رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

باحثة بـ«المصرى للدراسات»: الإنتخابات الأمريكية الحالية هى الأشرس منذ عقود

 الإنتخابات الأمريكية
الإنتخابات الأمريكية

قالت مروة عبدالحليم الباحثة بالمركز المصري للفكر والدراسات الإستراتيجية، إن التقديرات تشير إلى أن الانتخابات الأمريكية الجارية هي الأعقد والأشرس منذ عقود طويلة لأنها تجري في ظرف استثنائي وهو جائحة كورونا التي تضرب الولايات المتحدة بشكل كبير وتسارع معدل الإصابات والوفيات فيها، والاقتصاد الذي تأثر بشدة من الجائحة وحيرة الناخبين للاختيار بين ترامب رجل الأعمال وبايدن الذي يأتي من عالم السياسة.

وأكدت في تصريحاتها لـ"الدستور"، أن الأكثر إثارة هو أن النسيج المجتمعي الأمريكي أصبح مهترأ جدًا بسبب أحداث العنف فنشاهد وجود ألواح خشبية تغطي واجهة المحال خوفًا من القلق من وقوع أحداث عنف وشغب، وبالنسبة لمعدل التصويت حتى هذه اللحظة نجد أن الإقبال على الانتخابات يمر بسلالة توجه الأمريكيين لمراكز الاقتراع وهم يرتدون الأقنعة خوفًا من انتشار الفيروس ويقفون على مسافات متباعدة.

وأشارت إلى أن، الإنتخابات تميزت حتى الآن بالانتظام والطوابير القصيرة، حتى مع استعداد المدن الكبرى للاضطرابات المحتملة، وهنا يتوجب الإشارة إلى أن الولايات المتحدة من المحتمل أن تشهد نسبة إقبال لم تشهدها من قبل، حيث بدأ التصويت المبكر منذ شهر سبتمبر الماضي عبر الحضور لمراكز الاقتراع أو التصويت بالبريد وحتى هذه اللحظة وصل إجمالي عدد التصويت المبكر مائة مليون تقريبًا وهو ما يعد سابقة خاصة أن إجمالي التصويت المبكر في انتخابات 2016 وصل 58 مليون.

وأضافت الباحثة أن الولايات المتأرجحة في هذه الانتخابات حسمها غير يسير، والأكثر احتياجًا للولايات المتأرجحة هذا العام هو الرئيس ترامب وخصوصًا ولاية فلوريدا للفوز بالرئاسة الأمريكية، أما المرشح بايدن إذا خسر فلوريدا ممكن أن يعوض في ولايات أخرى مثل بنسلفانيا على سبيل المثال، مؤكدة أن الإشكالية الكبرى حتى الآن إننا أمام الناخب الخفي أو الناخب الخجول وهو الناخب الذي لم يعلن حتى الآن عن أي توجهات ديمقراطية أو جمهورية. ومن المثير للاهتمام زيادة عدد الولايات المتأرجحة هذا العام فقد وصلت إلى 12 ولاية، ومن المعروف أن هنالك ولايات محسومة تصوت لصالح الديمقراطيين فلدينا 14 ولاية تصوت لصالح الديمقراطيين وهناك 23 ولاية تحسم أصواتها للجمهوريين.

فيما يتعلق بالسيناريوهات، أشارت مروة عبدالحليم في تصريحاتها أن كل الدلائل تؤكد أن الانتخابات الحالية هي الأعقد بسبب حالة الاستقطاب الداخلي، وعملية التصويت المبكر، بالإضافة إلى محاولات التدخل الخارجي في نتائج الانتخابات، وإعلان الرئيس ترامب مسبقًا أن النتائج ستكون مزورة فضلًا عن تشكيكه في عملية التصويت بالبريد، وكل مرشح يحاول إقناع قاعدته الانتخابية بأن أي نتيجة أخرى غير الفوز بالنسبة له تعني أن الانتخابات مزورة.

كما أكدت أن استطلاعات الرأي الحالية على المستوى القومي تعطى تقدمًا لبايدن على ترامب، ولكن العبرة فى الانتخابات الأمريكية ليست بالنتائج على المستوى القومي، ولكن بتلك على مستوى الولايات المتأرجحة، التي تحدد الفائز في الانتخابات الرئاسية خاصة وأن خبرة استطلاعات الرأي في انتخابات 2016 تدعو البعض إلى التشكيك في التعويل على استطلاعات الرأي في التنبؤ بنتائج انتخابات 2020، وبالتالي فإن حالة عدم اليقين التي تسيطر على المشهد الأمريكي، تجعل من الصعب توقع هوية الرئيس الأمريكي القادم.