رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نوابغ مصر المدرجون فى قائمة «ستانفورد» لأفضل علماء العالم يتحدثون

بلدنا ولّادة
بلدنا ولّادة

«مصر ولّادة».. ليس شعارًا مجازيًا هدفه التمجيد، بل حقيقة راسخة أظهرتها هذه البلاد على اختلاف عصورها وطبيعة حقبها التاريخية، والأمثلة على ذلك يصعُب عدّها، وها هم أبناء مصر فى كل مكان، يقدمون أروع الأمثلة فى النجاح والتفوق والإبداع فى مختلف المجالات الأدبية والفنية والعلمية، وتجلت آخر تلك النجاحات فى إعلان جامعة ستانفورد الأمريكية قائمة «أعلى ٢٪ من علماء العالم» الأكثر استشهادًا فى مختلف التخصصات، وضمت أسماء ٣٩٦ عالمًا مصريًا من مختلف الجامعات والمراكز البحثية.
ووضعت «ستانفورد» تصنيفها على أساس أكثر ٢٪ من علماء العالم الذين تم الاستشهاد بأبحاثهم فى ٢٢ تخصصًا علميًا و١٧٦ تخصصًا فرعيًا، وضمت القائمة بشكل عام، نحو ١٦٠ ألف عالم من ١٤٩ دولة. وفى السطور التالية، يتحدث عدد من العلماء المصريين المدرجين ضمن هذه القائمة، لـ«الدستور»، حول أبرز النقاط فى مشروعاتهم البحثية وتجاربهم فى عالم التطبيقات العلمية التى تفتح آفاقًا متعددة لخدمة البشرية، كما رووا ملامح مسيراتهم العلمية سواء فى الدراسة أم العمل الأكاديمى وغيره، كما كشفوا عن تصوراتهم للعلوم فى المستقبل القريب، وغيرها من التفاصيل.


ياسر بكر: ابتكرت زجاجًا يحمى الأطباء من الإشعاعات المعالجة للأورام
قال الدكتور ياسر بكر، أستاذ الفيزياء التطبيقية بكلية العلوم جامعة الأزهر، إنه حول عمله البحثى الأكاديمى إلى أفكار تطبيقية تخدم المجتمع وتربط بين العلم الأكاديمى والعلم التطبيقى، موضحًا أنه بدأ تجربته فى مجال تصنيع الزجاج عام ١٩٩٥ وتوصل إلى أنواع مهمة منه تصلح لتطبيقات عديدة، كما توصل إلى إعادة تدوير غبار الأسمنت لتصنيع منتج زجاجى نافع للبيئة.
وذكر «بكر» أنه طور زجاجًا يصلح للاستخدام فى معاهد الأورام، لحماية الأطباء والفنيين من الإشعاع الذى يصدر من أجهزة علاج السرطان، مضيفًا أنه يعمل كذلك على تصنيع زجاج يصلح كفلتر ضوئى أو مرشح ضوئى لاستخدامات علمية متقدمة.
وأضاف أن معيار الاختيار فى تصنيف جامعة ستانفورد، يتم بناءً على أكثر من ٣٠ عاملًا مؤثرًا، منها عدد الأبحاث المنشورة وعدد سنوات النشر ومدى تأثير المجلات البحثية التى نشرت فيها الأبحاث، لافتًا إلى أنه فى الفترة الأخيرة نشر نحو ١٣٦ بحثًا فى مجلات علمية دورية محكمة، وهى التى تدخل فى الاعتبار أثناء التصنيف.
وكشف عن أن مصر رائدة فى صناعة الزجاج منذ القدم، منوهًا بقطع الزجاج التى وجدت فى مقابر القدماء المصريين منذ أكثر من ٥٠٠٠ سنة، محتفظة بالسوائل التى بها كما هى، وتلمع كما هى كأنها مصنوعة فى أيامنا هذه.

