رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ندوة صحفية دولية بالتوازي مع أشغال الملتقي الصوفي العالمي

ندوة صحفية
ندوة صحفية

نظّمت مؤسسة «الملتقى» ندوة صحفية دولية افتراضية- بالموازاة مع أشغال الدورة 15 للملتقى العالمي للتصوف، الذي تنظمه الطريقة القادرية البودشيشية ومشيختها بشراكة مع مؤسسة الملتقى والمركز الأورومتوسطي لدراسة الإسلام تحت شعار «التصوف وتدبير الأزمات: دور البعد الروحي والأخلاقي في الحكامة الناجعة»- في الفترة من 29 إلى 5 نوفمبر 2020.

وتم تنظيم الندوة عن بعد، مساء السبت الماضي، وبثت على المنصات الرقمية لمؤسسة الملتقى، وشارك فيها إعلاميون وإعلاميات من المغرب ومصر ودول أوروبية، وتولى الإجابة على أسئلة هذه الندوة الدكتور منير القادري، مدير الملتقى العالمي للتصوف، ورئيس مؤسسة الملتقى، إلى جانب ثلة من علماء الطريقة القادرية البودشيشية.

وافتتحت الندوة الصحفية التي أدارها الدكتور يونس الناصري، المسؤول الإعلامي لمؤسسة الملتقى، بآيات بينات من الذكر الحكيم، تلاها المقرئ المغربي سعيد مسلم، تلتها كلمة لمدير الملتقى الدكتور منير القادري بودشيش، ذكر فيها بأن هذا الشهر (ربيع الأول)، هو شهر الاحتفال بمولد خير البرية، مبينا أن البعثة النبوية جاءت لإتمام مكارم الأخلاق، ورحب نيابة عن شيخ الطريقة القادرية البودشيشية وعن مشيختها وعن مؤسسة الملتقى ومؤسسة الجمال وعن سائر المريدين، بالإعلاميين المشاركين في هذه الندوة، وشكرهم على مجهوداتهم من أجل تنوير العقول، منوها بدورهم الفاعل باعتبارهم السلطة الرابعة، كما شكرهم على تغطيتهم لأشغال الملتقى في دورته الخامسة عشر التي تعقد في ظل الظرفية الوبائية التي يرضخ تحتها العالم أجمع.

وأوضح أن الملتقى العالمي للتصوف الذي ينظم تحت رعاية ملك المغرب محمد السادس أضحى محطة أكاديمية وازنة نظرا للمكانة العلمية للعلماء الذين يشاركون فيه، والذين يتوزعون على تخصصات متعددة، كالفكر الإسلامي والشأن الصوفي، والفلسفة والعلوم الإنسانية، من مختلف القارات ومختلف الثقافات واللغات والجامعات والمؤسسات الدولية، وأوضح أن الأهمية العلمية للملتقى تكمن في الدور الذي يلعبه من أجل تجويد العمل الصوفي، وإغناء الفكر بالمداخلات البحثية الرصينة لمقاربات منهجية متعددة ومتكاملة من أجل تيسير وتقريب التصوف الذي هو ثابت من ثوابت هويتنا الدينية، الذي هو مقام الإحسان.

وتابع القادري أن التصوف يمثل البعد الأخلاقي لديننا الحنيف، مبينا أن عالمنا الذي يعرف مجموعة من الأزمات كأزمة الهوية وأزمة الأخلاق وأزمة الفراغ الروحي في حاجة إلى هذا البعد الروحي، وأبرز أهمية التواصل بشتى أنواعه، الشفوي أو الكتابي أو الرقمي، بغية تقاسم هذا الموروث الروحي ومشاركته مع الجميع.

وأضاف أن البعد الروحي أصبح مواكبا للعصر ومتفاعلا مع السياقات المستجدة من أجل تنزيله، مشيرا إلى أن اختيار موضوع هذه الدورة أتى نتيجة للظرفية الراهنة المتمثلة في وباء كورونا، وما ترتب عنه من أزمة صحية عالمية، وأن تنظيم نسخة هذه السنة رقميا عن بعد، كان استجابة لهذا السياق.

وردا على سؤال «الدستور»: ما هي الأولويات التي وضعها «الصوفية» منذ بداية الأزمة؟ قال إبراهيم بلمقدم، إن الجائحة وضعت البشر أمام تحد كبير وارتباك لأنهم لم يألفوا هذا الاستثناء، موضحا أن المقاربة الأمنية والتعليمية والرسمية وغيرها لا تكفي للخروج من الأزمة، وهنا يأتي دور التربية الصوفية كمقاربة أبانت عن نجاعتها في هذه الأزمة الصحية، لما لها من دور في تقوية الجانب المعنوي والنفسي، وقد أكد الأطباء أن الجانب النفسي له دور كبير في ارتفاع أو انخفاض منسوب المناعة، كما بين أن التصوف يساعد على الاستقرار النفسي بل هو الحاسة السادسة للإنسان حاسة البصيرة، حاسة الشهود القلبي التي تجعله يرى الفعل الإلهي في كل شيء.

وقد أورد شهادة شيخ الطريقة القادرية البودشيشية الدكتور مولاي جمال الدين القادري، حين قال "على المؤمن أن يتيقن أن كل ما يأتي من المليح فهو مليح"، وتابع بلمقدم أن التصوف بذلك قادر أن يصنع إنسانا من حيث الوجدان والروح والاستعداد، أي بناء إنسان متوازن يساهم في حل الأزمات بدل صنعها وافتعالها.

وفي ختام هده الندوة أكد الدكتور حكيم الإدريسي أن اختيار الملتقى لدور البعد الروحي والأخلاقي في الحكامة الناجعة كان موفقا، مبينا دور أجدادنا في تبليغ الدين القويم وروح الدين حتى أوصلوه إلينا كأمانة تدعونا أن نكون في صورة ترضى الله ورسوله.

وأضاف أن الصوفية كانت لهم مبادرات في حل الأزمات، انطلاقا من مبدأ الفتوة، إذ نجدهم يتدخلون بحكمة وعقلانية للخروج من الشدائد، وقد نبه إلى دور مؤسسة الزاوية كشريك حقيقي في بناء المجتمع والتعاون مع كل الأطراف، موضحا أن الطريقة البودشيشية – كما قال الدكتور جمال الدين القادري بودشيش والدكتور منير القادري- ليست وصية على التصوف ولا تدعي ذلك، وإنما تمد يدها لكل من أراد خدمة الوطن.