رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«خسارة سياسية وخطاب مكرر».. أسباب تراجع جماعة الإخوان في الأردن

جريدة الدستور

تواجه جماعة الإخوان المسلمين وحزبها المرخص له بالعمل (حزب جبهة العمل الإسلامي)، تراجعا حقيقيا في المشهد السياسي الأردني، بعد إخفاقها في تحقيق نتائج إيجابية في الانتخابات البرلمانية الأخيرة وفقدانها ثلث المقاعد التي حظيت بها بانتخابات عام 2016، وقد ارتبط ذلك باستمرار حالة التصدع والانشقاق داخلها وخروج 4 أحزاب سياسية من تحت مظلة الجماعة، وهو ما أدى إلى خسائر حقيقية داخلها، ليس فقط لعدم حصولها على ما كانت تسعى له من مقاعد، بل للحالة التي وصلت إليها الجماعة من عدم الاستقرار والتشتت.

"انهيار مستقبل الجماعة السياسي"
كما انعكست المواجهات التي جرت بينها وبين الحكومة الأردنية، خلال العامين الماضيين، على رصيد الجماعة وأدى لانشغالها بالحفاظ على حقوقها وثرواتها وعقاراتها، بدلا من العمل السياسي والانتشار الشعبي. الأمر الذي أثر على مستقبل الجماعة وثقلها داخليا، ويتوقع أن يؤثر على مستقبلها السياسي، ويحتمل أن يكبدها خسائر أخرى بانتخابات المحافظات والبلديات التي كانت جماعة الإخوان أكبر مهيمن عليها في الماضي.

"أسباب وتداعيات تراجع نفوذ الجماعة"
ارتبطت خسارة الإخوان الأردنيين بعدد من العوامل يرتبط بعضها بإجراءات الدولة تجاهها، فيما يرتب البعض الآخر بأداء الجماعة ذاتها.

أ. أسباب تتعلق بالدولة الأردنية: حرصت الحكومة الأردنية على تقليص نفوذ الجماعة والحيلولة دون تحقيقها مزيد من الانتشار والتمدد؛ على اعتبار أنها تسعى لتكون أحد التنظيمات، ليس داخل الأردن وحدها، بل على اتساع الإقليم خاصة بعد اجتثاث التنظيم في مصر. وقد اتخذت الإجراءات الحكومية على هذا المستوى المسارات التالية:
1. نجاح الحكومة في دعم المكون العشائري الأردني واستعادة تأثيره في المشهد البرلماني، ليصبح موازنا للتيار الإسلامي، حيث يتوقع عديد من المراقبين أن يحقق هذا المكون نجاحا بالاستحقاقات المقبلة.
2. استمرار مسعي الحكومة الأردنية في التضييق على مسارات التحرك للجماعة ولحزبها المرخص له بالعمل ورفض السماح لها.
3. استمرار حالة التأزم داخل الحياة الحزبية على اتساعها، والإخوان جزءا منها، قياسا بفشل الأحزاب القوية في الوصول للبرلمان، وعجز أغلب تلك الأحزاب (7 حزب) في طرح رؤية حقيقية للتعامل مع الأزمات الداخلية والتى تسببت أزمة كورونا فى زيادة الاستياء الشعبي، الذي قاد لافتقاد الثقة بكافة الأحزاب وتدني المشاركة بالانتخابات.
4. تأثير الحظر المرتبط بأزمة كورونا في محاصرة تحركات الإخوان للتعبئة الشعبية أو للترتيب للحضور بالانتخابات.

ب. أسباب تتعلق بالجماعة ذاتها:
1. عدم نجاح الجماعة في تقديم رؤية سياسية واجتماعية جديدة، واستمرارها أسيرة خطاب إعلامي سياسي مكرر لم يعد يصلح في المرحلة الراهنة، خاصة مع تردي الوضع الاقتصادي بصورة كبيرة، وعدم إيمان قطاعات كبيرة من الرأي العام بجدوى الخطاب الإخواني الايديولوجي، الذي بدأ خارج الظروف التى تعانيها.
2. استمرار حالة الانقسام الرأسي والأفقي داخل جماعة الإخوان المسلمين، وهو ما برز في عدم توحد المواقف والتوجهات، وانعكس على البرنامج الذي تقدم به حزب جبهة العمل الإسلامي الذراع السياسي لجماعة الإخوان ولم يتميز البرنامج في طرحه وتشابه مع خطاب الأحزاب العلمانية والمدنية، والتي لم
تحقق أي نجاحات سياسية في الانتخابات البرلمانية الأخيرة أيضا.
3. فشل مجلس شورى الجماعة في جمع الصف الإخواني بصورة كبيرة، في ظل استمرار وجود أربعة أحزاب سياسية تعمل تحت مظلة الإخوان المسلمين فكرا وممارسة، ولم تفلح هذه الأحزاب في تحقيق أى تقدم بل خصمت من الرصيد الاجتماعي المؤيد للجماعة بصورة كبيرة وهو ما سيعني أن الجماعة وبعد الانتخابات الأخيرة ستستمر في فقدان مؤيديها في الشريحة الاجتماعية.
4. أدى اعتقال المعلمين وحل مجلس النقابة إلى مقاطعة المعلمين ومناصريهم الانتخابات النيابية، حتى فى عمان ذات الكثافة السكانية المرتفعة وفقدت الجماعة بذلك مجموعات كبيرة منهم كانت مؤيدة لها.
5. فشل جماعة الإخوان طوال الفترة الماضية قبل إجراء الانتخابات البرلمانية في تحريك الشارع، أو الدعوة للحراك الشعبي مثلما فعلت في مرات سابقة، بسبب تزايد القبضة الأمنية اللافتة ومنع التظاهرات فشل جماعة الإخوان طوال الفترة الماضية قبل إجراء الانتخابات البرلمانية في تحريك الشارع، أو الدعوة للحراك الشعبي مثلما فعلت في مرات سابقة، بسبب تزايد القبضة الأمنية اللافتة ومنع التظاهرات
الشعبية تخوفا من فيروس كورونا وهو ما أفقد جماعة الإخوان وسيلة مهمة في التأكيد على حضورها السياسي والشعبي.