غريب سليمان: استخدام «النانو تكنولوجى» لتحسين كفاءة الأدوية
أوضح الدكتور غريب سليمان، أستاذ الصيدلانيات بكلية الصيدلة جامعة أسيوط، أن مجال أبحاثه يتعلق بتطبيقات النانو تكنولوجى فى مجال الصيدلة، بهدف تحسين كفاءة الأدوية عن طريق إيصالها للخلايا المصابة فقط من الجسم، ما يؤدى لتفادى حدوث الأعراض الجانبية مع تقليل تكلفة وفترة العلاج.
وأضاف أن تطبيقات دراساته تجرى على أمراض متنوعة مثل السرطان والتهابات القولون والعقم والصدفية وغيرها، مشيرًا إلى أن بعض دراساته نجح فى التوصل لنتائج جيدة، سواء عند تطبيقها على حيوانات التجارب، أو وصول بعضها لمرحلة التجارب الأولية على المرضى.
وواصل: «تصنيف ستانفورد يتضمن أسماء العلماء والباحثين الذين تتسم أبحاثهم بقوة الفكرة وحداثتها ودقتها ووصولها لمرحلة التجارب فى التخصصات التطبيقية ومدى أهميتها للمجتمع العلمى، مع التركيز على الدراسات التى يجرى الاستشهاد بها بكثرة والمنشورة فى المجلات العلمية المتخصصة».


طه عبدالمهيمن: الحكومة تدعم المعامل بأجهزة حديثة لرفع مستوانا بالتصنيف
قال الدكتور طه عبدالمهيمن، أستاذ مساعد بقسم الفيزيقا والرياضيات الهندسية بجامعة المنوفية، إن تصنيف جامعة «ستانفورد» مبنى على النشاط البحثى فى قاعدة البيانات «سكوبس»، وهى قاعدة بيانات تحتوى على ملخصات ومراجع من مقالات منشورة فى مجلات أكاديمية محكمة، يجرى تقييمها بواسطة خبراء فى التخصصات العلمية والتقنية والطبية والاجتماعية.
وأضاف «عبدالمهيمن» أن عمليات البحث فى «سكوبس» تشمل أيضًا عمليات بحث فى قواعد بيانات براءات الاختراع، وهى أقوى قاعدة بيانات على مستوى العالم، موضحًا أن بداية نشر أبحاثه فى المجلات العالمية كانت عام ٢٠١٣ واستمر حتى عام ٢٠١٩، وهى متعلقة بالنانو تكنولوجى وعلم المواد الذى يهتم بدراسة تركيب المواد وتطبيقاتها البصرية والمغناطيسية وتخزين الطاقة خاصة الشمسية.
وأكد أن خبر ضمه لهذه القائمة يُعد خطوة كبيرة فى المجال البحثى، فهو تصنيف عالمى وكبير وشرف لأى باحث فى وسط كوكبة من العلماء، خاصة أن هذا التصنيف مبنى على الأبحاث وعدد الاستشهادات، لافتًا إلى أن الحكومة تنظر للمعامل البحثية وتدعمها بأجهزة حديثة للمساعدة فى رفع نسب المختارين فى التصنيف.
وأوضح أنه حاليًا يشرف على عدد من رسائل الماجستير والدكتوراه، وعمل مع فريقه البحثى على المواد التى تعمل فى الرادارات والانعكاس والموجات التى تستخدم فى الرادارات والطيارات فى المجالين العسكرى والمدنى.

