رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مجازر وفساد.. كيف فشل أردوغان في تحقيق أطماعه؟

أردوغان
أردوغان

«مجازر.. فساد.. وأطماع».. هذا هو النهج الذي انتهجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أثناء توليه حكم تركيا، حيث حاول أن يكوّن لنفسه إمبراطورية من خلال جماعة الإخوان الإرهابية، إلا أن هذه الإمبراطورية سرعان ما باءت بالفشل، من خلال الكشف عن مخططاته.


"المجازر ضد الأكراد"
ليست مصادفة أن تحدث مجزرة "روبوسكي" عام ٢٠١٢ والتي قتل فيها سلاح الجو ٣٥ قرويا كرديا أعزل من السلاح، وليست مصادفة أيضا أن يقتل البوليس التركي قبل عدة أسابيع أكرادا مدنيين في "يوكسيك أوف"، حيث تعد هذه الحوادث جزءًا من سياسة قتل الأكراد التي ينتهجها حزب "العدالة والتنمية"، حتى اليوم، لم يحاسب أي شخص عن مجزرة "روبوسكي" ولم يقدم أردوغان حتي مجرد اعتذار عن تلك المجزرة، بل إنه كان قد دعا عام ٢٠٠٦ قوى الأمن إلى التعامل بالطريقة اللازمة مع الجميع حتى لو كانوا نساء وأطفالًا.

"قضايا الفساد"
تعتبر استقالة وزراء من الحكومة التركية، على خلفية اتهامات بالفساد وغسيل الأموال من أبرز الأزمات السياسية التي واجهت رجب طيب أردوغان، منذ توليه رئاسة الحكومة التركية عام ٢٠٠٢، إن الاستقالة من المنصب الوزاري لا تشكل بحد ذاتها سببا مباشرا لأزمة سياسية كتلك التي تعيشها تركيا اليوم، إنما طبيعة العمل الحكومي تستدعي استقالة وزراء وتشكيلات حكومية جديدة لمراعاة ظروف طارئة، لكن ارتباط الاستقالات الأخيرة بملفات ضاد وتبييض أموال يضفي على القضية أهمية خاصة.

إن فساد حزب "العدالة والتنمية" الذي يدعي أنه قائم على تطبيق مبادئ الشفافية والنزاهة ومحاربة الفساد، هو ضربة مؤلمة لحزب روج له على أنه نموذج على الصعيد السياسي والاقتصادي والاجتماعي يحتدى به في العالم العربي بشكل خاص.

إن حملة الاعتقالات التي طالت ٣٠ مسؤولا مقربا من أردوغان، على خلفية قضايا تتعلق بالفساد، هي تأكيد على الانقسامات داخل حزب "العدالة والتنمية" مع اقتراب الانتخابات المحلية والرئاسية، حيث إن فتح الله جولان هو من يملك مفاتيح الشرطة ووزارة العدل، وجولان هو شيخ يقيم في الولايات المتحدة وقد ساعد على ترسيخ حزب " العدالة والتنمية " في تركيا، لكنه رأى في الفترة الأخيرة أن أردوغان ينتهج سياسة متشددة مخالفة لمبادئ الحزب المعتدلة.

الصراع على السلطة يهدد تركيا، فهذاك صراع معقد ومبهم إلى حد بعيد على السلطة بين حزب أردوغان والحركة الإسلامية الذي يقودها فتح الله جولن، يشغل أتباع جولن مناصب مهمة في القضاء ومفاصل الدولة الأخرى التي من خلالها ساعدوا أردوغان من أجل التغلب على هيمنة الجيش، والآن يبدو أنهم يستهدفون بعض أقرب مساعدي أردوغان.

إن الموقع الجغرافي لتركيا يجعلها في موقع الدولة المتأثرة مباشرة جراء الأحداث الجارية في المنطقة، لا يكتمل تحليل السياسة التركية الخارجية إذا لم يؤخد بعين الاعتبار الدور التركي الأساسي في حلف الناتو، إذ تعتبر تركيا المنفذ الرئيسي لمخططات الناتو وإستراتيجية الولايات المتحدة الأمريكية في العالم الإسلامي وخاصة في الشرق الأوسط.

