رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هل تبحث تركيا عن السلام مع الأكراد؟

جريدة الدستور

أكدت صحيفة "آرب نيوز" السعودية، أن الجدل حول السلام بين تركيا والأقلية الكردية عاد إلى السطح مرة أخرى، مما يشير إلى استعدادات محتملة من كلا الجانبين لإيجاد أرضية مشتركة لاستئناف المفاوضات.

ويشير الخبراء إلى أن التغييرات السياسية وتغيير نوايا التصويت والمتاعب على طول الحدود الجنوبية مع العراق وسوريا قد تلعب جميعها دورًا في تحركات الرئيس رجب طيب أردوغان لتغيير موقفه بشأن القضايا المحيطة بأكبر مجموعة أقلية عرقية في البلاد.

وانتهت عملية السلام بين أنقرة والأكراد في يوليو 2015 بعد مقتل شرطيين في مقاطعة جيلان بينار جنوب شرق البلاد، مما أدى إلى استئناف الصراع الكردي التركي المستمر منذ عقود.

وخلال الانتخابات في يونيو 2015، تجاوز حزب الشعب الديمقراطي (HDP) عتبة 10% ليصبح أول حزب مؤيد للأكراد يفوز بمقاعد في البرلمان.

ويشكل الأكراد 20 % من سكان تركيا، وسيكون لمثل هذه الخطوة تداعيات خطيرة على أنقرة إذا ما تم إقرارها.

وأشارت الصحيفة إلى أن تركيا تستهدف منذ فترة القوات الكردية في سوريا والعراق في ظل مخاوف من الانفصالية الكردية.

وقال صموئيل راماني، محلل شئون الشرق الأوسط بجامعة أكسفورد "على الرغم من الاختلافات الأيديولوجية بين المجتمعات الكردية، يمكن أن تؤدي مفاوضات السلام بين تركيا وحزب الشعوب الديمقراطي إلى فترة من ضبط النفس التركي تجاه المجتمعات الكردية في سوريا والعراق".

وأضاف أن "أردوغان حذر من احتمال شن هجوم آخر ضد الميليشيات الكردية في شمال سوريا، كما أن فوز جو بايدن في الانتخابات الأمريكية جعل البعض يشير إلى أنه قد يحدث قبل يناير".

ويشير الخبراء إلى أن أردوغان ربما يحاول أيضًا رسم اتجاه جديد نتيجة الخلاف المتزايد بين قاعدة الناخبين الخاصة به وانهيار شعبيته، حيث تشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى أن أحزاب المعارضة تتمتع الآن بأكثر من 50 % من الدعم الشعبي.

ويجري بالفعل تعديل سياسي، حيث استقال وزير المالية بيرات ألبيرق في 8 نوفمبر، بعد يوم من استبدال محافظ البنك المركزي فجأة بمرسوم رئاسي.

وقد تشهد الفترة الجديدة عودة الشخصيات الليبرالية إلى المشهد السياسي، كما حدث مع تعيين لطفي إيلفان في وزارة المالية.