خالد حسنى:
أعمالى خاصة بتكنولوجيا المعلومات
شدد الدكتور خالد حسنى، أستاذ الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بجامعة الزقازيق، على أن اختيار عدد كبير من علماء مصر فى قائمة «أعلى ٢٪ من علماء العالم» شهادة عالمية بتفوق أبناء مصر فى مختلف مجالات البحث العلمى. وقال «حسنى» إن زميلًا له هاتفه وأخبره بنبأ اختياره بالقائمة، فشعر بالسعادة والفخر، ثم تأكد من الأمر بنفسه.
وأضاف أن التصنيفات المعتادة تركز على الجامعات فقط ولا تضع الأساتذة فى الحسبان، لكن فى هذه المرة جرى التركيز على الأساتذة الذين أسهموا بنشر أبحاث دولية مفيدة للعالم، مشيرًا إلى أن مجال عمله هو البحث فى مجال تكنولوجيا المعلومات، خاصة ما يتعلق بأمن المعلومات، الذى يمس الأمن القومى المصرى.
ولفت إلى أن أبحاثه تتعلق كذلك بتكنولوجيا المعلومات فى المجال الطبى، وتتعاون معه مجموعة من الأساتذة يشرف عليهم، كما تتعاون معه مجموعة من الجامعات المحلية والدولية.


ابتهال الدمرداش:أهتم بالبحث العلمى منذ ٢٥ عامًا
ذكرت الدكتورة ابتهال الدمرداش، رئيس قسم الأدوية والسموم بكلية الصيدلة بجامعة عين شمس، أن اختيار علماء مصريين كُثر ضمن قائمة ستانفورد يعتمد على عدة عوامل، أهمها عدد الاستشهادات العلمية للأبحاث المنشورة، فكلما زادت هذه الاستشهادات كان للبحث تأثير فى تقدم العلم.
وقالت إن اهتمامها بمجال البحث العلمى على مدار ٢٥ عامًا هو ما ساعدها فى الحصول على عدة تكريمات دولية ومحلية وكذلك على العديد من الجوائز، أبرزها جائزة الدولة وجائرة الاتحاد الإفريقى للتميز العلمى، مضيفة: «هذا العمل مرهق وليس سهلًا، والنجاح فيه يتطلب أن يكون العالم مؤمنًا به وبرسالته ليستكمل الطريق خلاله والصبر على مشاكله والضغوط فيه».


كمال عبدالنبى: التحفيز بدأ من الأزهر.. وحصلت على 26 جائزة حتى الآن
اعتبر الدكتور كمال عبدالنبى، أستاذ فيزياء الجوامد التجريبية بقسم الفيزياء فى كلية العلوم بنين بأسيوط جامعة الأزهر، أن اختياره ضمن قائمة «ستانفورد» كان متوقعًا بعد حصده جوائز التميز فى النشر العلمى من جامعة الأزهر عام ٢٠٠٨، مضيفًا: «الجامعة حفزتنا عندما اقترحت تكريم المتميزين فى نشر الأبحاث بمكافآت مالية».
وأوضح «عبدالنبى» أنه فى عام ٢٠١٢ حصل على جائزة الدولة التشجيعية فى الفيزياء وكانت قيمتها ٥٠ ألف جنيه، كذلك حصل على أكثر من ٢٥ جائزة تميز فى النشر من جامعة الملك عبدالعزيز، وكان متعاقدًا معهم منذ عام ٢٠١٠ وحتى عام ٢٠١٦.
وأشار إلى أن مجموعته البحثية كانت مهتمة أكثر بتحضير العينات الزجاجية بجميع أشكالها، وبالطرق المختلفة، سواء فى صورة مجسمة أو أغشية رقيقة، مضيفًا أن اهتمامه بالمجال البحثى مُنصب أكثر على تحضير الأغشية الرقيقة ودراسة خصائصها الكهربية والكهروحرارية والكهروضوئية.
وأضاف أنه تمكن من نشر ما يقرب من ١١٨ بحثًا فى مجلات مصنفة «ISI» وهو المعهد الدولى العلمى الذى يضع شروطًا ومعايير لقبول البحث.


