رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

القصة الكاملة لأول مصنع لمشتقات البلازما فى مصر

بلازما الدم
بلازما الدم

سعدية محمود في السابعة والستين من عمرها مريضة كبد، تحتاج كل شهر إلى بلازما لتحافظ على حياتها، ولكن رحلة البحث الشبه شهرية تحتاج مجهودًا ضخمًا من أسرتها التي تشتري البلازما بمبالغ ضخمة إذ لم تجدها متوفرة في المستشفى التي تقوم بتغيير البلازما لها.

فتعاني سعدية مثل الآلاف من مرضى الكبد، من نقص واضح في معدلات البلازما الموجودة في الصفائح الدموية، وحتى لا تدخل في غيبوبة يتم نقل البلازما حتى يتمكن الجسم من التخلص من السموم الموجودة فيه وتعويض التكسر الذي يحدث في الصفائح الدموية لجسم الإنسان وتخفيف معاناتها.

البلازما ليست علاجًا لمرضى الكبد فقط، وإنما أثبتت بعض التجارب السريرية أثناء البحث عن لقاح لعلاج فيروس كورونا تمكنها من علاج الكثير من الحالات، بالإضافة إلى علاج مرضى السرطان والحروق.

ونظرًا للأهمية القصوى لبلازما الدم، قررت مصر بناء أول مصنع لمشتقات الدم، بتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي رأى أن الاهتمام بهذا المصنع خطوة هامة للحفاظ على الأمن القومي المصري.

ماهى البلازما وأهميتها؟

البلازما، هي الجزء الصافي الذي يبقى بعد إزالة خلايا الدم الحمراء والبيضاء والصفائح الدموية والمكونات الخلوية الأخرى، وتعد هي المكون الأكبر الذي يشكل 55% في دم الإنسان، ويتكون بشكل أساسي من الماء، والأملاح، والإنزيمات، والأجسام المضادة، والبروتينات الأخرى، وتتم عملية فصل البلازما من خلال فصل الجزء السائل من الدم أو البلازما عن خلايا الدم، وذلك لاستبدال البلازما بمحلول آخر، مثل: محلول ملحي، أو ألبومين، ومن ثم إعادتها للجسم.

وتعد عملية فصل خلايا الدم عن البلازما أحد أهم الخطوات الأساسية والحيوية في مجال تشخيص وعلاج الأمراض، إذ يمكن استخدام عملية فصل البلازما لعلاج مجموعة من اضطرابات المناعة الذاتية عن طريق إزالة البلازما التي تحتوي على أجسام مضادة تهاجم الجهاز المناعي واستبدالها ببلازما جديدة.

استيراد مصر للبلازما

تعتمد مصر على استيراد أغلب مشتقات الدم من الخارج؛ نتيجه لانخفاض عدد المتبرعين بالدم فى مصر، والذى لا يتجاوز مليونًا و650 ألف متبرع، وهو ما أدى إلى ارتفاع نسب العجز فى الدم من 40% إلى 50% سنويًا، ما خلق سوقًا سوداء لتجارة الدم، وفقدان آلاف المرضى لأرواحهم نتيجة عدم الحصول على العلاج.

ويقدر الخبراء حجم ما تستورده مصر من مشتقات الدم بقيمة نصف مليار دولار سنويًا، بينما سيستهدف المشروع إنتاج 150 ألف لتر من مشتقات الدم سنويًا.

ولا يتجاوز عدد الشركات العالمية التى تصنعها نحو 6 شركات تصدر لجميع دول العالم، ووفقًا لإحصائيات المركز القومى لخدمات نقل الدم تصل نسبة المتبرعين بالدم فى مصر لنحو 2% تقريبًا من إجمالى السكان، فى حين أن إتاحة كميات كافية من الدم يتطلب تبرع نحو 3% من إجمالى عدد السكان بانتظام.

القصة الكاملة لمصنع مشتقات البلازما

وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، العام الماضي، ببناء مصنع لمشتقات الدم، والاستفادة من الخبرات العالمية، فيما يخص تنفيذ مشروع جمع وتصنيع البلازما في مصر، ليتم تنفيذه وفقًا لأعلى المواصفات القياسية العلمية، وبما يسهم في امتلاك القدرة والتكنولوجيا لتحقيق الاكتفاء الذاتي على مستوى الدولة، بالإضافة إلى توفير أحدث الأجهزة الطبية لمراكز نقل الدم، فضلًا عن العمل على نشر ثقافة التبرع الطوعي بالدم من خلال برامج إعلامية لتوعية المواطنين.

وتنفذ وزارة الصحة أول مصنع لمشتقات البلازما على مرحلتين، الأولى لإنشاء مراكز لجمع البلازما، والمرحلة الثانية إنشاء مصنع لتصنيع البلازما بتكلفة 100 مليون دولار، وسيتم تجميع البلازما لهذا المصنع من خلال 12 مركزا بمحافظات الجمهورية، تابعين لوزارة الصحة والسكان، كما سيتم العمل بالتوازي على إنشاء مصنع لتصنيع البلازما على أرض مصر.

ويستهدف المشروع تحقيق الاكتفاء الذاتي من مشتقات البلازما، حيث سيضم مقر تجميع البلازما 20 سريرًا للتبرع، و20 ماكينة فصل بلازما، وستتولى الممرضات الإشراف على أسرة التبرع، وتشرف كل ممرضة على 4 أسرة، وتوفير مساعد لكل ممرضتين، بحيث يخضع مركز تجميع البلازما للمواصفات والمعايير الدولية لتصنيع البلازما.