بناء لما تقدم، إن الدور التركي في تمويل الإرهاب ودعم الحرب على سوريا وتمويل جماعة الإخوان في مصر، جاء وفقا" لأجندة واضحة وتنفيذا للأهداف الأمريكية القائمة على تقسيم المنطقة وتأجيج الصراع الطائفي والمذهبي.

لقد كان لفشل هذا المشروع نتائج مباشرة على قوة تأثير تركيا في الأحداث السياسية في الشرق الأوسط فدعم أردو غان للجماعات الإرهابية والتدخل في سوريا كان بمثابة جلطة ما قبل الموت، إذ إنه فقد المصداقية أمام شعبه والتصق اسمه لدى شعوب العالم بالإرهاب، بحيث أصبحت المعادلة عند الأتراك هي: أردوغان حاكم متسلط فاشل وفاسد.

إن ترابط العوامل الداخلية والخارجية جعل من تركيا دولة مريضة وأفقدها حضورها السياسي في المنطقة، فخسرت خلال سنتين أهم ما كانت قد حققته في السنوات العشر الماضية، من اقتصاد قوي ونموذجية سياسية.

إن تراكم الاضطرابات السياسية الداخلية والخارجية جعل أردوغان يخلط بين الواقع والخيال، الأمر الذي زاد من الهلوسات والأوهام، لقد بات تحقيق أحلام أردوغان مستحيلًا لاسيما بعد فشل المشروع الإمبريالي التقسيمي في سوريا وخروج مصر من مستنقع الإخوان.

إن عودة الروح إلى الجسد العربي المتمثلة في معافاة سوريا واستعادة مصر لدورها الإقليمي تقطع الطريق على أي دور تركي مستقبلي في العالم العربي. السؤال الذي يطرح نفسه في هذا المجال هو: هل فعلا انتهى أردوغان وأيامه أصبحت معدودة؟ سوف يكون العالم الجديد ملينا بالمفاجأت الإقليمية، فالانتصارات السورية تقابلها انتكاسات تركية.
«مجازر.. فساد.. وأطماع».. هذا هو النهج الذي انتهجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أثناء توليه حكم تركيا، حيث حاول أن يكوّن لنفسه إمبراطورية من خلال جماعة الإخوان الإرهابية، إلا أن هذه الإمبراطورية سرعان ما باءت بالفشل، من خلال الكشف عن مخططاته.


"المجازر ضد الأكراد"
ليست مصادفة أن تحدث مجزرة "روبوسكي" عام ٢٠١٢ والتي قتل فيها سلاح الجو ٣٥ قرويا كرديا أعزل من السلاح، وليست مصادفة أيضا أن يقتل البوليس التركي قبل عدة أسابيع أكرادا مدنيين في "يوكسيك أوف"، حيث تعد هذه الحوادث جزءًا من سياسة قتل الأكراد التي ينتهجها حزب "العدالة والتنمية"، حتى اليوم، لم يحاسب أي شخص عن مجزرة "روبوسكي" ولم يقدم أردوغان حتي مجرد اعتذار عن تلك المجزرة، بل إنه كان قد دعا عام ٢٠٠٦ قوى الأمن إلى التعامل بالطريقة اللازمة مع الجميع حتى لو كانوا نساء وأطفالًا.

"قضايا الفساد"
تعتبر استقالة وزراء من الحكومة التركية، على خلفية اتهامات بالفساد وغسيل الأموال من أبرز الأزمات السياسية التي واجهت رجب طيب أردوغان، منذ توليه رئاسة الحكومة التركية عام ٢٠٠٢، إن الاستقالة من المنصب الوزاري لا تشكل بحد ذاتها سببا مباشرا لأزمة سياسية كتلك التي تعيشها تركيا اليوم، إنما طبيعة العمل الحكومي تستدعي استقالة وزراء وتشكيلات حكومية جديدة لمراعاة ظروف طارئة، لكن ارتباط الاستقالات الأخيرة بملفات ضاد وتبييض أموال يضفي على القضية أهمية خاصة.

