رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حافلات الموت.. أطفال المدارس يحملون أرواحهم على أكتافهم بدلا من الحقائب

 أطفال المدارس
أطفال المدارس

ارتفعت معدلات حوادث حافلات المدارس في سيناريو يتكرر كل عام دراسي جديد دون توقف، في ظل غياب المنظومة الرقابية على سائقي حافلات المدارس، وكذا الإهمال والتقصير من مشرفي الحافلات، فضلًا عن عدم مراعاة السائقين لتعليمات وإرشادات المرور، ليدفع الثمن أطفال لم يقترفوا أي ذنب ويكون جزاءهم هو الموت.

في واقعة لم تكن الأولى من نوعها انقلبت سيارة "ميني باص" كانت تقل عددًا من الطلاب بمنطقة الهرم، ما أسفر عن إصابة 17 طالبا، واستعلمت النيابة العامة عن الحالة الصحية للمصابين وطلبت تقريرًا طبيًا وافيا حول حالتهم، تمهيدًا لسماع أقوالهم، كما أمرت بالتحفظ على "الأتوبيس" تمهيدًا وعرضه مهندس فنى لفحصه.

أمرت النيابة العامة بجنوب الجيزة بحبس السائق المتسبب فى حادث أتوبيس طلاب الهرم 4 أيام على ذمة التحقيقات، وإجراء تحليل عينة المخدرات له، واستعلمت النيابة العامة عن الحالة الصحية للمصابين وطلبت تقريرا طبيا وافيا حول حالتهم، تمهيدًا لسماع أقوالهم.

تفتح"الدستور" في التقرير التالي ملف حوادث أتوبيسات المدارس التي تتكرر بشكل مفجع، من خلال التواصل مع أولياء أمور من ضحايا أتوبيسات المدارس.

كان الدكتور منصور خليل، مدير عام مستشفى الهرم، كشف أنه ارتفع عدد ضحايا أتوبيس المدرسة بمنطقة الهرم إلى 17 مصابًا من طلاب المدارس؛ منهم طفلة عمرها 10 سنوات حالتها حرجة بالرعاية المركزة، ومدرسة عمرها 35 عاما حالتها حرجة أيضا بالرعاية المركزة، و8 حالات إصابتهم خفيفة ما بين سحجات وكدمات وحالاتهم مستقرة، وجارى فحص باقى المصابين من الأطفال.

قبل عامين فقد محمد كريم، 35 عام، موظف، طفلته الصغرى أثناء عودتها من المدرسة بعد انتهاء العام الدراسي، نتيجة نزولها من الحافلة بمفردها دون أن توصلها مشرفة الحافلة إلى باب المنزل، مضيفًا أنها حتى لم تطمئن على الطفلة بعد نزولها من الأتوبيس، ومع رعونة السائق في التحرك دهس الطفلة؛ لتلقى مصرعها في الحال.

يضيف والد الضحية: "أنا عمري ما قصرت مع السائق والمشرفة في أي شيء ولكن كانت النتيجة أنهم سهوا عن بنتي وأهملوا في دورهم وعملهم، وبسبب عدم مباشرة دورهم باهتمام كانت النتيجة أن البنت لقيت مصرعها في الحال".

حرر والد الضحية محضرًا بالواقعة التي لقيت فيها الطفلة مصرعها وحمل رقم ٢٩ لعام ٢٠١٩ بقسم أكتوبر، قائلًا: "أنا مش طالب غير القصاص لما أتوبيس المدرسة اللي مستأمنة يوصل بنتي هو اللي يدوسها، والمُشرفة تهمل عملها وتسيبها تعدي الشارع لوحدها، يارب أنا مؤمن بقضائك ولكن بطالب بتنفيذ العقاب على كل من كان سببًا في الحادث".

في حادث آخر لم يختلف تفاصيه كثيرًا عن غيره من حوادث أتوبيسات المدارس، تقول منى سالم، ربة منزل 45 عام، تقطن في مدينة مايو بالقرب من حلوان، تقول أنها على الرغم من كون المنطقة هادئة ولا تعج بالسكان بالإضافة إلى أنها غير مزدحمة، ولكن منذ فترة شهدت المنطقة حادثًا مروعًا لإحدى حافلات المدارس.

تقول "سالم" إنها تسكن بالقرب إحدى المدارس الدولية الأشهر في المدينة، التي بمجرد انتهاء اليوم الدراسي تشرع ناقلات المدرسة في التحرك لتوصيل الطلاب إلى منازلهم، وفي أحدى الأيام توقف أحد الأتوبيسات لتنزل واحدة من أطفال المدرسة، وبمجرد إنزال الصغيرة تحرك الأتوبيس ودهس الطفلة.

تذكر "سالم" أن الحادث أدى إلى احتجاز الطفلة نحو أسبوع في العناية المركزة في إحدى المستشفيات المجاورة، بعدما أُصيبت بتهتك في الرئة وخلع في الذراع إلى جانب كسور في عظام العضد والكتف والكوع، إلى أن لاقت ربها.

وفق الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، فقد قُدرت معدل حوادث الأتوبيسات نحو 6% من العدد الإجمالى للحوادث بـ802 حادث.