثت «الدستور» مع عدد من المستفيدات من هذه المبادرة عن تأثيرها فى حياتهن، بالإضافة إلى بعض المسئولين عن المبادرة للتعرف على كيفية اختيار المستفيدات منها، وما تقدمه هذه المبادرة لهن من أجل استكمال فرحتهن.

والدة مى: تسلمنا جميع الأجهزة الكهربائية.. والزفاف آخر الشهر
فى إحدى قرى محافظة الفيوم، عانت «فايزة»، بعد وفاة زوجها منذ ٧ سنوات، من أعباء الأسرة والإنفاق على دراسة ابنتها «مى. ن»، التى كانت تدرس، وقتها، فى السنة الأولى من مدرسة التمريض.
واستطاعت الأم، بعد وفاة رب الأسرة، توفير مستلزمات البيت وما تحتاجه ابنتها، حتى جاء التحدى الأكبر، وفق وصفها، والذى تمثل فى تجهيز ابنتها للزواج.
وقالت الأم إن تجهيز أى فتاة للزواج يشكل عبئًا كبيرًا على كل الأسر، خاصة تلك التى توفى عنها رب الأسرة، لكن أى أم لا ترغب فى حرمان ابنتها فرحة الزواج، لذا ظلت تحاول- شأنها فى ذلك شأن أى أم مصرية- توفير ما تحتاجه ابنتها فى منزلها الجديد قدر المستطاع، لكنها لم تستطع توفير الأجهزة الكهربائية اللازمة للمنزل بسبب غلاء أسعارها.
اتجهت الأم وابنتها، ذات الـ٢١ عامًا، والتى أصبحت تدرس حاليًا فى الصف الثانى من كلية التمريض، إلى جمعية «صلاح الدين» فى الفيوم، للحصول على مساعدة الجمعية من أجل المساعدة فى جهاز ابنتها الشابة، وعن ذلك تقول: «بعتوا استعلموا عننا.. وعرفوا أننا نستحق، وبعتوا لينا عشان نروح نستلم».
قبل التسلم، علمت الأم أن الجمعية قامت بدورها كحلقة وصل بين حالتها ووزارة التضامن الاجتماعى وصندوق «تحيا مصر»، وأنها كانت من المستحقات المساعدة ضمن مبادرة «دكان الفرحة»، وأنها ستتسلم كل الأجهزة الكهربائية اللازمة لمنزل ابنتها، بالإضافة إلى بعض الأدوات المنزلية الأخرى.
وأضافت: «روحنا حفلة الرئيس وتسلمنا الأجهزة الكهربائية بتاعت بيت بنتى، وسلموا لينا الثلاجة والغسالة والبوتاجاز وخلاط وطقم للطبخ ومفرش وبطانية»، مشيرة إلى أن توافر هذه الأجهزة والأدوات سهّل الأمور كثيرًا، ودفع الأسرة لتحديد موعد زفاف «مى»، وإقامته خلال الأسبوع المقبل.

منار: وعدونا بتحمل مصاريف «الفرح»
«عانيت وأسرتى من ظروف معيشية صعبة، خاصة بعد وفاة والدى، لأن أشقائى لا يستطيعون تحمل مصاريف البيت، وبالتالى لم أكن أنا أستطيع استكمال تجهيزات الزواج».. بهذه الكلمات بدأت «منار. س»، ١٨ عامًا، من محافظة السويس، حديثها عن ظروف أسرتها، التى عانت من وفاة الأب منذ سنوات، بالإضافة إلى مرض الأم، ما استدعى عمل إخوتها الصغار من أجل توفير احتياجات المنزل.
وقالت «منار» إن «الجهاز» وقف عائقًا أمام تحقيق حلمها فى تأثيث منزلها بشكل لائق، لأنها لم تكن تستطيع توفير جميع احتياجاتها، لكن مبادرة «دكان الفرحة» مثلت لها الأمل فى استكمال جهازها.
وأوضحت أنها تواصلت وأسرتها مع إحدى الجمعيات الخيرية التابعة لوزارة التضامن الاجتماعى، والتى كانت وسيطًا لضم اسمها ضمن المبادرة، مع الوعد بتحمل كل مصاريف حفل الزفاف، بالإضافة إلى توفير تجهيزات الزواج الأخرى.
وعن استقبال أسرتها الخبر، قالت «منار»: «رأيت الفرحة فى عين أمى، بعدما خففت المبادرة الحمل عنها، وتواصلت معنا الجمعية لتؤكد أن وزارة التضامن وصندوق (تحيا مصر) سيساعدان فى توفير ما نحتاجه».

