رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف تستعد المدن الجديدة لمواجهة السيول؟

جريدة الدستور

اتخذت أجهزة المدن الجديدة العديد من الإجراءات لمواجهة الأمطار المحتملة هذا العام، من بينها تطهير مخرات السيول، وإنشاء بالوعات إضافية لصرف المياه، وتجهيز معدات وأدوات شفط هذه المياه بهدف منع تراكمها فى الشوارع، وتجنب تكرار سيناريو الموسم الماضى.
وأعلنت تلك الأجهزة التنسيق المستمر مع هيئة الأرصاد الجوية ووزارة الموارد المائية والرى لمعرفة توقيتات سقوط الأمطار، حتى يتسنى الاستعداد والجاهزية للتعامل الأمثل معها، وبالتالى تجنب وقوع خسائر مادية وبشرية.
فى السطور التالية، ترصد «الدستور» أبرز الإجراءات التى اتخذتها أجهزة المدن الجديدة، خاصة الأكثر تضررًا من السيول خلال المواسم الماضية، وهى: الشروق والعبور والشيخ زايد والقاهرة الجديدة ومدينة بدر.


الشروق:رفع كفاءة محطة الصرف الرئيسية.. تطهير المخرات.. وإنشاء نقاط تخزين مؤقتة فى أماكن التجمعات

رأى تامر موسى، أحد سكان مدينة الشروق، أن الوضع فى المدينة بالنسبة للأمطار الغزيرة والسيول أخف من مدن جديدة ومناطق أخرى على مستوى الجمهورية، مشيدًا بسرعة استجابة جهاز المدينة لرفع مياه الأمطار من الشوارع، الجمعة الماضى، وعودة التيار الكهربائى الذى انقطع بسبب تجمعات هذه المياه على أكشاك الكهرباء. واتفقت معه سمر حسين، من سكان الشروق أيضًا، قائلة إن «المدينة لم تتعرض لأزمة كبيرة عند سقوط الأمطار الغزيرة فى مارس الماضى، نتيجة وجود بالوعات صرف كافية فى الشوارع، وسكانها لا يعانون أى أزمات سوى انقطاع الماء والكهرباء». وأضافت: «الشروق استطاعت تجاوز عقبة الأمطار بأقل الخسائر، نتيجة التجهيزات التى أعدها جهاز المدينة، وفى الوقت الذى نزل فيه الشباب إلى الشوارع لإنقاذ مواطنين عالقين بسبب تراكمات المياه فى مدن مشابهة أخرى، لم يحدث هذا لدينا، وكل الأمور كانت طبيعية».
من جهته، قال المهندس عبدالرءوف الغيطى، رئيس جهاز مدينة الشروق، إنه تم التشديد على إنجاز جميع أعمال تطوير المرافق، استعدادًا لموجة الأمطار المحتملة خلال فصل الشتاء، وعلى رأسها رفع كفاءة محطة الصرف الرئيسية رقم «٣»، وتنفيذ «خط طرد» بديل قطر ١٢٠٠ مم، بهدف التعامل الأمثل مع زيادة التصرفات الواردة إلى محطات الرفع، إلى جانب تطهير مخرَّات السيول. وأوضح «الغيطى» أنه تم رفع القدرة الاستيعابية لمحطة الصرف رقم «٣» من ٣٦ لـ٦٠ ألف م٣يوم، ومولداتها من ٠.٥ ميجا لـ١ ميجا، حتى تتناسب مع أعمال التأهيل الشاملة، بالتزامن مع إنجاز ما يزيد على ٨٠٪ من مشروع إنشاء خط طرد بديل بطول ٥.٨ كم، لنقل مياه الصرف من هذه المحطة إلى محطة المعالجة فى منطقة «الهايكستب»، مضيفًا: «المشروعان يسهمان فى القضاء نهائيًا على زيادة التصرفات».
وبالنسبة لمخرات السيول، قال رئيس جهاز مدينة «الشروق»: «تم الانتهاء من تطهيرها، وإنشاء نقاط تخزين مؤقتة فى أماكن التجمعات، من أجل التعامل على الوجه الأمثل مع مياه الأمطار والسيول وآثارها الجانبية».
وأشار إلى وضع شركة «القناة لتوزيع الكهرباء» خطة لرفع قواعد ٩٠ كشك كهرباء، وانتهت من تنفيذ ٢٠ منها بالفعل، وجارٍ استكمال باقى الأكشاك، ابتداءً بالمواقع القريبة من تجمعات المياه، بهدف استمرارية التيار الكهربائى دون تأثر فى وقت الأمطار والسيول.


