رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المستفيدون من برنامج التوعية بكورونا يتحدثون لـ«الدستور»

عمر
عمر

وعي المواطنون هو السلاح الوحيد حتى الآن الذي تستعين به الدول لمحاولة السيطرة على انتشار فيروس كورونا، في الوقت الذي لم يتم فيه إنتاج لقاح قادر على مواجهته.

ومع قرار العالم بمحاولة التعايش مع الفيروس، وتخفيف الإجراءات الاحترازية، كان للحكومة المصرية دور في رفع وعي المصريين بطرق الوقاية ونقل العدوى، وانتقلت من مرحلة تكثيف الحملات الإعلانية إلى إطلاق برامج لتدريب كوادر الدولة على الوقاية من الفيروس ليكونوا نواة لتوعية المواطنين.

ونظم الجهاز القومي للحوكمة والتنمية المستدامة- الذراع التدريبي لوزارة التخطيط- برنامج تدريبي مع الهلال الأحمر لتدريب وتوعية موظفي الجهاز الإداري للدولة على الوقاية من الفيروس، وإعداد برنامج تطوعي لهم ليكونوا نواة لتدريب زملائهم والمحيطين بهم في العمل والسكن لتوصيل المعلومات الصحيحة عن الفيروس لأكبر شريحة من المواطنين من خلالهم.

"الدستور" تواصلت مع بعض المستفيدين من البرنامج بالإضافة إلى المُدربين للوقوف على أهمية البرنامج في رفع وعي المواطنين بمخاطر الفيروس وطرق الوقاية منه في الوقت الذي انتشرت فيه الموجة الثانية في الكثير من الدول الأخرى.

المستفيدون من البرنامج..
شيرين: تداول معلومات خاطئة عن الفيروس دفعني للمشاركة في البرنامج.. ونقلت ما تعلمته لعائلتي وأصدقائي

شيرين سامي أخصائي سياحة وإحدى المستفيدات من برنامج "إعداد الكوادر الإدارية المتطوعة في مجال مواجهة أزمة فيروس كورونا المستجد"، قالت منذ بدء انتشار فيروس كورونا في مصر انتشرت الكثير من المعلومات الخاطئة عن الفيروس وقوته وانتشاره على مواقع التواصل الاجتماعي والتي تناقلها الناس بصورة كبيرة حتى أصبحت لا أميز بين الخطأ والصحيح، لذا حرصت على المشاركة في البرنامج التدريبي لتوعية الموظفين خاصة أنه كان بالتزامن مع بدء انتشار الموجة الثانية من الفيروس في بعض دول العالم وتصريحات الكثيرين بأنها ستكون أعنف من الأولى، وعودة الأطفال للمدارس في مصر والتي سببت قلق كبير عند الكثير من أولياء الأمور.

وتابعت: مشاركتي في البرنامج قضت على الأخبار الخاطئة والشائعات التي ترسخت في ذهني منذ انتشار الفيروس، ومنها أنه يتأثر بدرجة حرارة الجو أو أن الطعام الجاهز قد ينقل العدوى، ومن خلال المدربين الذين وفرتهم لنا الهلال الأحمر علمت أنها معلومات خاطئة، مشيرة رغم الحملات المكثفة التي قامت بها الحكومة منذ مارس الماضي للتوعية بالفيروس إلا أن البرنامج وفر لي معلومات جديدة ساعدتني في التعرف أكثر على طرق الوقاية من العدوى ومنها كيفية ارتداء بدل الوقاية من الفيروس والكمامة بترتيب خاصة لا يسمح بانتقال العدوى، بالإضافة إلى التغذية اليومية السليمة التي تساعد في رفع مناعة الجسم لمحاربة الفيروس.

وعن مدة البرنامج قالت: لم يكتف الهلال الأحمر بالدورة التدريبة التي كانت مدتها 5 أيام فقط، ولكن تم عمل مجموعة خاصة للعاملين في السياحة على تطبيق الواتس آب بإشراف من 2 متطوعين من الهلال الأحمر وحصلنا على كورس تطوعي لنتعلم كيف نوعي من حولنا بالفيروس، وكان يرسل لنا المتطوعين فيديوهات وصور يومية نقوم نحن بإعادة إرسالها لزملائنا وأقاربنا، موضحة: "حصلت على رد فعل جيد جدًا منهم، وبدأوا في الالتزام مرة أخرى بإجراءات الوقاية بعد فترة من التراخي في تطبيقها فشعرت وقتها بأهمية البرنامج وقدرته على الوصول إلى شريحة كبيرة من المواطنين عن طريق موظفي الدولة".

