رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«تجربة وعدت».. ذكريات المثقفين مع أول عمل أدبي

جريدة الدستور

لدى كل كاتب ذكريات مع كل أعمالهم الأدبية ابتداءً من الفكرة إلى الكتابة وحتى الطباعة والنشر، لكن أول عمل أدبي تحديدًا يكون له ذكرى خاصة، فهو بمثابة المولود الأول لهم.

«الدستور» تذكرت مع عدد من المثقفين أول عمل أدبي نشر لهم، وكيف كانت التجربة منذ بداية كتابتها وحتى إصدارها.

• باسم فرات: لم أتجرأ على نشر أول قصيدة

قال الشاعر العراقي باسم فرات إنه على الرغم من بداياته المبكرة مع الشعر، لكنه لم يتجرأ وينشر أول قصيدة له، حتى سنّ العشرين وإلحاح الأصدقاء: كان عنوان القصيدة تراتيل لفاطمة أو "ابتهال لفاطمة" لست أذكر بالضبط، وفاطمة هذه فتاة بيضاء، لا أشكّ بأن حقول الأرز سرقت خضرتها من عينيها، وكان بياضها مضمخًا بحرارة الشرق.

أضاف: كنتُ أحرص على شراء الصحف يوميًّا وحين اشتريت صحيفة "العراق" ليوم الحادي والعشرين من ديسمبر 1987 كان أحد العناوين الرئيسة في صدر الصفحة لم يغادر ذاكرتي ألا وهو "انتفاضة الحجارة تدخل أسبوعها الثالث"، وما أن دفعت ثمن الجريدة حتى فتحت الصفحة الثقافية فيها فكانت قصيدة "تراتيل لفاطمة" تحتلّ مكانًا جيدًا في الصفحة، وهو ما زادني فرحًا، شعرتُ أن محرر الصفحة الثقافية في جريدة العراق حينذاك وهو الأستاذ أبوصارم أحبّ القصيدة فلم يكتف بنشرها بل أحسن إخراجها أيضًا.

وواصل حديثه مع «الدستور»: بعد النشر مباشرة شعرتُ بتقصير ووددتُ لو أنني نشرت قبل هذا الوقت، لا سيما والقصيدة كان قد مضى على كتابتها أكثر من عامين، وقلت لنفسي: ماذا لو أنني قمت بإرسالها للنشر حال كتابتها؟، وطبيعة هذا الشعور نتاج فرحة النشر الأول بلا شكّ، لا سيما وأنني استلمت بعد أيام على نشر القصيدة مكافأة النشر، وكان المبلغ خمسة عشر دينارًا عراقيًّا وهو مبلغ كبير في ذلك الوقت، ومن يدِ محاسب الجريدة إلى يدٍ أفاضت عليّ حنانًا، إلى يدِ أمي، وأتذكر حينها وأنا أسلمها مبلغ المكافأة، قلت لها بزهوٍ أو فرحٍ بريء: "هذه أول مكافأة استلمها من نشر شعري، وكنت قد قررتُ أن تكون لك، عرفانًا لأنك تعلمين ما يمثله الشعر لي".

تابع: بقى تاريخ نشر أول قصيدة لي، عالقًا بالذاكرة وكأنه حدث قبل أيام، وما زلت على الرغم من مرور كل هذه الأعوام أرى أن منح مبلغ أول مكافأة للنشر لوالدتي سلوكًا حضاريًّا ووفاءً لأمٍّ ترملت وهي دون السابعة عشرة من عمرها وبقيت طوال حياتها مخلصة لأبي ولنا، وتكرر أمر إرسال مبلغ فوزي بجائزة شعرية هنا في زي الجديدة "نيوزيلندة" بعد هذا التاريخ بأكثر من عشرة أعوام.

http://www.dostor.org/upload/newsattachments/127/9/159.jpg



صفاء عبدالمنعم: كسعادتي بمولودي الأول

قالت الكاتبة صفاء عبدالمنعم إن أول مجموعة قصصية صدرت لها كانت في عام 1984، وهى مجموعة مشتركة وطبعة خاصة فقيرة، نشرت بها 5 قصص: "لكن كانت سعادتى بها مثل سعادتى بمولودى الأول، وأخذت منى كل رعاية واهتمام، من إقامة ندوات فى قصور الثقافة ومراكز الشباب على سبيل المثال، مركز شباب المنشية الجديدة بشبرا الخيمة، ومركز شباب شبرا البلد وبيجام.

وتابعت: ناقشتها فى قصر ثقافة شبرا الخيمة، وكان المناقشون محمود العزب، محمد السيد عيد ونبيل عبدالحميد، وفى قصر ثقافة قويسنا بمحافظة المنوفية وناقشها عدد كبير من الأصدقاء، كما نوقشت فى برنامج مع الأدباء الشبان بإذاعة البرنامج العام الذي كانت تقدمه الإعلامية هدى العجيمى، وظلت هذه المجموعة يحتفى بها، حتى صدور المجموعة الثانية "تلك القاهرة" عام 1990.
نورا ناجي: تجربة وعدت

في سياق متصل، قالت الكاتبة والروائية الشابة نورا ناجي إن أول كتاب نشر لها كان "نوفيلا" جاءت بعنوان "بانا" وكانت حينها تعيش في الإمارات، ولم تكن تتخيل يوما أن تصبح الكتابة مهنتها الأساسية، مشيرة إلى أن "بانا" تدور حول بنت حالمة منذ طفولتها الخيالية والتي ترى فيها أشياء تراها بمفردها.

وأوضحت نورا لـ"الدستور" أنها بدأت الكتابة عبر مدونة خاصة بها، وكتبت بانا كسلسلة في المدونة، لكنها قررت جمعها وإضافة ما يلزم، وأرسلتها لإحدى دور النشر، وكان صاحبها صديق لي، ووافق على النشر، لكن تأخر نشرها حتى أواخر 2014، وشاركت بها في معرض الكتاب، وتعاملت على أنها تجربة وعدت.

أضافت نورا أنه بعد الانتهاء من رواية "الجدار" في 2016، كانت تعتقد أنها تجربة ثانية وستمر، رغم أنه تم الموافقة عليها بالصدفة وهي خارج مصر، ومن بعدها كتبت "بنات الباشا"، و"أطياف كاميليا"، وكذلك كتاب "الكاتبات والوحدة".