والدة إيمان: «باب ستر» للكثير من الفتيات المقبلات على الزواج
حالة أخرى استفادت من المبادرة، هى «إيمان. أ»، ١٨ عامًا، التى تمت خطبتها قبل ٣ سنوات، وبسبب عدم قدرتها المادية على تجهيز متطلبات الزواج، تأخر إتمامه وتم تأجيله أكثر من مرة.
وقالت «ليلة. م»، والدة الفتاة، إنها تتمنى اليوم الذى يأتى وتستطيع فيه تجهيز ابنتها وتزويجها، لكن ضيق الحال الذى تعانى منه العائلة يمنع ذلك، لأن والدها عامل بالتشييد والبناء، يعمل باليومية على فترات متقطعة، ويعانى من أمراض مزمنة، مثل السكر والتهاب الكبد.
وأشارت إلى أنها حاولت تجهيز ابنتها بقدر استطاعتها عن طريق اللجوء إلى شراء المستلزمات بالتقسيط، حتى فوجئت بتواصل إحدى الجمعيات الخيرية التابعة لوزارة التضامن ووسيط فى مبادرة «دكان الفرحة»، معها، ووعدها مسئولوها بالتكفل بجزء كبير من مصروفات الزواج.
وأضافت: «الجمعية كانت بمثابة المنقذ ويد العون لأسرة يعلم جميع المحيطين بها معاناتها الشديدة من الفقر، وعدم قدرتها على الوفاء بمصروفات زواج ابنتها التى تحلم بيوم زفافها، شكرًا لكل من أسهم فى إتمام فرحتنا، هذه المبادرة باب ستر لكثير من الفتيات والشباب».

شيماء: أنقذونى وغيروا حياتى وأخيرًا هحدد ميعاد فرحى
استفادت «شيماء. م. ف»، ٢١ عامًا، من محافظة السويس، هى الأخرى من المبادرة، بعدما تأخر إتمام زواجها الذى كان من المقرر إقامته قبل ٣ أشهر، بسبب عدم قدرتها المالية على شراء المستلزمات الأساسية فقط.
وقالت «شيماء» إن والدها رجل مسن لا يستطيع العمل، ويعانى من آلام فى الظهر، ووالدتها مسنة، ولا تعمل، وتعانى من مشكلات فى السمع، والأسرة بأكملها تعتمد على شقيقيها اللذين يعملان وينفقان على الأسرة، مشيرة إلى أن أسرتها تقيم مع ٣ أسر أخرى فى منزل العائلة، هى أسر أعمامها وجدتها، فى منزل يتكون من ٤ حجرات فقط، لتضم الحجرة الواحدة أسرة بالكامل.
وأضافت أن مبادرة «دكان الفرحة» مثلت فارقًا كبيرًا فى حياتها، ومع أسرتها، لأنها تسهم فى تخفيف جزء من أعباء مصاريف الزواج، خاصة أن أسرتها بالفعل غير قادرة على الوفاء بكامل مصاريف الجهاز، ولم تستطع شراء سوى القليل من أدوات المطبخ، ما اضطرهم لتأجيل ميعاد الفرح رغم استعجال أهل العريس.
واختتمت: «الجمعية التابعة للمبادرة اتصلت بى مرة أخرى منذ عدة أيام، من أجل تسلم ملابس الزواج، وعدد من الأجهزة الكهربائية، والآن بإمكانى تحديد ميعاد الفرح».

