رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«القمار الإلكتروني».. لعبة النصب وطريق الانتحار

القمار الإلكتروني
القمار الإلكتروني

فجرت واقعة إقدام شاب على الانتحار لخسارته 50 ألف جنيه فى لعبة القمار بمنطقة الساحل، قضية مواقع القمار الإلكتروني والتي انتشرت إعلاناتها بشدة على وسائل التواصل الاجتماعي.

تواصلت "الدستور" مع عدد من الأطفال للتعرف من خلالهم على الألعاب التي تعتمد على الربح والخسارة المادية.

قال الطفل أحمد شريف 12 عاما إن لعبة كونكر تعتمد بالبداية على إنشاء حساب خاص للاعب من خلاله يجمع قطع الذهب، ومن خلال هذا الجمع يحصل على الملايين منه بداخل اللعبة.

وبعد ذلك ينتقل اللاعب على حد وصف الطفل إلى المستوى الثاني بالدخول إلى خانة "البوكر"، وهي صالات القمار، ويتم اللعب بها بنظام المراهنات بالذهب، وفيها يجمع المحترفون الكثير من الذهب، ويقوم ببيعه للآخرين فيحصل على مكاسب قد تصل إلى آلاف الجنيهات.

أما الطفل شادي رؤوف 11 عاما وصف لعبة أخرى تعتمد على فكرة القمار أيضا، وهي "وكر الأوغاد"، يقول عنها إنها منتشرة على الموبايلات الأندرويد، ويمكن تحميلها بسهولة.

وتابع أن لهذه اللعبة قصة تعتمد على تنفيذ بعض الجرائم للسيطرة على بعض المدن، كما أن اللعبة تقوم على الدخول بحروب بين لاعبيها وكذا حروب عائلات وقبائل داخلها، ويوجد بهذه اللعبة طائرات مجهزة وسيارات وادوات للمساعدة على خوض تلك الحروب، ومن خلال اللعبة يكون هناك خسائر وأرباح.

أما لعبة "حرب الملوك" فهي لعبة أخرى ضمن الألعاب التي تعتمد بشكل كبير على فكرة القمار كما وصف الطفل أحمد سمير 13عاما، متابعا أنها تمثل مصدر لمكاسب لكثير من الأطفال والمراهقين، وكذلك لخسارتهم ايضا.

تبدأ اللعبة بانشاء حساب للاعب يدخل عليه جميع بياناته الشخصية، وبها يكون اللاعب جيوشا قوية للحصول على الذهب أيضا ذلك الهدف المشترك في أغلب العاب القمار، وتقوم الفكرة داخل اللعبة على التنافس في الوصول إلي مستويات أعلى من شراء الذهب من خلال أشخاص غير معروفة داخل اللعبة ومن يحقق ذلك فيكون هو الرابح ويحصل على تحويل اموال بكروت شحن وخلافه، وعنها يقول الطفل أحمد أنه بالفعل استطاع أن يحقق مكسبا منها عدة مرات وتم شحن موبايله بالعديد من كروت الشحن التي كتبها في هذه اللعبة، موضحا أنه أصبح هو وزملاؤه يدمنونها، وكثيرا ما يهربون من مدرستهم للدخول بأحد "السايبرات "ولعبها.

ويتداول على مواقع الانترنت كذلك العديد من مواقع القمار الإلكترونية التي تعرض القمار بشكل صريح، والتي تتباهى بمنافسته لصالات القمار المتعارف عليها، وسبقت تلك المواقع إعلانات عنها تضمنت الكلمات الآتية: "مرحبًا بكم في موقعنا حيث نقوم بمساعدة اللاعبين العرب ليجدوا أفضل مواقع لنوادي القمار على الإنترنت وأكثرها أمانا. هنا سوف تجد التقييمات والمراجعات لأفضل نوادي القمار على الإنترنت لعام 2020، حيث يمكنك الحصول على العديد من المكافآت المجانية والكثير من مرح كما لو كنت في لاس فيغاس وأنت جالسًا في منزلك بمنتهي الراحة".

فيما أكدت دراسة علمية نشرت في مجلة نيتر نوروساينس الألمانية على وجود تشابه بين النشاط الذهني لدى الأشخاص المفرطين في لعب القمار ومدمني المخدرات، موضحة أن مناطق الدماغ التي تنشط عند إحساس المرء بالمتعة عند تحقيقه غاية ما، مقللة نشاطه، لا تقوم بدورها بالفعالية نفسها عند متناولي المخدرات والمقامرين على حد سواء.

ولذا فهم يحتاجون تهييجات أقوى لبلوغ المتعة كالمخدرات أو القمار المبالغ فيه، وفي الوقت نفسه أكدت العديد من الدراسات الأخرى ومن بينها دراسة أجريت بمدينة هامبورج الألمانية أن النتائج تثبت أن المقامرة نوع من الإدمان.

أما عن ألعاب القمار الإلكتروني من الناحية الدينية، أكد الشيخ ربيع حسن أحد علماء الأزهر، مسئول معهد تربية دينية بطنطا، لـ"الدستور" أن تلك الألعاب التي يقوم بها الأبناء هي في الواقع قمار صريح والشرع حرمه وبالتالي فتلك الألعاب محرمة، متابعا أنها تدفع الأطفال إلى الوقوع في الهاوية منذ صغرهم، كما تعلقهم بتحقيق مكاسب دون النظر إلى الضوابط الشرعية لها.

وعالميا قررت دولة كمبوديا مؤخرا حظر القمار الإلكترونى، بعد أن أصبحت مدينة سيهانوكفيل الساحلية الجنوبية على وجه الخصوص مركزا لهذا النوع من القمار، لما وجده المسئولين من تأثيره على الأمن والنظام العام والنظام الاجتماعي.

كما حذرت النقابة العامة لأطباء الأطفال والشباب في ألمانيا من أن "ألعاب الحظ" عند الشباب تزيد عندهم خطر الإدمان عليها، حتى وإن كان هدفها في البداية ليس القمار والبحث عن الربح السريع، لأنها ستبدأ غالبًا بغرض التسلية فقط وستتحول فيما بعد لغرض الكسب المالي السريع.