رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«زيت النمل».. بيع الوهم للمواطنين لتحقيق معدلات ربح أعلى (صور)

زيت النمل
زيت النمل


باتت مواقع التواصل الاجتماعي عبارة عن منصات لبيع الوهم تحت أسباب واهية لا أساس صحي ولا علمي لها، والذي كان آخره "زيت النمل" الذي ادعى أحد المروجين لبيعه أن فائدته تكمن في تقليل معدل نمو الشعر عند السيدات.

لم تتوقف تلك الادعاءات عند هذا الحد، بل أشارت بعض المواقع الطبية الإلكترونية- دون الاستناد إلى أي دراسة علمية- أن زيت النمل له عدة فوائد للبشرة، واللجوء إلى تفسير أنه يسهم في التخلص من الشعر الزائد ووقف نموه، بزعم أنه يحتوي على البروتين الذي يساعد على معالجة مشاكل الشعر والبشرة للتخلص من الشعر المزعج غير المرغوب به، كما أنه على حد قولهم فإنه يعزز رطوبة البشرة، ويوحد لون بشرة الوجه واليدين والأكواع التي تظهر نتيجة التعرض للأشعة فوق البنفسجية الضارة.

"ادعاء".. استخدامه بديلا عن عمليات الليزر
بدورها، اخترقت "الدستور" بعض جروبات "الماميز"، التي تبين بالفعل من خلالها اكتساب "زيت النمل"، شهرة واسعة بين المتابعات من السيدات والفتيات اللاتي روجن إلى استخدامه بصورة كبيرة لتظهر إحدى المتابعات تدعى "أ.ع"، والتي وصفت استخدامه للفتيات اللاتي تعانين كثافة بمعدلات نمو الشعر، باعتباره يساعد على التقليل من هذا النمو، مفسرة ذلك أنه "يسمم البوصيلة" مما يساعد على عدم نمو شعر من هذه البوصيلة مرة أخرى.

وادعت سيدة أخرى تدعى "ح.ك" إحدى عضوات "جروبات الماميز" إمكانية استخدام الفتيات زيت النمل كبديل لبعض عمليات الليزر لما يحققه من تقليل معدلات نمو الشعر، موضحة أنه بأول استخدام له يقلل من معدل نمو الشعر بمعدل 70 %، وبالاستمرار يزيد هذا المعدل ليختفي الشعر نهائيًا باستخدامه.

أسعاره تتراوح بين 55 و599 جنيهًا
فيما ظهرت كذلك على مواقع التواصل الاجتماعي "جروبات" بمصر تخصصت في بيع وترويج زيت النمل أو ما أطلق عليه في قول آخر "زيت بيض النمل"، ففي جولة "للدستور" داخل هذه المواقع تبين بيعه واختلاف منشأه بين المصري، والإيراني، والصيني كما تفاوتت أسعاره بين كل "جروب" وآخر، لتتراوح الأسعار بين 55 جنيهًا إلى 599 جنيهًا.

أحد العطارين: له فوائد جنسية
ويبدو أن هذا الزيت لم ينتشر ويتداول عبر المواقع الإلكترونية فقط، بل وصل الأمر إلى بيعه بالعديد من محال العطارة، ويقول أحد أصحاب هذه المحال ويدعى" س.م" بحي الدقي بمحافظة الجيزة: "بخلاف فعاليته في تقليل ظهور الشعر، فله فائدة في بعض الأمور الجنسية".

صيدلي: وصفة شعبية ولها زبون
والمفاجأة كانت بيع العديد من الصيدليات لهذا الزيت دون دليل واحد على أهليته لاستخدامه وآمنه على الصحة، وهو ما اعترف به أحد العاملين بصيدلية تدعى "أ.ش"، التي أعلنت عن توافره عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي"الفيسبوك"، فأكد الصيدلي أن المنتج كان متوافرًا بالفعل لديه منذ فترة ليست بعيدة ولم يعد يتم تداوله لأسباب لم يذكرها، موضحًا أنه كان عليه إقبالًا من الكثيرين.

وقال الصيدلي: "لا أعرف عن فائدته شيئًا فهو قد يكون مفيدا وقد يكون مضرا"، موضحًا أنه ما هو إلا وصفة شعبية تم تداولها بين المواطنين لذا وفرته الصيدلية لتحقيق الربح، مضيفًا أنه يحتوي على بعض المكونات التي يتم استيرادها من دولة الصين، وغير المعلوم بشكل دقيق مدى أمنها.

اللافت للنظر إلى أنه مع إدلاء الصيدلي بهذه التصريحات يعد أمر تداول هذا الزيت داخل العديد من الصيدليات واضحا في غياب كامل للرقابة على هذا المنتج الذي يعترف بائعه ذاته بكونه غير معلوم تأثير مكوناته.
عميد طب القصر العيني السابق: لا وجود له في الطبلدكتورة مديحة خطاب عميد كلية طب القصر العيني السابقة أكدت لـ"الدستور" أنه لا يوجد ما يدعى بالطب على الإطلاق "زيت النمل"، كما أنه لا يوجد أي أبحاث علمية موثوق بها تفيد باستخراج مادة من النمل تعمل على تقليل معدل نمو الشعر.

وقالت: "كل ما ذكر عن زيت النمل عبارة عن تكهنات غير علمية هدفها تحقيق أعلى معدلات الربح بإيهام المواطنين بشراء منتجات لا اعتراف طبي واحد بها، فما ذلك على حد قولها إلا بيع الوهم للمواطنين، بل وقد يكون وراء بيع هذه المنتجات إحدى الجهات التي تستهدف الإضرار بصحة المصريين لما تحتويه هذه المنتجات على مكونات غير معلومة، وقد تكون في بالغ الخطورة".

كذلك أكدت الدكتورة سها فتحي دكتورة الأمراض الجلدية، أنه لا وجود لما يسمى بزيت النمل، على الإطلاق بل أنها لم تسمع عنه من قبل، وهو ما يدل على عدم أهلية بيع مثل هذه المنتجات المجهولة، والترويج لها بل يقتضي ذلك على حد قولها معاقبة كل مسئول عن بيع هذه المنتجات التي تفتقر إلى وجود الرقابة عليها.