رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«ضحايا الحنان».. شباب ينهون حياتهم بسبب الآباء

جثة
جثة

«سوء معاملة، انفصال، دلع، قلة اهتمام»، كلها أسباب تدفع الشباب لإلقاء أنفسهم وأرواحهم في أحضان الموت، فيجدوه أرحم من حضن عائلاتهم فيُقبلوا على الانتحار ظنًا منه أن الحل الأوحد؛ للتخلص من مشاكل الحياة وهمومها.

وأكد الأطباء النفسيين أن ظواهر الانتحار لا بدّ أن تخرج من الإنسان المصاب بأزمات نفسية أو يعاني من الأكتئاب وليس من معاملة الوالدين أو قلة الاهتمام أو المشاكل العائلية، مؤكدين أن كل هذه أسباب تصيبه باليأس والعزلة التي بدوره تصيبه بالاكتئاب والإحباط والوحدة فيكره حياته ويشعر بالفشل عدم الرغبة بالحياة فيخطّط للانتحار.

من الناحية الاجتماعية، تبين أن الحل لهذه الأمور يعود إلى عودة الحياة العائلية المستقرة وحُسن تربية الشاب من الناحية الدينية، حتى لا يعود للتفكير بالانتحار؛ لأن الإيمان بالله يزيد المرء قوة على تحمل أعباء المعيشة، كما لا بدّ أن يشغل الفرد نفسه بالنشاطات الاجتماعية والزيارات العائلية، وأن يكون له أصدقاء جيدين يتحدث معهم في أوقات ضعفه؛ ليعطوه النصائح اللازمة.

أما الأسرة، فعليها عبء كبير من خلال تنشئة شاب قوي قادر على العمل والدراسة وتحمل التقلبات الاجتماعية وقادر على حل مشاكله ولا ينهزم بسهولة من المواقف والبعد عن خذلانه والتفريط به حتى لا يشعر بالوحدة.

- انتحار طالب بالمعادي
تم العثور على جثة طالب لا يتجاوز عمره السادسة عشر عامًا، انصدم من طريقة انفصال والده ووالدته، وجد نفسه وحيدًا في منزل الجدة، ما أصيب بحالة اكتئاب شديدة تخلص من حياته على إثرها.

وكشفت تحقيقات النيابة العامة أن الطالب يعاني من مشكلة نفسية منذ شهرين بسبب انفصال والديه، ما أسفر عن معاناته من حالة اكتئاب وكان يجلس لساعات طويلة داخل غرفته، ما خطط للتخلص من حياته بسبب وحدته وعدم استجابة والديه له بالعودة مرة أخرى والحياة معًا.

وتبين أن الطفل كان يكتب مذكراته في كشكول خاص في غرفته وتبين أنه في آخر ورقة مدونة كان يدون رسائل لأسرته جاء بها: « انتو مش عايزني بس هتَوحشوني».

واستمعت النيابة إلى أقوال والد الطالب الذي أكد أن نجله عمره 16 عامًا، ويعاني من أزمة نفسية عقب انفصاله عن والدته وأنه سعى كثيرًا للصلح بينهما وفشل وكان يظن أنه لا يريد الحياة معه ومع والدته ما أقدم على الانتحار، ونفى وجود شبهة جنائية.

أكد أنه تلقى اتصالًا أفاد أنهم عثروا على جثته معلقة في قطعة من القماش في باب حديدي يخص محلا تحت الإنشاء تابعا لجمعية «أولادي للأيتام»، بجوار مسكن والده، وعلم عندما تم إبلاغ الشرطة.

البداية عندما تلقى المقدم إسلام بكر، رئيس مباحث المعادي، إخطارًا من الأهالي يفيد بالعثور على طالب مشنوقا بأحد الشوارع الجانبية بمنطقة دجلة المعادي.

وبانتقال رجال المباحث وإجراء التحريات تبين أن الطالب يعاني من مشاكل نفسية بسبب انفصال والدته، وأنه يرغب في الإقامة مع والده عقب الانفصال لكن الأب رفض إقامته معه، وأكدت التحريات أن الطالب أقدم على الانتحار عقب مروره بضائقة نفسية وأنه كان يردد أن والده لا يرغب في وجوده: "أبويا وأمي مش عايزني".

- انتحار بسبب زواج والدته
شهدت منطقة سيدي بشر، شرق محافظة الإسكندرية حادث مأساوي، حيث انتحر بائع أيس كريم شنقا بسبب زواج والدته من آخر.

وتلقى قسم شرطة المنتزه أول، بلاغًا بانتحار عامل وفور انتقال القوة الأمنية، تبين وجود جثة «و.أ»، 20 سنة، على السرير بحجرة النوم، ووجود سحجات حول الرقبة، وتبين من التحقيقات أن الشاب يقيم بالشقة محل الحادث بمفرده بعد انفصال والده عن والدته وزواج كل منهما، واكتشفت ابنة خالته انتحاره واستعانت بالجيران لإنزاله.

وأفادت والدته بأنها انفصلت عن زوجها، وتزوجت بآخر وتقيم بمحافظة القاهرة، وأن نجلها يمر بحالة نفسية سيئة بسبب شعوره بالوحدة وتركه عمله.

أضافت الأم أن ابنها أجرى مكالمة هاتفية معها قبل ساعات من انتحاره أخبرها فيها بتركه العمل في محل لبيع آيس كريم وشعوره بالوحدة والضيق ورغبته في الانتحار وتحرر محضر بالواقعة.

- ومن الحب ما قتل !

لقى شاب مصرعه شنقا بعد أن أقدم على الانتحار بربط «ملاية» سرير في مروحة غرفته بسبب رفض والده زواجه من حبيبته.

تلقى اللواء ياسر نشأت مدير أمن الإسماعيلية، إخطارًا من العميد رشاد الغمراوى مدير المباحث الجنائية بوجود متوفى داخل شقته بمركز القصاصين.

على الفور انتقل رئيس مباحث القصاصين لمكان البلاغ وتبين وجود جثة «أ. ع»، نقاش، بكامل ملابسه.

بمناظرة الجثة، تبين وجود حز حول الرقبة وعدم وجود أية إصابات ظاهرية وبسؤال والديه قررت والدته أنه أثناء دخولها غرفة نجلها المتوفى فوجئت به معلقا في مروحة سقف الغرفة بواسطة ملاية سرير قماش.

فقامت على الفور بمعاونة شقيقه بإنزاله ومحاولة إسعافه إلا أنه قد فارق الحياة وأكدت أنه كان يمر بأزمة نفسية بسبب رفض والده إتمام خطبته على إحدى الفتيات التي تربطه بها علاقة عاطفية ولم تتهم أو تشتبه أحد في وفاته.

وأكد تقرير مفتش الصحة عدم وجود إصابات ظاهرية سوى آثار خنق حول الرقبة وكسر في عظام الحنجرة وأخطرت النيابة العامة لمباشرة التحقيق.