رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ولاية ثانية لترامب .. هل كانت ستفيد نتنياهو؟

نتنياهو وترامب
نتنياهو وترامب

بنيامين نتنياهو يمكن أن يكون راضيًا الآن، حتى لو لم يفز دونالد ترامب بولاية ثانية، فقد أعطاه الرئيس الأمريكي كل شيء ممكن في ولايته الأولى، إلى حد أنه لم يكن هناك ما سيفعله له في الولاية الثانية.

السؤال الأهم والذي لا يعرف إجابته أحد هو: هل ترامب كان سيواصل في ولايته الثانية ما فعله في الأولى؟ لا أحد يعلم، وترامب نفسه لا يعلم، في أجهزة الأمن والاستخبارات الإسرائيلية لم يناموا جميعًا بهدوء في السنوات الأربع الأخيرة. الرئيس الأمريكي غير المتوقع، كان قادرا على أن يفعل كل شيء: أن يواصل الضغط على الإيرانيين، وأن يجذبهم للتفاوض وأن يفقد الاهتمام بالقصة كلها فجأة.

الأمر الوحيد الذي يؤرق نتنياهو من الرئيس المنتخب جو بايدن هو التفاوض مع إيران، وترامب قال أيضا في محادثات شخصية، وعلنًا أيضا بأنه يعتزم التوصل إلى اتفاق مع إيران. ومن كان يعتقد أن اتفاق ترامب مع إيران سيكون جيدا لإسرائيل؟ ببساطة لا أحد، لأن ترامب من الصعب أن يتوقعه أحد.

بالنسبة لبايدن، فإن هناك مشكلة واحدة بينه وبين "نتنياهو" فهو لم ينس ما فعله الأخير مع أوباما، فلم ينس يوم أن ألقى نتنياهو خطابًا في الكونجرس الأمريكي ضد الاتفاق النووي الذي عقده أوباما، موجهًا له صفعة مدوية أمام العالم.

لا يوجد لدى نتنياهو ما يقلقه من بايدن فيما يخص الملف الفلسطيني، فبحسب التقديرات فإن الفلسطينيين لن يكونوا على جدول أعمال الرئيس المنتخب، فضلًا عن أن انتخاب بايدن سيعطي ذريعة جيدة لأبومازن لاستئناف الاتصالات مع الأمريكيين، للعودة لتلقي المال، وربما أيضا لاستئناف التعاون الأمني مع إسرائيل.

فيما يخص التطبيع مع الدول العربية، فإن هذه المسيرة لن تتوقف سواء كان بايدن أو ترامب هو الرئيس المقبل، والحقيقة أيضاً أن نتنياهو في حكم ترامب أقدم على تعليق الضم لعقد الاتفاق مع الإمارات، وهو ما يعني أنه حتى مع ترامب لا توجد وجبات مجانية لإسرائيل.

من ناحية أخرى، فإن مجلس الشيوخ الذي كما يبدو سيكون تحت سيطرة الحزب الجمهوري، وهو ما يعني أنه سيكون هناك تأثير لنتنياهو على القرارات التي ستتخذها الإدارة الأمريكية المقبلة.