عازر: توعية المواطنين بالفيروس أصبح دور وطني على كل موظف في الدولة

عادل عازر، عضو المنتدى الاقتصادي لتنمية الصعيد، وأحد المستفيدين من البرنامج، قال إن خطر فيروس كورونا ما زال موجودًا رغم محاولة دول العالم للتعايش معه، مشيرًا إلى أن الرهان الوحيد لنجاح أي دولة في التعايش هو وعي شعبها بالفيروس وكيفية الوقاية منه، وهو ما تعلمته من خلال مشاركتي في البرنامج.

وتابع: زيادة الوعي لدى المواطنين بالفيروس يعد دور وطني في هذه المرحلة الصعبة على العالم كله، والمميز في البرنامج أنه يمكننا بعد إتمام التدريب أن نتطوع لنشر ما تعلمناه في محيط مجتمعنا الصغير، وهو ما سعيت لفعله في مدينتي والقرى المحيطة بها في صعيد مصر.

وعن كيفية مشاركته في البرنامج، قال إن المنتدى الاقتصادي لتنمية الصعيد اختار مجموعة من الأفراد وهم الأكثر انتشارًا وتأثيرًا في المجتمع حتى ينقل ما تعلمه لأكبر شريحة من المواطنين، قائلا: تعلمنا في البرنامج كيف يكون لنا دور تفاعلي توعوي وكيف نبسط المعلومات التي حصلنا عليها ليفهمها البسطاء ويلتزموا بتطبيقها في محاولة للسيطرة على انتشار الفيروس مع زيادة الحالات المصابة في الموجة الثانية في الدول الأوروبية.

وأكد: "بدأت بالفعل في نشر ما تعلمته على أهل منطقتي ووجدت ردود أفعال إيجابية منهم، وأتمنى أن يكون لكل فرد شارك في البرنامج دور فعال في نقل ما تعلمه للأخرين حتى تصل رسائل التوعية بالفيروس والوقاية منه لأكبر عدد من المصريين حتى نعبر هذه المرحلة الخطرة بسلام.

المدربون..
مدير التطوع بالهلال الأحمر: نسعى لتوعية كل كوادر الدولة بالفيروس.. بدأنا بـ5 وزارات وخلال أسابيع سيتم زيادتها.. وفرنا 14 متطوعا لتدريب 167 موظفا حتى الآن

آمال إمام مدير إدارة الشباب وتنمية التطوع بالهلال الأحمر، قالت إن توعية المواطنين بفيروس كورونا وكيفية مواجهته هو السلاح الوحيد أمام مصر لمواجهة الفيروس مع بداية انتشار الموجة الثانية في بعض دول العالم، مشيرة إلى أن الهلال الأحمر كان له دور كبير في التوعية بالفيروس، وعقد بروتوكول تعاون مع المعهد القومي للحوكمة والتنمية المستدامة، لتدريب وتوعية موظفي الدولة بفيروس كورونا، موضحة نسعى من خلال الدورة التدريبية إلى توصيل البرنامج لكل الوزارات والتي بدأناها بـ5 وزارات في المرحلة الأولى من البرنامج وهي وزارات التخطيط والثقافة والهجرة والسياحة والشباب والرياضة، بعد ترشيح القومي للحكومة للكوادر التي تحتاج إلى التدريب، ووفرنا 14 متطوع لتدريبهم.

وتابعت أنه خلال أسابيع قليلة سيتم عقد دورات جديدة لوزارات مختلفة حتى ننتهي من تدريب الكوادر الإدارية في جميع الوزارات والهيئات الحكومية بعد إتمام تدريب 167 موظفا في 5 وزارات وحصلوا بعدها على شهادة إتمام التدريب لتأهيلهم لتوعية المحيطين بهم، مشيرة إلى أن الهدف من التدريب هو زيادة الوعي لدى موظفي الجهاز الإداري بالدولة، وتوفير المعلومات اللازمة عن الفيروس والحد من انتشاره.

وعن طبيعة برنامج التدريب قالت، تم عقد الدورة التدريبية لمدة 5 أيام متواصلة عبر برنامج جوجل كلاس روم، وضم محتوى البرنامج تعريف عن إجراءات السلامة والأمان وتعريف بالهلال الأحمر ودوره في مصر، والإسعاف النفسي الأولى في حالات الأوبئة، والتغذية في الطوارئ ومكافحة العدوى، وإجراءات العزل المنزلي.