إن فساد حزب "العدالة والتنمية" الذي يدعي أنه قائم على تطبيق مبادئ الشفافية والنزاهة ومحاربة الفساد، هو ضربة مؤلمة لحزب روج له على أنه نموذج على الصعيد السياسي والاقتصادي والاجتماعي يحتدى به في العالم العربي بشكل خاص.

إن حملة الاعتقالات التي طالت ٣٠ مسؤولا مقربا من أردوغان، على خلفية قضايا تتعلق بالفساد، هي تأكيد على الانقسامات داخل حزب "العدالة والتنمية" مع اقتراب الانتخابات المحلية والرئاسية، حيث إن فتح الله جولان هو من يملك مفاتيح الشرطة ووزارة العدل، وجولان هو شيخ يقيم في الولايات المتحدة وقد ساعد على ترسيخ حزب " العدالة والتنمية " في تركيا، لكنه رأى في الفترة الأخيرة أن أردوغان ينتهج سياسة متشددة مخالفة لمبادئ الحزب المعتدلة.

الصراع على السلطة يهدد تركيا، فهذاك صراع معقد ومبهم إلى حد بعيد على السلطة بين حزب أردوغان والحركة الإسلامية الذي يقودها فتح الله جولن، يشغل أتباع جولن مناصب مهمة في القضاء ومفاصل الدولة الأخرى التي من خلالها ساعدوا أردوغان من أجل التغلب على هيمنة الجيش، والآن يبدو أنهم يستهدفون بعض أقرب مساعدي أردوغان.

إن الموقع الجغرافي لتركيا يجعلها في موقع الدولة المتأثرة مباشرة جراء الأحداث الجارية في المنطقة، لا يكتمل تحليل السياسة التركية الخارجية إذا لم يؤخد بعين الاعتبار الدور التركي الأساسي في حلف الناتو، إذ تعتبر تركيا المنفذ الرئيسي لمخططات الناتو وإستراتيجية الولايات المتحدة الأمريكية في العالم الإسلامي وخاصة في الشرق الأوسط.

بناء لما تقدم، إن الدور التركي في تمويل الإرهاب ودعم الحرب على سوريا وتمويل جماعة الإخوان في مصر، جاء وفقا" لأجندة واضحة وتنفيذا للأهداف الأمريكية القائمة على تقسيم المنطقة وتأجيج الصراع الطائفي والمذهبي.

لقد كان لفشل هذا المشروع نتائج مباشرة على قوة تأثير تركيا في الأحداث السياسية في الشرق الأوسط فدعم أردو غان للجماعات الإرهابية والتدخل في سوريا كان بمثابة جلطة ما قبل الموت، إذ إنه فقد المصداقية أمام شعبه والتصق اسمه لدى شعوب العالم بالإرهاب، بحيث أصبحت المعادلة عند الأتراك هي: أردوغان حاكم متسلط فاشل وفاسد.

إن ترابط العوامل الداخلية والخارجية جعل من تركيا دولة مريضة وأفقدها حضورها السياسي في المنطقة، فخسرت خلال سنتين أهم ما كانت قد حققته في السنوات العشر الماضية، من اقتصاد قوي ونموذجية سياسية.

إن تراكم الاضطرابات السياسية الداخلية والخارجية جعل أردوغان يخلط بين الواقع والخيال، الأمر الذي زاد من الهلوسات والأوهام، لقد بات تحقيق أحلام أردوغان مستحيلًا لاسيما بعد فشل المشروع الإمبريالي التقسيمي في سوريا وخروج مصر من مستنقع الإخوان.

إن عودة الروح إلى الجسد العربي المتمثلة في معافاة سوريا واستعادة مصر لدورها الإقليمي تقطع الطريق على أي دور تركي مستقبلي في العالم العربي. السؤال الذي يطرح نفسه في هذا المجال هو: هل فعلا انتهى أردوغان وأيامه أصبحت معدودة؟ سوف يكون العالم الجديد ملينا بالمفاجأت الإقليمية، فالانتصارات السورية تقابلها انتكاسات تركية.