رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«أطفال وكبار بلا مأوى».. يد تساعد لكنها تُصاب

جريدة الدستور

مع الجهود المضنية التي تنفذها وزارة التضامن الاجتماعي من خلال فرق وحدات التدخل السريع وفرق وحدات «أطفال وكبار بلا مأوى» المتنقلة التي تجوب الشوارع من أجل إنقاذ العديد من الأسر المشردة به وتقديم المساعدات لهم، خاصة في فصل الشتاء وقسوته عليهم، قد لا يعلم كثيرين أن هذه الفرق التي تقدم يد العون بحب ورغبة، تتعرض في أثناء تأدية رسالتها تلك للعديد من المخاطر والصعوبات وتصل أحيانًا إلى الهجوم من تلك الفئات التي تستهدف مساعدتها.

تواصلت «الدستور» مع بعض أعضاء وحدات فريق «أطفال وكبار بلا مأوى» للتعرف على أبرز تلك الصعوبات والمخاطر التي يتعرضون لها في كواليس إنقاذهم لمئات من الأسر المشردة.

أحمد جمال، أحد أعضاء فريق «أطفال بلا مأوى»، قال إن أعضاء وحدات الفريق المتنقلة والتابعة لوزراة التضامن الاجتماعي كثيرًا ما تتعرض لمواقف هجومية وغالبًا ما تكون للأسف من المواطنين أنفسهم المستهدف مساعدتهم وكثيرًا ما يتعرض أعضاء الفريق للإصابات منهم، وتابع أن هناك من هؤلاء المشردين من يعاني بعض الأمراض النفسية والعقلية، وحين يتدخل الفريق لمساعدته بهدف نقله إلى أحد دور الرعاية، يرفض بشدة مستخدمًا الهجوم والتعدي.

وذكر جمال أنه في العام تعرض فريق أطفال بلا مأوى التابع لوحدته لهجوم أحد المشردين بمنطقة العجوزة، وكان يعاني من مرض عقلي مسبب له اضطرابًا كبير في الشخصية.

وهنا حسبما وصف جمال سارع الفريق بإبلاغ الشرطة، التي انتقلت سريعًا إلى موقع المتعدي وتعاملت معه أمنيًا موضحًا أن القانون لا يكفل لوحدات التنتقل حق إجبار المواطنين للانتقال مع الفريق.

فيما وصف وائل خميس أحد أعضاء فريق أطفال بلا مأوى "للدستور" أن الوحدات المتنقلة لا تتعرض فقط للهجوم من المواطنين أصحاب الأمراض النفسية والعقلية، لكنها تتعرض كذلك له من قبل بعض هؤلاء الذين اتخذوا التسول كمهنة، وبالتالي فهم يرفضون بشدة ترك الشارع مصدر رزقهم والانتقال إلى أحد دور الرعاية، معتبرين أعضاء الفريق بأنهم قاطعي أرزاقهم في هذه الحالة، لذا يعمدوا إلى الهجوم على أعضاء فرق التدخل بكل ما أوتي منهم من قوة.

ويختم وائل حديثه أن كافة اشكال الهجوم تلك تعد واحدة من ضريبة العمل الإنساني الذي يستلزم النزول إلى الشارع والاحتكاك بين العديد من فئاته، موضحًا أن هذا العمل قبل أي شيء يمثل رسالة إنسانية، وعلى من يعمل فيه تقبل كل ما فيه من صعوبات من أجل تحقيق الهدف الأسمى له.

يذكر أنه وفي إطار الاستعدادات المسبقة لمواجهة تداعيات موسم الشتاء المتوقعة من تقلبات جوية طارئة تصل لحد السيول، اتخذت فرق الإنقاذ السريع التابعة لوزارة التضامن الاجتماعي، وضع التأهب والاستعداد لتنطلق العديد من الفرق في عدد من محافظات مصر فكان بينهم محافظةالاسكندرية التي انطلقت بها ثلاث فرق مدربة على الإنقاذ والتدخل أثناء السيول بقوام ١٥ متطوعا وبواسطة ٦ سيارات دفع رباعي مجهزة بالكامل بكافة أدوات ومعدات الإنقاذ والسحب وحقائب الإسعافات الأولية، ليسفر تدخل فرق الإنقاذ السريع عن سحب وإجلاء عدد ٤٠ سيارة خاصة بالمواطنين من مناطق تكدس المياه الأمطار، بالإضافة الى سحب وانتشال سيارة كانت قد غمرتها المياه وغرقت بشكل كامل.

وكلف اللواء محمد الشريف محافظ الإسكندرية، مديرية التضامن الاجتماعي بتكثيف مرور الوحدات المتنقلة وفرق التدخل السريع على مستوى الأحياء، لتقديم مساعدات عاجلة للمواطنين المتواجدين في الشارع بلا مأوى ووضعهم في الأماكن المخصصة لهم والتابعة لمديرية التضامن.

يذكر أن برنامج "أطفال بلا مأوى" الذي انطلق عام 2014 كان نتيجة تكليف رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي وزارة التضامن الاجتماعي بتنفيذه، لتعمل الوزارة بدورها أول حصر شامل لظاهرة الأطفال المشردين، ويأتي البرنامج بعد ذلك حاملًا شعار "إحنا معاك" و"حياة آمنة وكريمة لكل الأطفال" مستهدفًا 20 ألف طفل يتجمعون في 2558 نقطة على مستوى الجمهورية.

"أطفال بلا مأوى" هو برنامج موله صندوق تحيا مصر بـ 114 مليون جنيه، وتم تخصيص 50 مليون جنيه له من صندوق دعم وإعانة الجمعيات ليبلغ عدد المستفيدين منه حتى الآن 23 ألف طفل من بينهم 6 آلاف طفل بلا مأوى و13 ألف طفل يعملون بالشارع إلى جانب دمج ما يقرب من 4 آلاف طفل في أسرهم مجددًا.

ونجح أعضاء الفريق في تغيير حياة الكثير والكثير من الأطفال والانتقال بهم من النقيض للنقيض فتم انتشال الكثير من الأطفال والكبار أيضًا من قسوة الشارع إلى إحدى دور الرعاية مع الإشراف والمتابعة المستمرة من الفريق عليهم حتى بعد الإيداع بالدار، لتتولد أثناء ذلك العديد والعديد من قصص الوفاء والامتنان بل والصداقة بين الحالات المنقذة، وبين من جعله الله سببًا في إنقاذها، وهم أعضاء فرق التدخل السريع وفرق برنامج "أطفال بلا مأوى".