رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كواليس محاكمة رواية «يوميات ضابط في الأرياف»

حمدي البطران
حمدي البطران

مثلت الاتهامات التي طالت حمدي البطران بسبب روايته (يوميات ضابط في الأرياف) مثالا مكثفا للعلاقة بين المبدع والمؤسسة السياسية، حيث اعتبرت مؤسسة الشرطة ما كتب في الرواية إفشاء لأسرار مهنية لم يرخص له بنشرها.

رواية (يوميات ضابط في الأرياف) تشبه في معمارها (يوميات نائب في الأرياف) لتوفيق الحكيم، يسجل فيها وقائع احتكاكه بعمله، وبمحيط هذا العمل بطريقة أدبية، تستقي من السخرية والتوصيف الكاريكاتيري للشخصيات والأحداث المادة لبناء موضوعه، في مواجهة ألوان من التخلف والجهل والجرائم، وإعطاء صورة عن المحيط الاجتماعي والسياسي في صعيد مصر من خلال الممارسات والأساليب في العمل والعلاقات.

تقول الدكتورة وفاء سلاوي في كتابها "الكتب الممنوعة بين الإبداع والمحاكم": "أثار موضوع الرواية مقروئية جهات رسمية مسؤولة في وزارة الداخلية، انطلقت من استراتيجية التحقيق في النصوص كيفما كانت خطاباتها (تخييلية أو واقعية) في تهم مثل إفشاء الأسرار أو الازدراء بإحدى مؤسساتها".

وتأسيسًا على اتهامات وزارة الداخلية تعرض الروائي حمدي البطران للتحقيق والمساءلة القضائية بتهمة إفشاء أسرار حساسة في عمل الداخلية والازدراء برجال ورسالة الشرطة، إلا أن محكمة أسيوط قررت تبرئة حمدي البطران من التهمة الجنائية، واقتصرت على الحكم بوقفه عن العمل لمدة شهر كعقاب"إداري" له على عدم الاستئذان من الجهات المسؤولة قبل نشر روايته".