رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

جوهرها ألماظ.. خبراء يضعون روشتة استعادة الشخصية المصرية

السيسي
السيسي

وجه الرئيس عبدالفتاح السيسي بضرورة إعادة بناء الشخصية المصرية وبث وتعميق روح الانتماء في نفوس المواطنين بدءًا من النشء وطلاب المدارس على مستوى الجمهورية.

ويعد بناء الإنسان هو التحدي الأقوى الذي تواجهه الدولة في ظل سيطرة السوشيال ميديا على عقول الشباب والأطفال، فإعادة بث القيم والأخلاق في المجتمع أمر ضروري، لكى تتطور بما يليق بمتطلبات العصر والإنسانية مع الحفاظ على هويتنا المصرية. فتحطيم التابوهات القديمة والبدء فعليًا فى إعادة صياغة فكرة بناء الشخصية المصرية، وتحديد هويتها الخاصة بعيدًا عن التقليد الأعمى والجرى وراء بنات أفكار أبناء الغرب.

وقال دكتور جمال فرويز أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة، إن إعادة بناء الشخصية المصرية تحتاج نحو ١٠ سنوات لما لحق بها من هجوم ممنهج بعد حرب أكتوبر لتغيير ثوابت الشعب من عادات وتقاليد، مع دخول الإخوان بأفكارهم الهدامة لضرب معتقداته.

وأضاف أن المتغيرات التي حدثت على الساحة المصرية خلقت فئات تسعى للثراء الفاحش، وهو ما زاد من أعداد الفقراء واندثار الطبقة المتوسطة، وبدأت الأخلاق تنحدر بعد ثورة يناير، والتي أظهرت كل سيئ في المجتمع المصري من عنف وبلطجة، ودعم ذلك ظهور هذه النماذج في الإعلام والدراما المصرية على أنها تعبر عن واقع المجتمع المصري، أيضا أصبحت الجرائم اليومية من قتل الآباء للأبناء والعكس من الأمور المعتادة، كذلك انتشر زنا المحارم والاغتصاب، مع وصول مصر للمركز الاول في حالات الطلاق بمعدل ٢٥٠ حالة في اليوم، ما ساعد على تفكك الأسرة والتباعد الاجتماعي.

وأكد أستاذ الطب النفسي أن جوهر الشخصية المصرية "ألماظ " يظهر وقت الأزمات، وهو ما وضح جليًا في جائحة كورونا. فتم تدشين عدد من المبادرات لمساعدة الأسر، أيضا تطوع العديد من الشباب بسياراتهم لإنقاذ العالقين في الشوارع والمشردين، لذلك دعا الرئيس السيسي لإعادة بناء الشخصية المصرية، لأنه يعلم جيدًا أن المعدن جيد ولا بد من طرد ما طرأ عليه من عادات وثقافات غريبة سيئة.

ودعا "فرويز" وزارات الشباب والرياضة، والإعلام، التربية والتعليم، الأزهر، والكنيسة للتكاتف والعمل معًا في صورة متناغمة وعدم العمل في جزر منعزلة لإعادة الهوية المصرية والإنسان المصري الأصيل الذي يحافظ على العادات والتقاليد والقيم الثابتة.

من جانبه أكد دكتور طه أبوالحسن أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية، أن بناء الشخصية المصرية يبدأ منذ الولادة في جميع مراحل عمر الإنسان المختلفة، ونتيجة الدراما التي تروج لمشاهد العنف والبلطجة والقتل دون تفعيل لدور القانون في معاقبة الجاني، لذا لا يمكن بناء الشخصية وترسيخ العادات الجيدة بين يوم وليلة.

وقال الدكتور وليد هندي استشاري الصحة النفسية، إن هناك دائمًا أملًا في كل شيء ولا بد من التفاؤل في محاولات الرئيس السيسي لإعادة بناء الشخصية المصرية الأصيلة التي غابت بعد أحداث ثورة يناير لتطفو على السطح فئة البلطجة، مطالبًا الدولة والعاملين بمجال الإنتاج التليفزيوني بعودة قطاع الإنتاج مرة أخرى لإنتاج مواد إعلامية ودرامية هادفة تقدم وتبرز جميع القيم الجميلة مثل إعلانات الفنان محمد رضا " خلي بالك من البلهارسيا يا واد يا عيد "، أيضًا إعلان كريمة مختار عن محلول الجفاف الذي أسهم بشكل فعال في القضاء على حالات الجفاف التي يصاب بها الأطفال، كذلك مسلسلات ليالي الحلمية، أبوالعلا البشري، بابا عبده التي تعلى من قيمة الحياة الأسرية والاجتماعية والثواب والعقاب والتلاحم بين الناس مع استخدام ألفاظ تناسب جميع أعمار المشاهدين، ولا يضطر الأب أو الأم لتغيير المحطة التليفزيونية لوجود ألفاظ خادشة للحياء.

وتابع: عندما تخلى الإعلام عن دوره التوعوي ليصبح تجاريًا ضاعت الشخصية المصرية، كذلك عدم انتقاء مقدمي البرامج الذين يظهرون على الشاشة وجلوس كفاءات في المنزل، وعدم تطبيق معايير اختيار المذيعين من حيث الشكل والمضمون والثقافة، مع ارتفاع أسهم برامج المقالب التي تروج للتنمر بين أفراد المجتمع من خلال اعتيادهم على تعذيب شخص لمجرد الضحك عليه، مما يفقد الإنسان قيمة التعاطف مع الضحية.