رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«إزرا باوند وهمنجواي».. عشرينات باريس واللقاء الأول

إزرا باوند وهمنجواي
إزرا باوند وهمنجواي

اتسمت شخصية إزرا باوند بالتمرد طول الوقت، بدءا من معاداته لكل أشكال الرأسمالية وصولا إلى إعلان كراهيته بشكل مباشر لأمريكا، ولم يكن غريب على باوند بكل ما يمتلكه من آراء متطرفة أن يهجر أمريكا إلى أوروبا فكانت محطته الأولى ايطاليا، ومن ثم هجرها ليستقر بلندن إلى جوار صديقة الشاعر "ويليام باتلر ييتس" ليمضي الوقت ويتزوج باوند من الفنانة التشكيلية دوروثي شكسبير.

ـ باريس.. العشرينات ولقاء هيمنجواي
وفي عام 1920 انتقل باوند وزوجته دورثي للعيش في باريس، هناك التقى باوند بأرنست همنجواي ويقول عنه الأخير في كتابه "الوليمة المتنقلة" ترجمة على القاسمي: دائما الصديق الطيّب الذي يفعل الخير للآخرين باستمرار. ولا يقارن فقر الشقّة الصغيرة التي يسكنها وزوجته دوروثي إلا بغنى شقّة غيرترود شتاين".

وفي سياق آخر؛ يقول همنجواي عن باوند "كان أكثر الكتاب الذين عرفتهم في حياتي كرما ونزاهة وخلوا من المصلحة، كان يساعد الشعراء والرسامين والنحاتين والكتَّاب الذين يعتقد بفنهم ويؤمن بنبوغهم، وغيرهم ممن لا يؤمن بقدرتهم إذا تبين له حاجتهم ومشاكلهم. كان قلقا على كل إنسان، وعندما التقيت به لأول مرة كان يشعر بقلق شديد على ت. س. إليوت الذي قال لي عنه بأنه سيعمل في بنك في لندن، وبهذا سيطغى عمله الجديد على أوقاته فلا يجد أمامه الوقت الكافي لنظم قصائده وتنمية مواهبه".

بالطبع تعرف همنجواي على العديد من الكتاب الجدد عبر باوند أمثال جيمس جويس، ت. س. إليوت، والكبار من أمثال فلوبير، وستندال، وهنري جيمس، وكان يمده بالعديد من النصائح حول تطوير الكتابة ذاتها النصائح التي لم يكن يأخذ بها باوند.

تجدر الاشارة إلى أن باوند "إزرا لوميس باوند" ولد في 30 من أكتوبر 1885 بمدينة هيلي بولاية آيداهو، ونشأ في ضاحية بالقرب من فيلادلفي، ورحل حل أزرا باوند في 1 نوفمبر عام 1972 عن عمر يناهز الـ87 عاما، تاركا وراءه العديد من المؤلفات في مجالات الشعر والترجمة والنقد ومنها «النور المطفأ»، «هيو سلوين موبرلي»، «جيفرسون وأو موسوليني»،«أغاني بيزا».