«قلوب مثمرة»: أمدونا بمنتجات «درجة أولى» و«تشرّف العرايس»
«هبة. ع»، فتاة كفيفة فى منتصف العقد الثانى، تعلمت القراءة بطريقة «برايل»، وحفظت القرآن الكريم فى جمعية «قلوب مثمرة» بالإسكندرية، وابتسم لها الحظ بأن حصلت على دعم ضمن مبادرة «دكان الفرحة»، تمثل فى «جهاز» عروس.
وقال عبدالرحمن هريدى، مدير إدارة الجمعية، إن مؤسسته تواصلت، فى فبراير الماضى، مع صندوق «تحيا مصر»، للحصول على عدد من الأجهزة الكهربائية، لتزويج «هبة»، إحدى المستفيدات من المبادرة.
وأضاف «هريدى»: «الجمعية تحصل على دعم دائم من صندوق تحيا مصر، الذى يولى عناية خاصة بأصحاب الهمم، خاصة المكفوفين، والذين ساعدهم (تحيا مصر) من خلال مبادرته فى توفير الأجهزة الكهربائية، وعدد من الأدوات الشخصية اللازمة للزواج».
ووصف حالة المستلزمات التى حصل عليها من الصندوق، قائلًا: «الأجهزة درجة أولى وحاجة تشرّف»، مضيفًا: «الصندوق لم يتوانَ عن تقديم الدعم للفتاة من أجل زواجها، وقدم أفضل الأجهزة لها، وغيرها من الفتيات اللاتى استفدن من المبادرة، فالمستلزمات كانت على قدر عالٍ من الجودة، تستطيع الفتاة أن تتزوج بها وهى مرفوعة الرأس».
وواصل: «المبادرة لم تحمّل الفتيات فوق طاقتهن، وحرصت على مشاعرهن، وقدمت لهن الدعم فى صورة حضارية، دون إحراج لهن أو لذويهن، ودون إعلان أسمائهن كاملة ونشر صورهن»، مشيرًا إلى أن «هبة» أول مَن حصلت على الدعم من خلال الجمعية، ومن المقرر أن يحصل عدد آخر من الفتيات على دعم مماثل، خلال المرحلة المقبلة.

متقدمات للمرحلة الثانية: ظروفنا صعبة.. ونحلم بضمنا لقائمة المستفيدات
«حبيبة»، فتاة فى العشرينيات من عمرها، توفيت والدتها مبكرًا، وتزوج والدها، ورفض أن تعيش برفقة زوجته، فاضطرت الفتاة إلى العيش مع خالتها فى منطقة الهرم بالجيزة، وتمت خطبتها لأحد شباب المنطقة، لكنها لم تتمكن من إتمام الزواج، بسبب ارتفاع تكاليف شراء مستلزمات الزواج، بعدما رفض والدها المساعدة.
وقالت الفتاة إنها سعت للحصول على الأجهزة من مبادرة «دكان الفرحة»، وتنتظر حاليًا الموافقة على طلبها، لتتمكن من إتمام الزواج وتحديد موعد نهائى للفرح، الذى تضطر لتأجيله بسبب عدم قدرتها على شراء الأجهزة الكهربائية والأدوات الأخرى الأساسية للزواج.
وتأمل «حبيبة» فى أن تتكفل المبادرة بتجهيزها، مناشدة مسئولى وزارة التضامن الاجتماعى باختيارها، لأنها بأمسّ الحاجة إلى شراء الأجهزة الكهربائية وإتمام الزواج، حتى لا يتم فسخ الخطبة بينها والشاب الذى تحبه، بعد أن مر عام على خطبتهما، لأن تلك الأجهزة ستكون طوق نجاة بالنسبة لها.
أما «وفاء. ع» فتقطن فى منطقة فيصل بالجيزة، مع شقيقتها وأمها المريضة، داخل غرفة صغيرة بلا أثاث، وتضطر لبيع الذرة المشوية، وبالكاد توفر لقمة العيش لها ولأسرتها، ورغم خطبتها منذ عامين، فإنها لم تتمكن من إتمام الزواج إلى الآن، بسبب ضيق الحال وعدم قدرتها على تجهيز نفسها.
وقالت «وفاء» إنها تقدمت بطلب للاستفادة من مبادرة «دكان الفرحة»، وتنتظر أن يتم اختيارها، فهى بحاجة ماسة لاستكمال شراء الأجهزة الكهربائية ومستلزمات الزواج الأخرى.
ورحبت بفكرة المبادرة، قائلة إنها لا تصدق أنها ستحصل على جهاز عروس بالمجان، فى حال تم اختيارها، لأنه سبق لها أن سمعت وتقدمت بطلبات للحصول على مساعدة من عدة جهات، وباءت بالفشل.
وأضافت أن كل ما ترغب فى الحصول عليه هو الأجهزة الكهربائية، مناشدة وزيرة التضامن الاجتماعى مساعدتها واختيارها ضمن الـ٢٠٠٠ عروس المستفيدات من المبادرة.
ولا تختلف ظروف «رحمة»، ٣٠ عامًا، عن كثير من الفتيات الحالمات بالمساعدة على الزواج، حيث تعمل فى محل لبيع الملابس الجاهزة بمنطقة عين شمس فى القاهرة، بعد أن نزلت سوق العمل فى سن مبكرة، منذ أن كانت فى عمر السابعة، حينما كانت برفقة والدها، الذى يعمل حارس عقار بالمنطقة، وبعد وفاته أصبحت تعيش فى غرفة صغيرة على سطح أحد العقارات.
تقدم لخطبتها الكثيرون، حتى وافقت على أحدهم وهى فى سن السادسة والعشرين من عمرها، إلا أن فكرة شراء «الجهاز» ظلت عائقًا أمامها لا تعرف لها حلًا، فهى بالكاد تستطيع تحصيل مصاريفها الأساسية، فما تحصل عليه من محل الملابس لا يكفى لشراء «الجهاز» والأشياء الأخرى التى تحتاجها أى عروس.
وقالت «رحمة» إن المبادرة ستحقق لها أمنيتها وأمنية والدتها بأن تراها عروسًا فى منزلها، وأن يكون لديها كل الأجهزة والأشياء الأساسية التى تحتاجها أى فتاة فى المنزل، ويتم تجهيزها بطريقة تليق بها، مضيفة: «لا يوجد أمل فى الوقت الحالى لتحقيق ذلك سوى من خلال مبادرة وزارة التضامن الاجتماعى (دكان الفرحة)».

