رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«تصنيع بلازما الدم».. مشروع قومى ينقذ مرضى الهيموفيليا والكبد

تصنيع بلازما الدم
تصنيع بلازما الدم

مع توجيه الرئيس عبدالفتاح السيسي بضرورة ضغط الجدول الزمني للمشروع القومي لتصنيع وتجميع مشتقات البلازما في مصر، والذي سيتم بالشراكة مع شركة «جريفولز» الإسبانية، بحيث يتم على أعلى المواصفات القياسية العالمية، ضمن المشروعات الأساسية التي تهدف لحماية وأمان صحة المصريين.

أطباء يوضحون لـ«الدستور» فوائد هذا المشروع الذي يعد الأول من نوعه على مستوى الشرق الأوسط، وكيف يفيد مرضى أمراض الدم والمناعة.

حماية لمرضى أمراض الدم والمناعة
قال الدكتور محمد عزالعرب، أستاذ الباطنة بالمعهد القومي للكبد والأمرض المعدية، إن مصانع الدم ومشتقات البلازما من أحد أهم المشاريع كان الأمل في تنفيذها في الفترة الماضية، فاستخدام بلازما المتعافين حديثًا من مصابي فيروس كورونا، أو استخدام المشتقات في علاج أمراض أساسية، يمكن استخدامها في علاج أمراض كثيرة جدًا.

وأوضح «عز العرب»، أن هذه المشتقات تفيد مرضى أمراض النزف، وتكون بديلًا لعلاج «فاكتور 8» و«فاكتور9» لمرضى الهيموفيليا، فمن الممكن أن يحدث نزيف للمريض تصل به حتى الوفاة، لذلك سرعة تنفيذ هذا المشروع تفيد كثيرًا في هذا الوقت.
وتابع: «هذا المشروع سيكون له عائد مادي من حيث توفير العملة الصعبة، كذلك تلافي تأخر استيراد هذه العلاجات خاصة مع وجود أزمة فيروس كورونا ووجود الإجراءات الاحترازية بين الدول وبعضها وتأخر وصول الشحنات، وهو ما عانينا منه في الموجة الأولى للفيروس، فكان سببًا في معاناة عدة مرضى خاصة الذين يعتمدون على علاجات مشتقات الدم، لذلك وجود مصنع بالمواصفات الدولية والعالمية للبلازما ومشتقات الدم هو من أهم الاحتياجات لإنقاذ مرضى أمراض الدم».

واستكمل «عز العرب»، أن هذا المصنع سيفيد في استخدام زلال الدم لمرضى تليف الكبد غير المتكافئ، فهذه الصناعة تحتاج إلى الكثير من الإمكانيات والتكنولوجيا العالمية، ووجوده في مصر إفادة كبرى للمريض المصري، متابعًا أن هذا المشروع سيزيد من الفرص في مجال البحث العلمي في هذا المجال، من خلال امكانيات التصنيع وإجراء الدراسات المهمة التي تفيد المريض.

أمن قومي لمصر وحماية لأروح المصريين
وأوضح الدكتور أمجد الحديدي، استاذ المناعة، أن مشتقات الدم هي عبارة عن مجموعة من المشتقات الحيوية، والتي لها دور في عدة أمراض، مثل الفاكتور المستخدم في علاج مرضى الهيموفيليا، والألبومين المستخدم في علاج مرضى الفشل الكبدي، والأجسام المضادة لمرضى ضعف المناعة، وحقن RH المستخدمة للسيدات الحوامل، فهذه المشتقات حيوية وضرورية لبعض الأمراض، ونقصها في حالات أمراض الدم قد تؤدي بالمريض إلى الوفاة.

وتابع: «مصر كانت تعتمد في السابق على استيراد هذه المشتقات، لذا وجود مصنع وهو الأول من نوعه في الشرق الأوسط لتجميع البلازما وتحضير مشتقات الدم منها يعتبر أمن قومي لمصر وحماية للمصريين من هذه الأمراض الخطيرة، خاصة وأن استيراد هذه المشتقات كانت تمثل عبئًا كبيرًا على ميزانية الدولة».

وأضاف: «وبالتالي وجود مصنع كهذا يكفي احتياجات مصر مع إمكانية وجود خطة مستقبلية لتصدير هذه المشتقات، فمن الناحية الاقتصادية يمثل جدوى كبيرة، بخلاف الحفاظ على صحة المواطن وتوفير المشتقات الآمنة له لأمراض المناعة والكبد ومرضى الهيموفيليا، كل هذه العناصر الحيوية وغيرها في غاية الأهمية للحفاظ على أرواح وحياة المصريين».

واستكمل «الحديدي»، أن هذا المصنع كان من المفترض أن يتم إنشاءه من قبل أزمة فيروس كورونا، ولكن التعجيل به الآن يمكن أن يساعد في اكتفاءنا من احتياجاتنا الدوائية في ظل وجود أزمة فيروس كورونا، وهي اأزمة اقتصادية عالمية، لما له من من جدوى اقتصادية في حالة حدوث غلق عالمي مرة أخرى أو احتكار لأي منتج من المنتجات، بحيث لا يُحدث أي عجز في هذه العلاجات داخل مصر، لذلك فالاكتفاء الذاتي هو أمن قومي لمصر».

الدير بالذكر أنه يتم تجميع البلازما من خلال 12 مركزًا تابعًا لوزارة الصحة، بمشاركة عدة شركات منهما شركة أكديما وهي المساهم الرئيسي، بالإضافة إلى شركة كورية الجنسية التي تساعد في تدريب العاملين ونقل خبراتها إليهم، وبنك الاستثمار القومي، ثم يتم توزيع منتجات البلازما بعد تصنيعها على منافذ البيع المباشر.