رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مع اقترابه.. هل تعود الحكومة إلى معونة الشتاء؟

معونة الشتاء
معونة الشتاء

أيام قليلة تفصلنا عن بداية فصل الشتاء الذي يبدأ رسميًا في شهر ديسمبر من عام، ويواجه فيه الفقراء والمحتاجين معاناة شديدة مع البرد وعدم توافر وسائل التدفئة لديهم، أو وجودهم داخل منازل بلا سقف.

وإزاء تلك المعاناة الجمة عادت تدور الأحاديث من جديد حول معونة الشتاء، التي كانت تقدمها الحكومة للفقراء قديمًا، لحمايتهم من البرد والصقيع، والتي توفر لهم حياة آمنة دافئة وكثيرون لا يعرفونها فما هي معونة الشتاء تلك؟

قديمًا كانت معونة الشتاء هي أحد أشكال دعم الفقراء والتي كانت تقدم للفقراء مجانا خلال عهد الملك فاروق، والذي أنشأ لها هيئة خاصة عرفت باسم "هيئة معونة الشتاء".

المعونة كانت تهدف إلى إنشاء مساكن آمنة مغطاة ودافئة للفقراء والمشردين، وحين تولى الرئيس جمال عبد الناصر سدة الحكم تم إصدار تلك المعونة لدعم المتضررين من السيول والفيضانات التي كانت تضرب القرى والمناطق النائية.

وعقب ذلك أنشأت الحكومة صندوق خاص لجمع تبرعات وفائض الميزانيات من الوزارات المختلفة وتحويل تلك الأموال إلى خدمات تصب في معونة الشتاء، حتى عام 2002 الذي صدر فيه قرار بإنشاء المؤسسة العامة للتكامل، والتي كانت تقع تحت مسئولية وزارة التضامن الاجتماعي وهي المؤسسة التي تعمل على تحديد مصادر تمويل المؤسسة العامة للتكافل.

وتحددت مصادر تمويل المؤسسة العامة للتكافل في 4 مناحي، هى تبرعات المواطنين والطوابع والدمغات والجهات الأجنبية والزكاة، ويتراوح أموال هيئة التكافل بين 100 إلى 150 مليون جنيه.

وبعد هذا تم إنشاء مؤسسة بديلة للجنة شعارها من الشعب وإلى الشعب، وحاليًا بحسب وزارة التموين فإنه يتم خصم جنيه واحدا على كل بطاقة تموينية تحت اسم معونة الشتاء.

وبحسب الأرقام والإحصائيات المعلنة فإن معونة الشتاء تخدم نحو 12 مليون مصري ممن ليس لديهم معاش ثابت وهؤلاء ممن لا يوجد لديهم عائل حيث وصل حجم المساعدات التي قدمتها الهيئة العامة للتكافل الاجتماعي نحو 7 ملايين جنيه ويوجد نحو 27 وحدة تخدم المواطنين على مستوى المحافظات المختلفة لتقديم المساعدات للمتضررين والمحتاجين.

وأصبحت المعونة الشتوية أهم وأشمل حيث تحولت إلى كفالة اجتماعية، وضمت الأرامل والمطلقات وأبناء المساجين والمشردين، من خلال مساعدات مادية راتب شهري أو عينية كالبطاطين والوجبات الغذائية، كما أنها تقدم مساعدات عينية لذوي القدرات الخاصة، تؤول كلها إلى صندوق المعونة بوزارة التضامن الاجتماعي.

التوزيع لتلك المعونة يكون على محافظات الجمهورية من قبل المؤسسات الخيرية التي تتبع وزارة التضامن الاجتماعي، حيث أن كل بطاقة تموين يتم خصم 50 قرشًا منها تحت اسم "معونة الشتاء"، ويتم إعادة توزيعها على الفقراء، ويبلغ حجم المستفيدين نحو 70 مليون مواطن.

وتسمى معونة الشتاء بالطوابع حيث ترسل وزارة التضامن الاجتماعي إلى كل محافظة، ما بين 100 إلى 160 ألف طابع معونة الشتاء، وتتوزع بين مديرية التربية والتعليم وهيئة السكك الحديد وإدارات التموين، بحيث يتم استبدال الطوابع بقيمة مالية تتراوح بين 100 إلى 200 ألف جنيه شهريًا في كل إقليم، وتذهب أموال التبرعات لصالح الفئات المستحقة التي تقدرها فرع مؤسسة التكافل بالمؤسسة.