رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اليوم.. إطلاق حملة لتصديق الحكومة على اتفاقية مناهضة العنف فى العمل

 العنف
العنف

يطلق المؤتمر الدائم للمرأة العاملة، اليوم، البيان التأسيسي لحملة الـ16 يوما، "فراشات مصر" تناهضن العنف ضد المرأة، وتطالبن الحكومة المصرية التصديق على الاتفاقية الدولية رقم (190) لعام 2019، والخاصة بمناهضة العنف والتحرش الجنسي داخل عالم العمل.

وتنطلق الفعاليات حول العالم وتتسع دائرة الاحتفال بذكرى مواجهة العنف ضد المرأة كل عام بتنظيم حملات حقوقية للتوعية بالعنف ضد النساء حول العالم، حيث يستمر الاحتفال باليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة 16 يومًا، بدايةً من 25 نوفمبر، وحتى 10 ديسمبر، والذي يوافق اليوم العالمي لحقوق الإنسان، والذي دعت للاحتفال به مجموعات نسوية في كولومبيا لأول مرة عام 1981 في أمريكا اللاتينية، وفي عام 1999 بعد مطالبات حقوقية ونسوية متواصلة بدأ إقرار الاحتفال وصدور قرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة تعلن فيه أن يوم 25 نوفمبر من كل عام يومًا للتوعية بجميع أشكال العنف ضد المرأة سواء داخل الأسرة أو خارجها، وفي عام 2014 تطور شكل الاحتفال ليتخذ من اللون البرتقالي شعارًا له.

ويرجع تخصيص يوم 25 نوفمبر بالتحديد يومًا للقضاء على العنف ضد المرأة إلى ذكرى جريمة قتل الأخوات (ميرابال) الناشطات السياسيات والنسويات فى جمهورية الدومينيكان، حيث قاومت الأربع شقيقات الممارسات الوحشية لنظام (روفائيل تروخيو) فى الستينيات مما أدى إلى اعتقالهن في السجون، وفي عام 1960 أرسلت منظمات حقوقية أمريكية مراقبين إلى جمهورية الدومينيكان وبمساعدة هؤلاء أفرجت السلطات عن الشقيقات الثلاث، بينما أُبقي على أزواجهن في السجن، لكن (تروخيو) أبى أن تعيش (الفراشات كما كانوا يسمونهن) يهددن عرشه، فقرر التخلص منهن أثناء عودتهن من زيارة أزواجهن المعتقلين السياسيين، حيث استوقف رجال (تروخيو) السيارة التي كانت تقلهن في طريق العودة، وقتلوهن وقتلوا السائق ثم أعادوا جثثهن مرة أخرى للسيارة وألقوا بها من فوق أحد المنحدرات.

وهكذا دفعت ثلاث منهن حياتهن ثمنًا للمقاومة، وأفلتت شقيقتهن الرابعة من الموت لتروى القصة محليًا وعالميًا، حيث كان مقتلهن بمثابة شرارة زادت من حدة الكفاح ضد نظام (تروخيو)، وبعد ستة أشهر لعب اغتيال الأخوات "ميرابال" أو "الفراشات الثلاثة" دورًا في تأجيج الغضب الشعبي ضد (تروخيو)، مما أدى إلى قتله على يد مجهولين رميًا بالرصاص في الـ30 من مايو عام 1961، وتغير النصب التذكاري في الدومينيكان من الاحتفاء بـ(تروخيو) إلى تخليد ذكرى (الأخوات ميرابال) اللاتي أصبحن مثلًا أعلى لمشاركة النساء في العمل السياسي في أمريكا اللاتينية بأسرها.

ومطالبة الحكومة المصرية اليوم، بالتصديق على الاتفاقية الدولية رقم (190 ) لعام 2019 الخاصة بمناهضة العنف والتحرش فى عالم العمل، يأتي لتحقيق مطالبهن في مجتمع خالٍ  من التمييز والعنف والتحرش في عالم العمل، والأمان الشخصي داخل العمل وأثناء الوصول إليه والعودة منه، والتمتع المتكافئ لكل النساء العاملات بجميع قطاعات العمل بحماية قانونية دون استبعاد لأى قطاع من قطاعات العمل، ووجود سياسات لمناهضة جريمتي العنف والتحرش، واستراتيجية شاملة لتنفيذ تدابير كفيلة بمنع العنف والتحرش ومكافحتهما، والنص على تعريف محدد للتحرش والعنف داخل العمل والنص على عقوبات للجريمتين داخل قانون العمل رقم 12 لسنة 2003 أو مقترح القانون الذى ما زال قيد المناقشة وفقًا لما جاء بمواد الاتفاقية الدولية رقم 190 لعام 2019، ووجود آليات داخل مكان العمل فعالة للتفتيش والتحقيق في حالات العنف والتحرش من خلال هيئات تفتيش العمل أو غيرها.