رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فى ذكراه.. حمدى قنديل ترك الطب بسبب «قلم رصاص»

 حمدي قنديل
حمدي قنديل

تمر اليوم السبت الذكرى الثانية لرحيل الإعلامي حمدي قنديل الذي توفي عن عمر ناهز 82 عاما، ويمكن وصفه بأشهر الإعلاميين العرب، تحمل نبرة صوته حدة من طراز خاص، لم يستثنِ أحدًا من طلقاته النابعة من الحرص والخوف على الوطن، كانت مواجهاته عنيفة، رغم ذلك ظل الوجه الذي لا تفارقه الابتسامة، ليبقى الأقرب إلى روح المصريين.

برامجه التف حولها المصريون والعرب، عابرة للقارات لا تقف عند حدود دوما تكسر تابوهات الرقابة ساخرة وغاضبة أحيانا على أداء الحكومات، وأحيانًا ناصحة مستبشرة متفائلة لرد فعل حقيقي.

عاش معظم طفولته بمدينة طنطا، والده كان ناظرًا لمدرسة، يحمل ثقافه التاريخ الإنساني الذي أورثه للابن الصغير الذي بدوره أصر على أن يثقف نفسه.

حمدي قنديل ترأس تحرير "الإخلاص" في فترة دراسته الثانوية، التحق بكلية الطب واستمر لثلاث سنوات، ثم طلب منه مصطفى أمين العمل بمجلة آخر ساعة، وترك دراسة الطب ليعمل بالصحافة، ليبدأ عمله باستقبال رسائل القراء والرد عليها.

في ذلك الوقت كان قنديل مفتونًا بالعمل في مجال الإعلام سواء الصحافة أو التليفزيون لإيمانه الراسخ بأن له دورًا يجيب أن يؤديه، ورغم الحصار الذي كان يواجه كتاباته لم يتوقف يومًا عن إطلاق رصاص قلمه.

قدم حمدي قنديل للإعلام العربي ثلاثة برامج كانت الأكثر صراحة وجرأة وشعبية، مكسب حقيقي لمصداقية تلك القنوات التي اكتسبت شهرة لدى المواطن العادي.

ويذكر الكاتب الصحفي شريف صالح أن أول جريدة عمل لديها كان اسمها "الإخلاص" يصدرها عبدالسلام شتا في طنطا، وقتها كان قنديل متأثرًا بالسجال حول تحمل مصر تكاليف صيانة يخت الملك فاروق الشخصي في إيطاليا، فسرب مقال لصحيفته دون علم شتا وكانت النتيجة القبض على الأخير وإيقاف الجريدة".

وقال الكاتب والروائي إيمان يحيى أحد زملاء كلية الطب الذين جذبتهم صاحبة الجلالة وعملوا بالصحافة، مثل محمد العزبي وصلاح حافظ، حمدي قنديل كان نجما في عمر 24 سنة، يظهر على برنامج تليفزيوني مرتين، قبيل الظهيرة وبعد في العصر "أقوال الصحف".. يفرد صفحات الجرائد أمامه ويقرأ منها، وبجانبه جهاز التيكرز يدق دقاته المتسارعة ليتناول منه شريط الورق ليقرأ الأنباء العاجلة.

حياة حمدي قنديل أشبه بلوحة معارضة، عليك أن تقف كثيرًا أمامها لتشاهد مواطن الجمال فيها وأبعاد الحقيقة ومواقع المواجهة والحصار.

حمدي قنديل قلم لا ينضب، شاركته الفنانة الجميلة نجلاء فتحي ما يزيد على 18 عامًا.