رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لمخالفتها المعايير العلمية.. مراكز الحجامة مستمرة رغم منعها

جريدة الدستور

مازالت مراكز الحجامة في مصر تستقطب العديد من المرضى الذين بأسوان من المحاولات الطبية للعلاج، مستغلة في ذلك أماني هؤلاء المرضى في الشفاء، لتتسبب لهم في أحيان كثيرة بآلام أكبر مما كانوا يعانونها بسبب انتقال أمراض لهم نتيجة إهمال إجراءات منع العدوى.

وكان قد تم مؤخرا غلق أحد مراكز الحجامة بمحافظة بني سويف، بسبب عدم ترخيصه وقيام صاحبه بانتحال صفة الطبيب، وعلى خلفية ذلك تواصلت "الدستور"مع إحدى تلك المراكز كما تواصلت مع عدد من روادها.


الشيخ أحمد سليم، صاحب إحدى مراكز الحجامة بالمنصورة، قال"للدستور" إن الحجامة سنة نبوية قام بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وكثير من الأحاديث الشريفة حثت على التداوى بالحجامة، موضحا أن العلاج بها أصبح حديث كبرى المعاهد العالمية ومستشفيات الطب البديل.

و تابع الشيخ أحمد سليم، أن الكثير من العلماء وجدوا أن الحجامة لا تتعارض مع مادرسوه في طبيعة جسم الإنسان، لافتا إلى أن العلاج بهذا النوع أصبح منتشرا في العديد من دول العالم، موضحا أنه حقق كثيرا من النجاحات في علاج العديد من الأمراض، والتي صعب على الطب علاجها، مضيفا أنه بالفعل لديه العديد من المرضى الذين يترددون على مركزه لتلقي العلاج بالحجامة بصفة دورية، مؤكدا على أنهم بالفعل شعورا بتحسن كبير بعد تلقيهم العلاج منا يجعلهم يترددون على المركز باستمرار، مشيرا إلى أن أهم ما في إجراء الحجامة هو النظافة، والتطهير حتى لا تنتقل العدوى من شخص لآخر، لذا يجب ألا تستخدم أدوات الحجامة إلا مرة واحدة فقط، أي لا تستخدم من مريض لآخر على الإطلاق.


من جهتها قالت حياة رضا، "42 عاما"، أنها بالفعل لجأت إلى العلاج بالحجامة بعد أن فشلت جميع الجهود الكبيرة في علاج ظهرها من آلام مبرحة كانت غير معروفة السبب، متابعة أنها وما أن لجأت إلى استخدام الحجامة حتى تحسنت حالتها الصحية، وفقدت آلام ظهرها بشكل كبير.

وأضافت "حياة" أنها تحرص أن يكون المركز الذي تجري به الحجامة يتمتع بالنظافة بشكل كبير، موضحة أنها تأتي هي بأدوات الحجامة الخاصة مثل الكاسات، كما تتأكد من استخدام القائم بالحجامة مشرطا جديدا، وأن جميع الأدوات كذلك.

على العكس أكدت سمية إبراهيم، أن والدها المتوفي أصيب بالالتهاب الكبد الوبائي فيروس سي، قبل وفاته نتيجة إجراؤه الحجامة بأحد المراكز الخاصة والتي تفتقد إلى النظافة، وإجراءات الحماية من العدوى.

وفي تصريح للدكتور أسامة عبد الحي، وكيل نقابة الأطباء، أكد من خلاله أنه لا يجوز أن يسمح بعلاج المرضى من خلال أى شخص غير الأطباء فى مصر، مضيفا أن الحجامة قد تتسبب في أضرار خطيرة للمريض إذ أن المريض الذي يعانى من ورم أو سرطان فى أى جزء من جسمه واستمر علاجه بالحجامة أو غيرها، سيؤدي هذا إلى تحول الورم من مرحلة أولى إلى مرحلة ثانية، أو من مرحلة ثانية إلى مرحلة ثالثة مما يتسبب فى مشاكل كثيرة، وذلك على عكس استخدام الأدوية أو للجراحة، مشيرا إلى أنه كلما كان هناك اكتشاف مبكر للمرض، يتم العلاج بشكل أسرع.

واتفق معه الدكتور أحمد إبراهيم، عضو مجلس نقابة الأطباء، لـ "لدستور" موضحا أن تجارب العلاج بالحجامة تعد تجارب شخصية، وليست مبنية على أي دليل لذا فلا يمكن الاعتراف بها في الطب نظرا لكون العلم يعتمد بالأساس على الأدلة العلمية المبنية على خطوات محددة، ثم العديد من المراحل التجريبية لمعرفة الآثار الجانبية لاستخدام الإجراء، وبالتالي اعتماد إقرار هذا الإجراء كعلاج ام لا.

يذكر أن الدكتورة نهال الشاعر، رئيس الإدارة المركزية للعلاج الحر والتراخيص، أكدت في تصريح سابق لها أن الوزارة ستواصل الضرب بيد من حديد على مستغلي المرضى، وذلك تنفيذا لتوجيهات الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، بتشديد الرقابة على المنشآت الطبية الخاصة والتي تقدم الخدمة الصحية للمريض المصري، وذلك بعد ضبط العديد من تلك المراكز المخالفة لإجراءات مكافحة العدوى ولعملها بدون ترخيص.

جدير بالذكر أن نقابة الأطباء أعلنت مرارا وتكرارا عن موقفها من مراكز الحجامة، محذرة المواطنين من ارتياد المراكز غير المرخصة التى تزعم علاج الأمراض المستعصية بالحجامة والإبر الصينية، كما أكدت على أن هناك من الأشخاص الذين ينتحلون صفة الطبيب، ويستخدمون أدوات ملوثة تساعد فى نشر العدوى، الأمر الذي يؤدي إلى إصابة المواطنين بمضاعفات وعاهات نتيجة استخدام مستحضرات طبية مجهولة المصدر وأعشاب مع إيهام المواطنين، بقدرتها على شفاء الأمراض المستعصية بجانب القيام بالحجامة باستخدام الأدوات الملوثة.