العبور:تجهيز عدد كبير من سيارات الشفط.. وتركيب «عوازل»
تسبب غرق مدينة العبور فى مياه الأمطار، خلال الموسم الماضى، فى تلفيات مادية كبيرة، وأدت المياه المتراكمة إلى انقطاع التيار الكهربائى ومياه الشرب لفترات طويلة، وفق أحمد على، أحد سكان المدينة.
وقال «على»: «الأمطار أدت إلى غرق المدينة ومنع السكان من دخول منازلهم، فى الموسم الماضى، وخرجنا وقتها لمناشدة الجهات المعنية سرعة التدخل لإنقاذ الموقف، من خلال توفير سيارات لشفط المياه من الطرق»، مشددًا على ضرورة تجنب تكرار ذلك خلال الشتاء الحالى، بإعداد وتنفيذ السيناريوهات اللازمة لمواجهة الأمطار.
ولم يخالفه الرأى أحمد ناجى، أحد سكان المدينة، بقوله: «مواطنو مدينة العبور عاشوا فى حالة خوف وقلق شديدين، الموسم الماضى، بسبب استمرار السيول والأمطار لمدة ٣ أيام متواصلة، ما تسبب فى منع الأهالى من مغادرة منازلهم، كما أن محطات الكهرباء تأثرت بالمياه، ودفعت جهاز المدينة إلى فصلها، حتى لا يحدث ماس كهربائى، خوفًا على حياة المواطنين».
وكشف أحمد عمران، رئيس جهاز مدينة العبور، عن إعداد الجهاز خططًا وسيناريوهات للتعامل مع مياه الأمطار، خوفًا من تكرار سيناريو العام الماضى، من بينها تطوير وتوسيع محطات الصرف الصحى لاستيعاب أكبر كمية من المياه، وتجهيز عدد كبير من سيارات الشفط، إلى جانب تركيب عوازل لمحطات توليد الكهرباء.


القاهرة الجديدة:تعلية الطرق المنخفضة وتنسيق مع «الأرصاد الجوية»

ذكر المهندس جمال طلعت، رئيس جهاز القاهرة الجديدة، أن أحياء المدينة استوعبت درس العام الماضى جيدًا، وتعيش حاليًا فى حالة طوارئ وتأهب دائمة، للتعامل مع موسم الأمطار هذا العام، بالتنسيق مع هيئة الأرصاد الجوية.
وأضاف «طلعت»: «منذ آخر أزمة واجهتها القاهرة الجديدة، خاصة منطقة التجمع، فى أكتوبر من العام الماضى، وجّه جهاز المدينة بصيانة منظومة استيعاب وصرف المياه، من خلال عدة خطوات، على رأسها تنظيف وتسليك البالوعات، وتغيير المواسير المتهالكة أو القديمة».
وكشف عن اتجاه جهاز القاهرة الجديدة لإعداد «منظومة صرف» جديدة، تعتمد على بالوعات بمساحات وأقطار كبيرة لاستيعاب كميات الأمطار وسحبها وفقًا لآلية سريعة، حتى لا يحدث تكدس للمياه، إلى جانب دعم وتعلية الطرق المنخفضة التى تعرضت لأزمة كبيرة فى مارس الماضى، وتأمين عمل المولدات الكهربائية فى حالة انقطاع التيار.


