رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف ساهمت المشروعات الجديدة في تقليل معدل البطالة؟

البطالة
البطالة

نشر مركز معلومات مجلس الوزراء، إنفوجراف، عن نتائج بحث القوى العاملة للربع الثالث (الفترة من يوليو إلى سبتمبر) من 2020، والذى جاء فيه أن معدل البطالة فى مصر بلغ 7.3% من إجمالى قوة العمل، مقابل 9.6% فى الربع الثانى من 2020 بانخفاض قدره 2.3%.

وبدأت معدلات البطالة في مصر تتراجع لأول مرة عن 10% منذ عام 2010، حسب تصريحات الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، الذي أوضح أن تراجع هذه المعدلات يعود إلى المشروعات القومية التي يتم تنفيذها منذ سنوات، إلى جانب دورها فى تحقيق أهداف التنمية المستدامة فى مختلف القطاعات.

"الدستور" تواصلت مع بعض العاملين في المشروعات القومية الكبرى، ورصدت القصة الكاملة لدور هذه المشروعات في تراجع معدلات البطالة.

في العام الماضي سجل معدل البطالة أدنى مستوى، فبلغ 8.1%، وهو الحد الذي لم يصل له منذ الربع الثانى لعام 2008، والذى بلغ خلاله 8.4%، ليرتفع فى الربع المماثل من عام 2009 إلى 9.4%، ولم يعاود تلك النسبة مرة أخرى إلا في الثلاث أشهر الأولى من عام 2019.

وأظهرت الإحصائيات الصادرة عن الجهاز المركزي للإحصاء، أن هناك 165 ألف مشتغل زيادة دخل سوق العمل خلال حتى الربع الأول من 2019، وسجل إجمالى أعداد المشتغلين خلال الربع الأول 2019 25.701 مليون مشتغل مقارنة بـ 25.536 مليون مشتغل فى الربع الذي يسبقه، بسبب المشروعات العملاقة الكبرى التي نفذتها الحكومة في الفترة الأخيرة.

العاصمة الإدارية وفرت آلاف الفرص للعمال والمهندسين
في العاصمة الإدارية الجديدة التي تبنيها مصر لتكون بديلًا للعاصمة الحالية يعمل آلاف من العمال بجانب المهندسين لبناء العاصمة التي تضم حى حكومى على مساحة 550 فدانًا، ويضم 36 مبنى، 34 للوزارات، ومبنى خاص بالبرلمان وآخر لرئاسة الوزراء، ويعمل فى تنفيذ الحى 18 شركة مصرية تحت إشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، بالإضافة إلى منطقة المال والأعمال والشقق والعمارات السكنية.

داخل منطقة المال والأعمال تبني مصر أطول برج في إفريقيا بالتعاون مع إحدى الشركات الصينية، وتحدث "الدستور" مع رجب سعيد، نجار مسلح من محافظة المنوفية، ٣٢ عامًا، يعمل في مشروع «البرج الأيقونى» منذ عام عن كيفية توفير المشروع لوظائف له ولغيره من الشباب قائلًا "أخبرني أحد أصدقائي الذين يعملون فى منطقة «الأعمال المركزية» عن المشروع، فتقدم إليه وتم قبوله.

وتابع "الشغل فى مصر كثير جدًا، لكن بحاجة لمن يسعى بجدية، بعد أن وفرت المشروعات الجديدة التى تنفذها الدولة الكثير من فرص العمل، ما يستوجب على الشباب السعى للحصول عليها كما فعلت أنا"، موضحًا "العمل في العاصمة مختلف عن جميع أنواع الأعمال التى شاركت فيها مسبقًا، لأن الآلات والمعدات حديثة، وحتى الخامات المستخدمة فى الأساسات مختلفة عن أى مبنى آخر، معربًا عن فخره بالعمل فى «مشروع يجعل مصر حديث العالم كله بدخولها عصر ناطحات السحاب».

