رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«يد العون».. كيف ساندت جمعيات المجتمع المدني الدولة في أزمة كورونا؟

فيروس كورونا
فيروس كورونا

منذ بداية جائحة كورونا بدأت العديد من الجهات إلى جانب الدولة والعاملين بالقطاع الطبي في توظيف خدماتها لمحاربة الفيروس، وكانت الجهود الأكثر من نصيب مؤسسات المجتمع المدني والجمعيات الخيرية، وتمثل جهدها في البداية في أنشطة تعود عليها بعائد ربحي مثل تصنيع المزيد من الملابس الوقائية، ومنتجات التعقيم، وأجهزة التنفس الصناعي، حتى يكفل استمرار نشاطها.

نشاط تلك المؤسسات تشعب حتى وصل لنجدة العديد من الحالات والاستغاثات على مواقع التواصل الاجتماعي، وَكَانَ ذلك بهدف خيري دون تلقي أي رسوم من المصابين أو ذويهم، فتقوم كافة التفاصيل بتمويل المتبرعين، أبرز من قام بذلك مؤسسة «مرسال»، والتي تقدم في الأساس خدمات صحية لغير القادرين، لكنها سخرت جهدها بالكامل لمرضى الوباء، وذلك بتوفير أسرة رعاية مركزة لمرضى الحالات الحرجة.

ووفرت «مرسال» إلى الآن بتوفير أكثر من 100 سرير رعاية مركزة لمرضى الكورونا، وتوفر الأماكن بناءًا على التنسيق مع غرفة 105 للتأكد اولًا من عدم وجود مكان حكومي متاح للمريض، وعلى الفور تقوم رحلة البحث لإيجاد مكان في أحد المستشفيات الخاصة ودفع تكلفتها، على حسب ما ذكرته هبة راشد مؤسسة المؤسسة.

وأوضحت أن البداية كانت تم إنشاء مجموعة على "فيسبوك" باسم المؤسسة، تسمى فريق مرسال لدعم مرضى الكورونا تسمح لمرضى الكورونا في العزل المنزلي وذويهم بطرح الاستفسارات الخاصة بهم، خاصة مع حالات العزل المنزلي ويجيب على أسئلتهم أطباء متخصصين، ومع ازدياد عدد الاستفسارات بناءً على زيادة تفشي العدوى بزيادة عدد المتخصصين المتطوعين للإجابة على مزيد من الاستفسارات بشكل أسرع، حيث وصل عدد أعضاء هذه المجموعة حتى الآن إلى 162.5 ألف شخص، وحاليًا تسخر كل جهدها لجمع أكبر قدر من التبرعات لشراء 10 أجهزة تنفس صناعي للمستشفيات الجامعية، وهو عدد ليس بقليل مقارنةً بتكلفة الجهاز الواحد، والتي تبلغ 267 ألف جنيه.

دور الجمعيات الأهلية كمرسال لمسه في الأيام الأخيرة المئات، ونظرًا لأن مواقع التواصل الاجتماعي باتت شبيه برقم النجدة المغيث لكافة حالات العوز سواء لنقل مريض او توفير الدواء، فكانت اول ما لجأ إليه مروة رأفت، حيث تأكدت من إيجابية حالة والدها الجمعة الماضية، وبسبب كبر سنه وتدهور حالة الرئة لديه نصحه أطباء الصدر بالتوجه للمستشفى وعدم الاكتفاء بالعلاج المنزلي، توجهوا على الفور لمستشفى صيدناوي حيث يتبعها تأمين والدها الصحي، لكن للاسف كانت شاغرة بالكامل، وكتبت هذا على مواقع التواصل الاجتماعي ليشير الجميع لمرسال كي تنجدها.

وبالفعل ساعدها مرسال بتوفير سرير لوالدها في ذات اليوم بأحد المستشفيات الخاصة بالتجمع الخامس، وهو الان يتلقى الرعاية الكاملة هناك، ورغم ان الجمعية لم تطلب منهم اَي تكاليف، إلا أن مروة تذكر أنها آثرت أن تقدم تبرعات بكامل مدخرات ابيها، كي تساهم في إنقاذ غيره.

هذا النشاط بدأت جمعيات أخرى بأوجه مختلفة للإغاثة، من بينها مؤسسة صناع الخير للتنمية التي بادرت بتقديم 6 ملايين جنيه لـ6 آلاف عامل خلال شهري يونيو ويوليو المقبلين، بحسب المدير التنفيذي للمؤسسة، الذي أكد أنه تتم دراسة تقديم مزيد من الدعم لهذه الفئة الفترة المقبلة، وفقًا لحجم التبرعات القادمة للمؤسسة. وستكون موزعة بشكل اكبر للأسر التي اصيب معيلها أو من عزلت منطقته وتعذر التزامه بالعمل.

أما جمعية الأورمان فكانت من أوائل المنظمات التي تحركت في جمع تبرعات من المشاهير ورجال الأعمال الذي عرف بـ « تحدي الخير» لمنح الأسر الاكثر فقرًا مساعدات عينية تعينهم على الالتزام بفترات حظر التجوال، فيذكر رئيس جمعية الأورمان، اللواء ممدوح شعبان أن حجم التبرعات التي قدمت للجمعية منذ أزمة كورونا خلال شهرين ونصف بلغ 173 مليون جنيه بزيادة 30% عن نفس الفترة من العام الماضي، وأضاف أن من بين أبرز المتبرعين البنوك والشركات التجارية ورجال الأعمال، مشيرًا إلى استمرار الجمعية في دعم الأسر المتضررة خلال الفترة المقبلة، حيث تستهدف الجمعية دعم 15 ألف أسرة شهريًا بالمواد الغذائية وتستمر في جهدها بجانب التضامن الاجتماعي لحل الأزمة.

وحسب آخر إحصاء فإن حجم التدخلات التي قدمتها جمعيات المجتمع المدني بكل الأشكال أثناء الموجة الأولى لكوفيد-19 بلغت تكلفتها 2 مليار جنيه.