مدير «تحيا مصر»: شتى أنواع الدعم للأسر الأولى بالرعاية
قال تامر عبدالفتاح، المدير التنفيذى لصندوق «تحيا مصر»، إن الصندوق قدم أكبر قافلة مساعدات إنسانية فى العالم، بناءً على توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى، بدعم الأسر الأولى بالرعاية.
وأوضح «عبدالفتاح» أن النشاط الأبرز خلال هذه القافلة تمثل فى مبادرة «دكان الفرحة»، التى تضمنت تجهيز ٢٠٠٠ فتاة من الأولى بالرعاية على مستوى الجمهورية، مشيرًا إلى أن المبادرة ليست جديدة كما يعتقد البعض، بل أُطلقت فى النصف الأول من العام الماضى، بهدف تقديم شتى صور الدعم الاجتماعى للأسر الأولى بالرعاية، فى القرى والنجوع كافة، من خلال دراسة الحالة الاجتماعية للمستحقين، وتقديم الدعم لهم.
وأضاف: «تم توزيع نحو ٢٥٠ ألف قطعة ملابس على نحو ٨٠ ألف مواطن، ضمن الشق الآخر من مبادرة (دكان الفرحة)، وكذلك عدد من الدراجات على الأطفال لنشر الفرحة بينهم».
وفيما يخص تجهيزات الزواج، قال إن المبادرة معنية بالفتيات الأولى بالرعاية، اللاتى يتم اختيارهن، وفقًا لعدة معايير، أهمها «بحث الحالة»، مضيفًا: «استفادت من المبادرة نحو ٣٠٠ عروس حتى الآن، ونعمل على دعم ٢٠٠٠ فتاة أخرى».
وتابع: «كل فتاة تحصل، من خلال (دكان الفرحة)، على ثلاجة وغسالة وبوتاجاز وسخان وخلاط ومروحة ومكواة ومرتبة إسفنجية وطقم أدوات طهى وشنطة مستحضرات عناية شخصية وشنطة مستحضرات تجميل، وبطاقة مشتريات بقيمة ٥٠٠ جنيه».