وتتخطى مساحة العاصمة الإدارية 180 ألف فدان، لتستوعب 6.5 مليون نسمة، ومن المقرر نقل الأجهزة والمباني الحكومية إلى العاصمة الإدارية الجديدة، وتستوعب الحركة المرورية لأكثر من 150 عامًا مقبلًا، ولأول مرة يتم تنفيذ أنفاق للبنية الأساسية كما هو الحال في المدن العالمية، تجنبًا لتكسير الشوارع في حالة صيانة المرافق أو الإضافة إليها.

وأكدت وزارة القوى العاملة أن هناك 165 ألف مشتغل زيادة دخل سوق العمل فى الفترة بين انتهاء الربع الرابع من عام 2018 "أكتوبر- ديسمبر"، والربع الأول من عام 2019 "يناير – مارس"، حيث سجل إجمالى أعداد المشتغلين خلال الربع الأول من العام الجارى 25.701 مليون مشتغل مقارنة بـ 25.536 مليون مشتغل فى الربع السابق له مباشرة "الربع الرابع من 2018".

مشروعات الطرق لتسهيل حركة المواطنين وتوفير فرص العمل
اجتذب مجال التشييد والبناء، نحو 159.5 ألف مشتغل جديد فى الربع الأول من 2019، مقارنة بالربع السابق له مباشرة "الربع الرابع من 2018"، وهو ما يؤكد أن مشروعات الطرق والكبارى والأنفاق التى استثمرت فيها الدولة خلال الفترة الماضية شجعت آلاف الشباب والعمال على الدخول لهذا المجال لما أتاحه من فرص عمل عديدة، وكان من بينهم أشرف حمدى، الذى جاء من صعيد مصر إلى القاهرة مع بدء تنفيذ مشروع محور ترعة الزمر.

وقال عن عمله: «العمل فى الخرسانة ليس سهلًا ويحتاج إلى قوة جسدية كبيرة، وهو ما يتوافر لدىّ مستفيدًا من عملى فى هذه المهنة منذ كان عمرى ١٢ عامًا، وأنا ابن الـ٢٦ عامًا الآن»، معقبًا وهو يضحك: «الخرسانة لعبتى».

وأوضح: «يشعر أهلى بالفخر، لأننى جزء من مشروع يتحدث عنه المصريون فى جميع أنحاء الجمهورية، وأنا أيضًا لدىّ الشعور ذاته».

5.4 مليون وظيفة جديدة فى الزراعة وصيد الأسماك
اهتمت الدولة بإنشاء العديد من المشروعات القائمة على الزراعة بجانب الثورة السمكية ومنها مشروع المليون ونصف فدان، ومشروع غليون، ووفقا لنتائج القوى العاملة الصادرة عن جهاز الإحصاء، حقق نشاط الزراعة وصيد الأسماك أكبر نسبة مشاركة للمشتغلين فى الأنشطة الاقتصادية، حيث بلغ عدد المشتغلين فى هذا النشـاط 5.425 مليون مشتغل، منهم 4.498 مليون من الذكور، 927 ألف من الإناث، بنسبة 21.1% من إجمالى المشتغلين خلال الربع الأول من العام الجارى، والذين بلغوا 25.701 مليون مشتغل، محتلا هذا القطاع المركز الأول فى المساهمة بالاقتصاد المصرى ضمن الأنشطة الاقتصادية.

وقال مسعد النجار، أحد العاملين فى مزرعة «بركة غليون»، إن المشروع أسهم فى تشغيل عدد كبير من أبناء المنطقة والمحافظات المجاورة، مع الاستفادة من شرائهم الأسماك بأسعار رخيصة كغيرهم من المواطنين.

وأضاف أن «بركة غليون» ينتفع منها عدد كبير من الأشخاص، بينما مزارع الأسماك العادية لا يستفيد منها سوى صاحبها فقط، كاشفًا عن أبرز معايير اختيار العاملين فى المشروع بقوله: تعتمد فى الأساس على الخبرة فى المجال المتخصص فيه العامل.