رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أمهات الأدباء 4| والدة يحيى حقي «الحكاءة»: قرأت له فصار راويًا

يحيى حقي
يحيى حقي

كان مولد الأديب الراحل يحيى حقي أشبه بالمأزق، لأنه من أصل تركي، وأول شخص من أسرته ولد في مصر كان والده، وليس جده، الذي كون أسرة معدنها من تركيا إلا أنها انصهرت في بوتقة البيئة المصرية، وأنجب 3 أبناء ومن بينهم محمد (والد يحيى حقى).

وكغيره؛ حرص والد يحيى حقي على أن يجرى على أعراف أبناء جلدته بالزواج من سيدة تركية الأصل تتقن القراءة والكتابة، وبالفعل تزوج من "سيدة هانم حسين" تنتمي لأب تركي وأم ألبانية، والتي التقى بها في مركز المحمودية بالبحيرة.

اتفق ميل كل من "محمد حقي" نحو الآداب والفنون مع ميل زوجته "سيدة هانم حسين" التي كانت تحب التفقه في الدين وقراءة السير والمغازي، ولكل منهما دور، فكان والده يعمل ويقتني العديد من المجلات.

أما والدة يحيى حقي فكانت مهامها تقتصر على تربية الأبناء ومراعاة مصالحهم وسد احتياجاتهم، ولعبت دورا كبيرا في مساعدة أبنائها في التعليم، إذ كانت متعلمة ولها قسط كبير من التعليم.

وقال يحيى حقي، في أحد حواراته الصحفية، إنه ولد في أسرة ديمقراطية، ونشأ في جو لا يؤمن بوجود فروق بين الناس، من حيث اللون أو الجنس أو الثروة.

في بداية حياته التعليمية، وبعد أن انتقلت الأسرة من السيدة زينب لتعيش في حي الخليفة، التحق بمدرسة "والدة عباس باشا الأول" الابتدائية بحي الصليبية بالقاهرة، وكانت حينها مدرسة مجانية للفقراء والعامة، ونظرا لما واجهه في هذه المدرسة من رهبة وفزع من قبل مُدرسيه، رَسب في السنة الأولى، وتملكه إحساسا كبيرا بالخوف، واستطاع أن يحقق نجاحا كبيرا في السنة التالية حتى حصل على الشهادة الابتدائية عام 1917؛ استرضاء لوالدته التي عانت كثيرا من أجل تربية أبنائها والوصول بهم إلى بر الأمان.

وأصبح يحيى حقي أحد رواد القصة القصيرة، وعلامة بارزة في تاريخ الأدب والسينما، وأحد كبار الأدباء المصريين، وتحدث الأديب الراحل يحيى حقي في حوار له بمجلة "الآداب" عن رحلته في الكتابة والفن، مؤكدا أنها تعود إلى الأسرة التي ولد فيها، إذ كانت أسرته مثقفة، اعتادت والدته على القراءة والكتابة، وتحديدا كتب الدين والحديث والشعر، وكذلك والده، فالطابع الذي تميز به أسرته هو الهيام بالكلمة الصحيحة في موضعها الصحيح، فكان لهذا أثر كبير عليه في سبيل الفن.