بدر:مسارات ثابتة لتوجيه المياه.. و500 غرفة صرف جديدة

قال المهندس تامر منصور، أحد سكان مدينة بدر، إن السيول تسببت فى أضرار كبيرة داخل المدينة خلال مواسم الشتاء الماضية، ما يتطلب من الجهات المعنية والمسئولين بذل كل الجهود وتوفير كل المتطلبات لمواجهة موجة الأمطار المتوقعة، ومنع تكرار حدوث هذه الأضرار مرة أخرى.
وكشف عن أن منطقتى «جنيفا» والإسكان الاجتماعى هما الأكثر تضررًا من مياه الأمطار الشديدة، حيث تكثر فيهما تجمعات المياه بشكل كبير، مطالبًا بوضع حلول لذلك، حتى لا تتعرض المدينة لخسائر فادحة.
وأشاد باتخاذ مسئولى المدينة عدة استعدادات لمواجهة موسم الأمطار، من بينها إنشاء «بالوعات» فى مناطق تجمع المياه الأكثر تضررًا، وتجديد محطات الصرف الصحى والغرف المختصة بسحب المياه، بما يمكنها من استيعاب أكبر كميات ممكنة.
ولم ينس قطب عامر، أحد السكان، الإشادة هو الآخر بالخطوات التى اتخذها جهاز مدينة بدر لاستقبال موسم الشتاء هذا العام، بعد أن تكبد غالبية سكانها خسائر فادحة، فى العام الماضى، لعدم استعدادها لاستقبال الأمطار الغزيرة.
وأوضح أن من بين هذه الخطوات: تزويد محطات الصرف بعدد من الطلمبات، لزيادة قدراتها على سحب المياه المتراكمة، بجانب توفير عدد من عربات الشفط، فضلًا عن إنشاء بالوعات ومسارات ثابتة لاستيعاب المياه والتحكم فى مجراها.
وعن تفاصيل هذه الخطوات، كشف المهندس عمار مندور، رئيس جهاز مدينة بدر، عن تزويد محطات الصرف بـ٤ طلمبات، بتكلفة إجمالية قدرها ٥ ملايين جنيه، بهدف استيعاب صرف المياه الزائدة فى «بيارات» محطات الصرف.
وأضاف: «كما تم إنشاء ٥٠٠ غرفة صرف مياه أمطار جديدة، مع توزيعها على أحياء المدينة المختلفة، فضلًا عن استكمال أعمال التطهير والنظافة الدورية لجميع الغرف القديمة، والاستعداد الدائم بجميع المعدات اللازمة، والتأكد من عمل المولدات الكهربائية».


الشيخ زايد:مقترح بوضع خطة سنوية معلنة للتعامل مع الأزمة

حازت مدينة الشيخ زايد على جانب كبير من اهتمام مواقع التواصل الاجتماعى، فى أكتوبر من العام الماضى، بعد انتشار العديد من الصور التى تبين مدى تأثرها بالأمطار، وغرق كل شوارعها.
وتذكرت آلاء محمد، من سكان الشيخ زايد، ما حدث فى العام الماضى، قائلة إن العديد من الشوارع والطوابق الأرضية من المنازل غرقت تمامًا بسبب تكدس المياه، إلى جانب غلق مداخل المدينة بالكامل، وذلك بالتزامن مع قطع الكهرباء عن المدينة كلها.
وأضافت: «جهاز مدينة الشيخ زايد بذل جهودًا كبيرة فى شفط المياه أولًا بأول، ومتابعة مشاكل الكهرباء بسبب الأمطار، فى معظم أحياء المدينة، مع تواجد عربات الشرطة للتعامل مع أى طارئ، وسط تعاون كبير بين الأهالى وبعضهم البعض».
واقترح المهندس محمد القاضى وضع خطة فى نهاية كل عام، لإدارة هذه الأزمة المتكررة، من قبل المحليات وأعضاء مجلس النواب، على أن تكون معلنة بشكل كامل للمواطنين، وهو ما يسهم فى حل جزء كبير من المشكلة المحتمل تكرارها هذا العام أيضًا.