وأكدت آمال أن تدريب الكوادر الحكومية لم يتوقف عند انتهاء البرنامج بل نفذنا حملة موجهة للموظفين الذين حصلوا على الشهادة تحت عنوان "وعينا أمان"، ومن خلالها نقوم بإرسال رسائل نصية وصور وفيديوهات توعوية للموظفين عن الحد من انتشار الفيروس وأهمية التباعد الاجتماعي وكيفية التعامل مع المصابين، ونطلب منهم توصيل هذه الرسائل لجميع المحيطين بهم كمهمة تطوعية ليكونوا نواة لتوعية غيرهم بحيث نكون وعي وثقافة لدى قاعدة كبيرة من المواطنين عن الفيروس لأن التوعية هي السلاح الوحيد الذي تحارب به الدول الفيروس حتى إنتاج لقاح قادر على مواجهته.

متطوع: نسعى ليكون الموظفين نواة لتوعية وتدريب المحيطين بهم.. ووفرنا التدريب النفسي لهم للتخلص من ضغط التعامل مع المصابين

عمر حمدي متطوع في مؤسسة الهلال الأحمر وأحد المشاركين في تدريب موظفي الدولة، قال إنه مع بداية انتشار فيروس كورونا في مصر وبالتحديد في مارس الماضي كان للهلال الأحمر دور في توعية المصريين بالفيروس وكيفية الوقاية منه، موضحًا أن المؤسسة نظمت برنامجين للتوعية أولهما في مارس الماضي للمواطنين العاديين تحت مسمى متطوع في كل شارع، ومع بداية أكتوبر الجاري وارتفاع أعداد المصابين بالفيروس في بعض الدول الأخرى، بدأنا في برنامج متطوع في كل وزارة.

وأوضح: "نهدف من خلال تدريب موظفين الدولة وتوعيتهم بفيروس كورونا إلى تحويل الموظفين بعد إتمام البرنامج إلى متطوعين قادرين على توعية من حولهم سواء زملائهم داخل المصلحة الحكومية أو عائلاتهم وجيرانهم، وذلك بعد حصولهم على شهادة بإتمام التدريب لتكوين قاعدة عريضة من المصريين لديها وعي كافي بالفيروس وطرق الوقاية منه وكيفية التعامل مع المصابين حتى تمر الموجة الثانية للفيروس بأقل الخسائر.

وعن صعوبة التعامل مع المتدربين أون لاين بعيدًا عن الاحتكاك المباشر خاصة في تدريبات الإسعافات الأولية، قال عمر إن التعامل المباشر أفضل بكثير لأنني كمُدرب أستطيع رصد ردود أفعال المتدربين مباشرة ومعرفة مدى استيعابهم للمعلومات التي أمُليها لهم، ولكن الظروف التي يمر بها العالم جعلتنا نسعى لتقديم نفس خدماتنا ولكن وفقًا للظروف الجديدة، مشيرًا أن البرنامج أتاح للمتدربين فرصة السؤال والاستفسار عن المعلومات التي لم تصلهم بصورة جيدة، كما قمنا بعمل 5 مجموعات عبر تطبيق الواتس آب لاستقبال أسئلة الموظفين المتدربين ومتابعتهم بصورة دورية حتى يكونوا فيما بعد نواة لتوعية المحيطين بهم.

وعن المعلومات التي يزود بها المتدربين لتكوين وعيهم حول فيروس كورونا، قال عمر إن البرنامج شمل 6 موضوعات على مدار فترة التدريب تلخصت في إجراءات السلامة والوقاية ضد كوفيد 19 طبقا لدليل المتطوعين، وأدوات الحماية الشخصية بدءًا من استخدام الماسك وصولًا إلى التعقيم، وكيفية استخدام وسائل النقل العام مع تجنب العدوى، مؤكدًا أن البرنامج وفر تدريب نفسي للموظفين من خلال برنامج الدعم النفسي حتى يستطيع الموظفين التعامل مع الضغط النفسي الناتج عن تعاملهم مع حالات مرضية صعبة وكيفية تقديم الخدمات للمتضررين من الأزمة وتقديم الدعم النفسي لزملائهم العاملين معهم حتى تمر الازمة الحالية.

وأوضح أن مصر لجأت إلى تطبيق بروتكول العزل المنزلي للحالات المتوسطة والبسيطة المصابة بالفيروس، لذا يقدم البرنامج تدريب حول العزل المنزلي بداية بالحالات التي لابد من عزلها ومتى يستطيع الخروج من العزل وممارسة حياته بصورة طبيعية، بالإضافة إلى تدريب مكافحة العدوى واستخدام الأدوات بالشكل الصحيح، والتغذية السليمة حتى يكون الجسم قادرًا على محاربة الفيروس.