رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

القصة الكاملة للمنظومة الموحدة لإنتاج الأطراف الصناعية

لإنتاج الأطراف
لإنتاج الأطراف الصناعية

عانت أم عبد الرحمن في الأربعين من عمرها من فقدان لرجلها اليمنى إثر حادث أليم تعرضت له وهي في العاشرة من عمرها، ومع ضيق الحال لم تستطع أسرتها شراء طرف صناعي لها لتمارس حياتها بصورة شبه طبيعية، بل اضطرت إلى التعايش بعجاز لعدة سنوات، حتى تبرع إحدى المساجد القريبة من محل سكنها بعمل طرف صناعي لها ولكنه لم يكن بالمواصفات المطلوبة إلا أن تعايشت معه.

تزوجت أم عبد الرحمن وأنجبت ثلاثة أبناء، وبعدها تركها زوجها ورحل، واضطرت إلى العمل لتوفير قوت يومها، ولكن قدمها التي لم تكن بمواصفات جيدة لم تتحمل تعب هذه السنين ولم تعد تصلح للاستعمال، ولم تعد تستطيع خدمة نفسها وأهلها، واضطرت للقيام برحلة بحث جديدة عن متبرع قادرة على تسديد ثمن رجل جديدة لها بمواصفات وجودة عالية تمكنها من التعامل اليومي معها بصورة جيدة.

أم عبد الرحمن واحدة من آلاف ذوي الاحتياجات الخاصة في مصر - الذين لا يوجد لهم حصر دقيق حتى الآن- ويحتاجون إلى تركيب أطراف صناعية في مصر، وكان يقابلهم عقبات كثيرة.

"الدستور" في السطور التالية عرضت القصة الكاملة لمنظومة إنتاج الأطراف الصناعية في مصر التي وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي بالاهتمام بها لمساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة.

كانت زينب أحمد، 15 عامًا، تلهو برفقة شقيقها الأصغر في شُرفة منزلها المرتفعة، وعلى غفلة منها حين كانت تداعب الصغير، سقطت من الدور الرابع في العقار الذي تقطن به بمنطقة وسط البلد، لتمر برحلة علاج صعبة انتهت ببتر 3 من أطرافها «قدم وذراعين» بسبب شدة الإصابة واختراق أجسام معدنية لعظام الأطراف.

ظلت الفتاة تعاني من صعوبة في الحركة، وتطوف على أطباء ومراكز علاج طبيعي، بحثًا عن شيء يساعدها على الحركة وممارسة الحياة مرة أخرى بشكل طبيعي، 3 سنوات دون أن يتبدّل الحال، حتى لجأت إلى إحدى المؤسسات التي أمدتها بثلاث أطراف صناعية عوضتها عن التي فقدتها، وأعادت لها الحياة مرة أخرى.

حاولت الدولة من خلال منظومة الأطراف الصناعية عمل حصر إلكتروني لإنشاء قاعدة بيانات للمواطنين الذين في حاجة لتركيب هذه الأطراف، وآلية تقديم واستلام الطلبات الخاصة باحتياجات الأطراف الصناعية والأجهزة التعويضية، والاهتمام بالتصنيع ومراكز التأهيل والعلاج الطبيعي.

ـ إنتاج مليون طرف صناعي

وضع الرئيس عبد الفتاح السيسي طلبات ذوي الاحتياجات الخاصة في أولوياته حتى أنه أعلن عام 2018 عامًا لذوي الاحتياجات الخاصة، ووجه بتكامل جهود جميع الجهات المعنية بالدولة والاستعانة بالخبرات الأجنبية المتميزة لامتلاك القدرة على إنتاج الأطراف الصناعية المتطورة في مصر وفقًا لأحدث التكنولوجيا وأعلى المواصفات الفنية، وتوفير برامج التأهيل للتدريب على استخدام تلك الأطراف، لتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة الحركية وتوظيف قدراتهم على الوجه الأمثل سعيًا لدمجهم في المجتمع وسوق العمل، خاصةً فئات الشباب والأطفال والمرأة المعيلة، وأنتجت مصر مليون طرف صناعي على مدار السنوات الخمس الماضية.

ـ بناء مراكز الأطراف الصناعية

فى أوائل التسعينيات من القرن الماضى تم تخصيص شعبة للأطراف الصناعية بالمعهد الفنى الصحى، ولكن فوجئ القائمون عليها بقرار إغلاقها دون سابق إنذار عام 1997، على الرغم من أهميتها البالغة فى تخريج دفعات متخصصة فى إنتاج الأطراف الصناعية من طلاب المدارس الثانوية الفنية، والثانوية العامة، شعبة علمى علوم.

وسبق إنشاء الشعبة، بناء أول مركز مصري متخصص في الأطراف الصناعية وهو يوم المستشفيات للتنمية والتأهيل»، هي أول مؤسسة في الشرق الأوسط تمد ذوي الإعاقات الحركية بالأطراف التعويضية، تم إشهارها من وزارة الشئون الاجتماعية برقم 132 لسنة 1966.

المؤسسة تضم مصنع للأجهزة التعويضية، ومعمل للأطراف الصناعية، وقسم للعلاج الطبيعي داخلي وآخر خارجي، وعيادة للأسنان، ومركز تأهيل وورش نجارة، وكانت تقوم بإنتاج الأطراف الصناعية لذوي الإعاقة الذين يعالجون على نفقة الدولة.

وتم إنشاء أول قسم متخصص للأطراف الصناعية، في مدرسة "إمبابة الصناعية"، حيث يتخرج فيها فنيون مهرة محترفون قادرون على صناعة الأجهزة التعويضية وفقا لمنهج علمى يتلافى كافة الأخطاء الشائعة الناتجة عن دخول غير المتخصصين فى هذا المجال.