رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مأساة أبناء أساتذة الجامعة مع المعاش


بدأت المشكلة عندما قررت وزارة المالية تحويل نظام تقاضي المستحقين للمعاشات من التسلم النقدي المباشر من خزينة جامعة القاهرة، لتحويل المبالغ المستحقة علي حسابات المستحقين للمعاشات بالبنوك. وبعد توفير الأوراق التي تطلبها إدارة المعاشات بالجامعة؛ مثل شهادة ميلاد طبق الأصل من القسم، وبطاقة الرقم القومي وخطاب من البنك برقم الحساب البنكي بدأت رحلة المعاناة مع الموظفة الجديدة المسئولة عن المعاشات بجامعة القاهرة السيدة منى حسين بعد تغيير المسئول عن المعاشات الذي سبقها ولم نشهد أي تأخير يذكر في وقته في تسلم قيم المعاشات. تأخر معاش الشهر الأول بعد النظام الجديد مثل هذا الشهر حتي 20 منه أو 22 في الشهر (ولن نتسلم قيمة المعاش هذا الشهر قبل يوم 24 او 25). وكانت تتبادر في ذهني أسئلة كلما تأخر المعاش هل من المعقول أن وزارة المالية تعدم موظفين متدربين علي الكومبيوتر ليتممو حسابات مستحقي المعاشات في موعدها؟ هل من المعقول أنهم يضعون أموال أصحاب المعاشات في محافظ مالية ينتظرون لتاريخ معين حتي استحقاقها ثم يحولونها لحساباتنا؟ أم ما هو سبب هذا التأخير؟ وكيف لا يعنيهم هذه العائلات التي تعتمد في دخلها ومعاشها علي قيمة معاش الزوج أو الأب فيؤخرو تحصيله حتي يوم 22 في الشهر؟ كيف تتدبر هذه العائلات أمورها وقد تكررت الظاهرة بحيث أصبحت أمرًا معتادًا؟ من المسئول عن هذا العبث؟ بدأت اتصالي بقسم المعاشات بالجامعة لمعرفة سبب التأخير، وفي كل مرة كان يعطي سبب تأخير مختلف، فمرة اعتماد المعاشات تأخر تحصيله من وزارة المالية، ومرة هناك تأخير من محاسب هيئة المعاشات، وحين تتصل بهيئة المعاشات لمعرفة سبب التأخير تكتشف أن محاسب الجامعة هو الذي تأخر في إرسال الحساب لهيئة التعاونيات. ولما لم أجد جوابًا مقنعًا وقد تكرر التأخير عدة مرات رغم الشكوي من التأخير، بدأت أسال عن الخطوات التي يمر بها المعاش حتي يصل لمستحقيه، ففهمت انه يتم اعتماد قيمة المعاش من وزارة المالية، ووفقًا للحساب المقدم من قسم المعاشات بالجامعة، يتم تحويل المبلغ من محاسب هيئة المعاشات للجامعة، ثم يحوله محاسب الجامعة علي حسابات مستحقي المعاش. سلسلة اعتمادات وحسابات وتحويلات، لكنها ليست أمر معقد بهذا الشكل، ومع ذلك فالمعاش لا يصل أبدًا في موعده أو قرب موعده لمستحقيه، فماذا نفعل، مائة عائلة متضررة لمدة ثلاث سنوات من تأخر المعاش؟ ولما تأخر المعاش الشهر الماضي ليوم 19، وتأخر أيضًا هذا الشهر لبعد منتصف الشهر اتصلت كما اتصلت غيري من زوجات وبنات أساتذة الجامعة المستحقات للمعاش بالسيدة منى حسين مسئولة المعاشات بجامعة القاهرة، لمعرفة سبب تأخر المعاش، فما كان منها كما قالت عدة مرات قبل ذلك لي وللسيدات الأخريات "عليك بالذهاب لهيئة التعاونيات في لاظوغلي متأخرين في إرسال المعاش"، ذهبت كما ذهبت النساء الأخريات مثلي للسؤال عن سبب تأخر المعاش، و زيارة هيئة التأمين الإجتماعي في لاظوغلي تجربة شبيهة بشيئين أولهما مجمع التحرير، وثانيهما المتحف المصري؛ مبني طويل عريض مكتظ بالموظفين والزوار، وكان أول سؤال لي عن مدير هذا المكان، فجاء رد رجل الاستعلامات "أي مدير؟ لدينا 22 مدير. "المهم ذهبت لأحد المكاتب الذي تحري عن مسألتي وجاء الرد، أن مبلغ التأمين أو المعاش 450.000 جنيه حولت للجامعة منذ أول الشهر، وأن ادعائات مني حسين بتأخر توريد المعاش غير صحيحة. اتصلت بها بعد عودتي وقبل أن أتكلم بادرت" المعاش متأخر مش حاينزل قبل يوم 17 أو 18 وعليكي بالهيئة" أخبرتها أني عائدة من الهيئة وأن المعاش محول لها من أول الشهر، ادعت أن المبلغ ناقص 32 ألف جنيه، وأنها لا تستطيع القيام بعملية تحويل المبالغ المستحقة الا مرة واحدة وأنها أرسلت للمسئول في هيئة التعاونيات صلاح الدسوقي وهو متأخر في إرسال المبلغ الناقص. وبالاتصال به تبين أنها لم ترسل خطابًا بذلك منذ أول الشهر وبالطبع لا يستطيع إرسال المبلغ بدون خطاب رسمي بالمطالبة به. هل من المعقول أن تتولي إنسانة بهذا الاستهتار وعدم الانضباط موقعًا تتحكم فيه بمستحقات الناس؟ تتلاعب وتتقاعص عن القيام بدورها علي أحسن وجه 3 سنوات، ولا يوجد مدير إداري يراقب أداء الموظفين في إدارة المعاشات بجامعة القاهرة؟ ما هذا الترهل والفساد الإداري؟ كيف تترك امرأة في هذا المنصب لا ترى أي سبب للاستعجال في إنجاز الخطوات المطلوبة لكي يصل المعاش لمستحقيه في بداية الشهر؟ وكيف لا يحاسب كل من يعرقل وصول حقوق الناس لهم؟ أنا أطالب بالنيابة عني وعن كل أسر أساتذة جامعة القاهرة المتضررين من تصرفات السيدة منى حسين بعمل تحقيق إداري معها لتبين سبب تأخرها الدائم في توصيل المعاش لمستحقيه؟ وإذا كان هذا ما يجري في معاشات زوجات وبنات أساتذة جامعة القاهرة تري كيف هي الأحوال بالنسبة لبقية مستحقي المعاشات؟ حتي النزر القليلة التي تمن بها الظروف علي الناس يستكثرها موصلوها عليهم، هكذا تقتل حتي الأحلام الصغيرة.