حكايات ضحايا البلاك فرايداي وجهود حماية المستهلك

في إطار مجهودات جهاز حماية المستهلك لحماية حقوق المستهلك وصون مصالحه، يحذر الجهاز من العروض الوهمية التي تتكرر كل عام فيما يسمى بعروض البلاك فرايداي أو الجمعة السوداء، والتي من المقرر انطلاقها آخر جمعة من شهر نوفمبر الحالي ويصادف يوم 27.

وفيما يلي نتعرف على هذا اليوم، وعلى بعض ضحاياه، وكذلك جهود جهاز حماية المستهلك في التصدي للتلاعب بهذه المناسبة التجارية من أجل النصب على المواطنين.

عروض يوم البلاك فرايداي تعرف بأنها إحدى الوسائل التسويقية التي تلجأ إليها الشركات من أجل ترويج منتجاتها عن طريق تخفيضات كبرى على بعض المنتجات، وهو يوم عالمي إلا أنه انتقل الاحتفال به إلى مصر عن طريق بعض مواقع التسويق الالكترونى.

وكغيره من المناسبات التنافسية تعرض هذا اليوم لاستغلال بعض التجار ضعاف النفوس في تحقيق منافع لهم، بطرق غير مشروعة من شأنها النصب على المواطنين وبيع الوهم لهم.

فبين تلك الوقائع تلاحظ مؤخرًا وجود إعلانات صادرة عن بعض السلاسل والمحال تشير إلى تخفيضات وخصومات على المنتجات تحت مسمى الجمعة السوداء، ولكن وبالرجوع إلى قطاع التجارة الداخلية بوزارة التموين، وهي المسئولة عن منح التراخيص بإجراء الأوكازيونات اتضح عدم صدور أى تصاريح أو الموافقة على عروض خلال الفترة الحالية.

ليس هذا فقط بل رصد جهاز حماية المستهلك كذلك قيام بعض السلاسل والمحالات التجارية بتطبيق هذه السياسة بعمل خصومات وهمية من خلال رفع أسعار المنتجات عن السعر الحقيقى ثم تقوم بعمل خصم عن المعلن عنه بهدف خداع المستهلك، وهو الأمر الذي يمثل ارتكاب جريمة الإعلانات المضللة بمخالفة قانون حماية المستهلك رقم 67 لسنه 2006 جارى اتخاذ الإجراءات القانونية بشأنها وتحويلها للنيابة المختصة.

تواصلت "الدستور" مع بعض ضحايا البلاك فرايداي، والذين كتبت لهم خوض تجارب سيئة بهذه المناسبة.

انخدع أحمد محسن ببعض الكلمات التي كتبت على أبواب أحد محال الأثاث الشهيرة، العام الماضي في هذه المناسبة، وهي "اشتري اللي نفسك فيه بأقل سعر في السنة".. حاول أحمد الاستفادة من عروض "البلاك فرايداي"بهذا المحل، من خلال اقتناء قطعة من الأثاث يحتاجها في منزله الجديد، وهي أريكة صغيرة، مستغلًا مجانية الشحن - كما كان مذكور بالإعلان - لكنه فوجئ بعد الشراء بأن مندوب الشركة يطالبه بمبلغ 600 جنيه كمصاريف شحن، بالرغم من تأكيد الإعلان على مجانية الشحن بالنسبة لمحافظتي القاهرة والجيزة.

كانت لميس خالد تلك الفتاة العشرينية، هي أحد ضحايا ذلك اليوم أيضا، فهي ولكنها مولعة بشراء الملابس، اعتبرت هذه المناسبة هي الأفضل لاستغلالها، لذا سارعت بذلك، ففي إحدى المحلات الشهيرة الخاصة بالملابس، وجدت لميس سعر القطعة 170 جنيها بعد الخصم، وتم الشطب على السعر الأصلي، وهو 300 جنيه، إلا أنها بعد عودتها للمنزل وجدت ملصقًا آخر مغطى أسفل السعر المكتوب لتكتشف أن سعر القطعة الأصلي 170 جنيه بالتالي ليس هناك خصومات عليها كما ادعى المحل.

ضحية أخرى لهذه العروض، وقع في فخها الشاب نور الدين مصطفى، والذي قرر شراء حذاء ذا ماركة معروفة مستغلًا التخفيضات التي أعلنت عنها كبرى المحلات، فوجد حذاءً سعره 600 جنيه بدلًا من 1000 جنيه، إلا أنه أخذ خطوة تمزيق ورقة التخفيض ليكتشف أن الـ 600 جنيه هو السعر الأصلي للحذاء كذلك، وليس 1000 جنيه كما هو مدون.

من جانبه قال الدكتور أحمد سمير، القائم بأعمال رئيس جهاز حماية المستهلك، إنه طالب المشاركين في تخفيضات "الجمعة البيضاء بضرورة الالتزام بقانون حماية المستهلك.

وأكد القائم بأعمال رئيس جهاز حماية المستهلك أن عقوبة الإعلانات الخادعة والمضللة والتخفيضات الوهمية تصل إلى مليون جنيه طبقًا لقانون حماية المستهلك 181 لسنة 2018، وأن الجهاز يوجه جموع المستهلكين بضرورة التعامل مع المنصات الرسمية المعتمدة في مصر؛ حتى لا يقع فريسة الإعلان المضلل والخادع.

كما شدد سمير على المستهلكين ضرورة الإبلاغ عن أي مخالفات من شأنها الإضرار بحقوقهم من خلال الخط الساخن 19588 المخصص لاستقبال الشكاوى والبلاغات.