رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الستات قالولي إنت أحلى».. توفيق الحكيم يفتح خبيئة أسراره لـ سمير صبري

توفيق الحكيم
توفيق الحكيم

بدأت معرفة سمير صبري بتوفيق الحكيم حين كان طالبًا في كلية فيكتوريا بالمعادي، حيث لعب دورًا في إحدى روائعه «الأيدي الناعمة»، وكانت تربطه صداقة بابنه الوحيد إسماعيل الحكيم، الذي كوّن فرقة موسيقية شبابية كانت تقدم حفلاتها في الإسكندرية، ومن هنا قرر صبري استضافة الحكيم في برنامجه النادي الدولي، لكن الحكيم كان يرفض أي ظهور إعلامي.

يقول صبري: "جاءت الفرصة حين دعا يوسف السّباعي مجموعة كبيرة من نجوم الأدب لافتتاح جزء جديد من مصنع الحديد والصلب بحلوان، ومنهم توفيق الحكيم وعلمت أن نهاية الجولة ستكون في استراحة المصنع، لذلك قمت بوضع ميكروفونات خفية بين الورد في الاستراحة، وأطلعت السباعي على ما أفعل، وطلبت منه أن يجعل الحكيم يجلس في المكان المواجه للميكروفونات، وضحك السباعي ويقول لي: "لو عرفت تخليه يتكلم هديك عشرة جنيه"، وبعد الزيارة جاء الحكيم وجلس وما أن رآني حتى صاح: "يا واد أنا قلتلك أنا مش بتاع تصوير"، وأسرع السباعي يقول له: "يا توفيق بك، هذه كاميرا بلا صوت لتسجل الحدث لنشرة التاسعة"، واقتنع توفيق وبدأ يشرب الشاي.

ويواصل: "اقتربت منه لأعطيه قطعة جاتوه وسألته: "توفيق بك، كل الموجودين هنا يقولون إنهم عندما يزورونك في مكتبك بالأهرام ممكن يقعدوا ساعتين دون ما حضرتك تطلب لهم فنجان قهوة سادة"، ليرد:"وهوّ أنا جاي مكتبي اشتغل ولا أنا فاتح كافيتريا، ماهوّ لو كل واحد دخل مكتبي وقالي صباح الخير أجيبله قهوة يبقى مش ها خلص، ومش هشتغل"، وتدخل السباعي قائلًا:" يا توفيق بك ده طبع فيك، حرصك الشديد ده جزء من أسطورة الحكيم بخيلًا" فقال الحكيم:" وهوّ يعني لما أطلب لكل واحد قهوة دي هتخليني الحكيم كريمًا، لا يا سيدي بناقص"، وتدخل كمال الملاخ:" يا توفيق بك سيارتك في الجراج مش عاوز تركبها، وبتروح معظم مشاويرك على رجليك"، فقال الحكيم:"وماله يا أخي، حركة، رياضة ده حتى المشي موصوف لأي حد فوق الخمسين".

وتحايل سمير صبري حتى يأخذ أكبر جزء من الحوار وتنقل بين الأسئلة بدون أن يعي الحكيم الخدعة، ومن أهم الأسئلة يقول صبري:"هل عدو المرأة مهتم بالمحافظة على المعجبات؟"، ليرد الحكيم:"إنت صدقت إني عدو المرأة، هوّ فيه حد عاقل ممكن يبقى عدو المرأة، أنا زي ما قلت، كتاباتي شئ وشكلي شئ أقل بكتير، أنا جعلت الستات يعتقدنّ بأنّي عدو المرأة حتى استفزهنّ ويحاولنّ الاقتراب من عدوهم أكثر ويغيرن تفكيره، وأنا ماشي في الحكاية، واتلقى مئات الرسائل من جميلات مصر، بتكرهنا ليه يا توفيق؟، إحنا عملنالك إيه يا حكيم ده حتى فيه واحدة حلوة قوي جاتلي المكتب وعرضت عليا الزواج وهي تقول:" هخليك تغير نظرتك في المرأة اتجوزني ولو لشهر واحد بس" شفت بقى حكاية عدو المرأة عملتلي إيه؟، استفزت نص ستات مصر ودفعتهنّ لمحاولة التقرب مني".

أما عن أجمل ممثلة جسدت شخصية للحكيم فقال توفيق:"هىّ راقية إبراهيم في فيلم رصاصة في القلب، كانت أنثى جميلة، وجمالها في قوة شخصيتها، والفيلم ده كان خامس أفلام عبد الوهاب ومن ضمن مشاهد الفيلم أغنية الميّه تروي العطشان، وصورها في البانيو في المياه الساخنة، وهاجمتنا الصحافة وكان لي نصيب الأسد من الهجوم باعتباري كاتب القصة، واعتبروا تصوير عبد الوهاب وهو عاري الصدر في البانيو شئ غير أخلاقي، وأنه لا بدّ من حذف الأغنية من الفيلم، وتسببت هذه الضجة في زيادة الإقبال على الفيلم.

ويوم إذاعة البرنامج فوجئ توفيق الحكيم بخبر يقول انه ضيف النادي الدولي، فاتصل بالسباعي، لكن الأخير أخبره أنه تسجيل صامت، وأذيعت الحلقة وأحدثت دويًا كبيرًا، حتى أن أنيس منصور أبلغني أن الحكيم سيضربني بعصاه الشهيرة إن رآني، وبعد مرور شهر تقريبًا قابلت الحكيم في باريس، فقلت له:" متزعلش مني ده كان حلم بالنسبة لي إنك تكون في برنامجي"، فقال لي الحكيم:"أنا مش زعلان وانت واد جن، بس عاوزك تعرف إن عدد المعجبين زاد وكل الستات قالولي كنت أحلى من سمير صبري.