رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

دراسة تحذر بايدن من اتباع سياسة أوباما تجاه الشرق الأوسط

بايدن
بايدن

حذرت دراسة بحثية نشرها مركز "ميدل إيست فورم" المرشح الرئاسي الأمريكي عن الحزب الديمقراطي جو بايدن من إعادة سياسة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، خاصة فيما يتعلق بالشرق الأوسط.

وذكرت الدراسة أن المرشح الديمقراطي للرئاسة جو بايدن، يستخدم خبراته وعلاقاته الوثيقة مع الرئيس السابق باراك أوباما، للاستفادة منها أثناء حملته الانتخابية، حيث يثير خطاب بايدن تساؤلات حول مدى تشابه سياسته الخارجية مع سياسة الرئيس السابق أوباما.

واستعرضت الدراسة المطولة أبرز المواقف الأمريكية خلال عهد أوباما، لافتة إلى أن الرئيس الأسبق، قدم نفسه خلال حملته الرئاسية لعام 2008، على أنه نقيض الرئيس جورج دبليو بوش والمرشح الجمهوري للرئاسة جون ماكين في مسائل السياسة الخارجية.

وفي غضون أشهر من انتخابه سافر "أوباما" إلى القاهرة لإلقاء ما اعتبره الكثيرون خطابًا غير مسبوق للعالم العربي الإسلامي، ولكن تخلت إدارة أوباما عن الرئيس الأسبق حسني مبارك في غضون أيام من اندلاع أحداث 25 يناير 2011 على الرغم من أن الولايات المتحدة كانت حليفة لمصر منذ 30 عامًا.

أما المملكة العربية السعودية، كان السعوديون يخشون من أنه إذا تم التخلي عن حليف آخر للولايات المتحدة، فقد يفعلون ذلك أيضًا معهم، وتفاقمت هذه المخاوف بسبب استعداد أوباما لإشراك نظام الإخوان المسلمين في القاهرة، مع إنكار أجندتهم العنيفة والتوسعية.

ومما زاد الطين بلة أن السعوديين تعرضوا للإهانة من وجهة نظر أوباما الرافضة للتحالف الأمريكي السعودي وشعروا بالتهديد من سعيه الحثيث إلى إبرام اتفاق نووي مع إيران، والذي اعتقدوا أنه سيأتي على حسابهم.

وعلى الصعيد الليبي، أكدت الدراسة، أن قرار المشاركة في تدخل الناتو في ليبيا عام 2011، كان بمثابة تكرار لغزو العراق من حيث أنه سعى بشكل فعال لتحقيق أهداف أوسع من تلك المحددة في مهمته الأصلية المحدودة إلى حد ما وليس لديه خطة مسبقة لوضع ما بعد الحرب.

ونتيجة لذلك، كان هناك فشلًا ذريعًا ترددت أصداء تداعياته السلبية في جميع أنحاء شمال إفريقيا، حيث أدى الفراغ الهائل في السلطة الناجم عن الإطاحة بمعمر القذافي إلى اندلاع حرب أهلية مستمرة في ليبيا، وتدخل واسع النطاق من قبل جهات خارجية، وانتشار الجماعات المتطرفة.

وبالنسبة للأزمة السورية، قال التقرير، إنه بعد أن عانى أوباما من الكارثة الليبية، قاوم الدعوات للتدخل العسكري في سوريا، التي غرقت في حرب أهلية شرسة في عام 2011، ووصلت الأمور إلى ذروتها في أغسطس 2013، حيث أعلن أوباما أن استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا، من شأنه أن يؤدي إلى انتقام الولايات المتحدة.

وأعلن أوباما عن نيته في إطلاق عقوبة ضربة جوية، لكنه تراجع بعد ذلك بوقت قصير، حيث أجبر الروس، الرئيس السوري بشار الأسد، على الموافقة على تسليم أسلحته الكيماوية إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.

وأكد التقرير أن سِجل أوباما في الشرق الأوسط، بعيد كل البعد عن الإعجاب، حيث فشل في تحقيق النصر الموعود به في أفغانستان، كما أدى انسحابه المتسرع من العراق إلى إنشاء فراغ في السلطة مكّن من توسع داعش وتعميق النفوذ الإيراني، في حين أدى التدخل في ليبيا إلى إنشاء حالة من الفوضى مماثلة، وجعل المصالحة الفلسطينية الإسرائيلية أبعد من أي وقت مضى.

وأضاف: "بينما لا يمكن لوم أوباما على كل كارثة حلت بالشرق الأوسط خلال السنوات الثماني لرئاسته، فإن سياساته بلا شك فعلت الكثير لجعل الوضع السيئ أسوأ، فقد فاقمت الصراعات الجارية، وألحقت الضرر بالعلاقات مع الحلفاء الإقليميين الرئيسيين، وأضعفت الموقف والمصالح الإقليمية للولايات المتحدة، وكشفت نقاط الضعف المتأصلة في التعددية".

وشددت الدراسة على أنه لن يكون من الحكمة أن ينظر نائب الرئيس السابق "بايدن" في الوقت المناسب إلى حقبة "أوباما" لتحديد سياساته في الشرق الأوسط، وعليه بدلًا من ذلك، إعادة التفكير في بعض الافتراضات الأساسية حول المنطقة من أجل تبني سياسات جديدة تأخذ في الاعتبار الاتجاهات والديناميكيات الطويلة في المنطقة حقائق جديدة.

وفيما يخص فعاليات السباق الرئاسي، حشد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ومنافسه الديمقراطي جو بايدن، أنصارهما، في ولاية فلوريدا الحاسمة، حيث عرضا نهجهما المختلف في معالجة جائحة فيروس كورونا قبل بضعة أيام على الانتخابات.

وتظهر استطلاعات الرأي أن بايدن متقدم بفارق كبير على ترامب على مستوى البلاد، لكن الفارق أقل في الولايات المتأرجحة التي تلعب دورا حاسما في النتيجة النهائية، واعتبر الرئيس ترامب أن الولايات المتحدة ستشهد هجمات إرهابية مثل تلك التي ضربت فرنسا مؤخرًا، وذلك في حال فوز المرشح الديمقراطي، جو بايدن، في السباق الانتخابي.

وقال ترامب، في كلمة ألقاها الخميس بولاية فلوريدا: "بايدن يريد إلغاء القيود الخاصة بالدخول إلى الولايات المتحدة، هو سيدعو مهاجرين من أخطر مناطق العالم"، موضحا: "هو سيفتح الباب أمام الإرهابيين المتطرفين، رأيتم ماذا حصل منذ 3 أيام، أي قطع رأس شخص في فرنسا واليوم هذا حدث من جديد"، لافتا "في حال تطبيق خطة بايدن ستبدأ هجمات مروعة مثل تلك التي حصلت في فرنسا في مدننا".