شمس العنانى:نشرت 100 بحث فى قاعدة «سكوبس» والمجلات العلمية
ذكر الدكتور شمس العنانى، أستاذ الفيزياء الإشعاعية بكلية العلوم جامعة الأزهر، أنه متخصص فى الوقاية من الإشعاع، ونشر نحو ١٠٠ بحث محكم دوليًا فى قاعدة سكوبس وفى المجلات العلمية.
وعبر «العنانى» عن فرحته بإدراج اسمه ضمن التصنيف العالمى، قائلًا: «حاجة مبهجة طبعًا إن الواحد يكون ضمن كوكبة من العلماء، ولم أكن أتوقع، والفرحة الأكبر تهنئة الناس لما وصلنا إليه من أبحاث وتشجيعهم بالمضى قدمًا وإلى الأمام دائمًا».
وأضاف أن النجاح كان توفيقًا من الله ونتاج جهد مستمر ومتواصل تم بذله للسيطرة على الوقت ومنع ضياعه هباءً للوصول إلى الهدف المنشود فى هذه الأبحاث، وأن يكون الإنجاز على الوجه الأمثل والمطلوب. ولفت إلى أن الإحصائية التى قدمتها جامعة ستانفورد الأمريكية رصدت فيها أفضل ٢٪ من العلماء، الأكثر تأثيرًا فى البحث العلمى، الذين كانت نتائجهم متاحة وقيمة، متابعًا: «الترتيب تم بناءً على عدة عوامل منها معامل التأثير، بمعنى كم شخص استشهد بهذه الأبحاث التى قمت بها، وكذلك عدد هذه الأبحاث التى أجريتها».


خالد أبوزيد: تصميم مركبات عضوية للقضاء على الميكروبات
قال الدكتور خالد أبوزيد، عميد كلية الصيدلة بجامعة مدينة السادات، إن وصوله إلى قائمة جامعة ستانفورد لأعلى ٢٪ من العلماء حول العالم جاء بسبب أبحاثه فى مجال الكيمياء الصيدلية والاكتشافات الدوائية، خاصة بعدما نجح فى نشر أكثر من ٩٠ بحثًا علميًا فى مجلات دولية مرموقة.
وأضاف أن دراساته تقوم على تصميم وإنشاء مركبات عضوية فعالة قادرة على مواجهة الأورام السرطانية، وكذلك مواجهة البكتيريا والميكروبات المقاومة للمضادات الحيوية، مشيرًا إلى أن ذلك تزامن مع تحسن دعم الدولة للبحث العلمى، فى الآونة الأخيرة، رغم استمرار بعض المعوقات الخاصة بتأخر استيراد بعض المواد والكواشف اللازمة لإجراء البحوث.
وأعرب «أبوزيد» عن سعادته الكبيرة لورود اسمه فى قائمة ستانفورد، التى تعكس تقدير المجتمع الدولى لأبحاثه، بالإضافة إلى كونها ترفع ترتيب مصر وجامعاتها فى مجال البحث العلمى، على المستوى العالمى.

رانيا حتحوت: تخصصى توفير علاجات للمياه الزرقاء
كشفت الدكتورة رانيا حتحوت، أستاذ الصيدلة الصناعية بجامعة عين شمس، عن أن مجال تخصصها متعلق بتركيبات الأدوية والأشكال الصيدلية المختلفة مثل الحقن والأقراص وغيرهما، مشيرة إلى أنه يدخل فى مجالها كذلك استخدام النانوتكنولوجى فى الطب باستهداف المكان المصاب بالورم بالجسيمات النانوية.
وأضافت «حتحوت» أنها نشرت ما يقرب من ٥٥ بحثًا منذ عام ٢٠٠٥ وحتى عام ٢٠١٩، وحصلت على عدة جوائز فى مجال بحثها منها نوط الامتياز من رئيس الجمهورية عام ٢٠١٧، وجائزة مؤسسة مصر الخير «الشيخ على جمعة» عامى ٢٠١٠ و٢٠١٢، وجائزة عبادة الدولية باسم عالم فز فى فبراير ٢٠٢٠.
وذكرت أن أبحاثها ترتكز على السرطان ومرض الجلوكوما أو المياه الزرقاء، وهو ما يسمى بالعمى الصامت، ويصيب كثيرًا من المصريين ومرتبط بالضغط، وكذلك أبحاث صناعية عن كيفية توفير المواد الخام والتمويل والجهد والوقت على المصانع فى التجارب.