رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هدوء «أمواج» محمد المليحى بسبب عاصفة كورونا

 الفنان التشكيلي
الفنان التشكيلي المغربي محمد المليحي،

توفي الفنان التشكيلي المغربي محمد المليحي، مساء الأربعاء الماضي في باريس، عن عمر 84 عاما، متأثرا بإصابته بفيروس كورونا، الذي اشتهر برسم الأمواج وبناء تجربة تعتمد على الخطوط والألوان ومنابع تراثية وهندسية لتصبح تيمة الموج من أبرز لوحاته.

تمتاز ألوان "المليحي" بوقعها الحار رغم الدقة الهندسية، لكن تبدو تشكيلاته أشبه بالسردية اللونية عالية الإيقاع، وكأن أمواجه غاضبة وثائرة ومضطربة.

بدأت تجربة الرموز المتكررة من الأمواج في لوحات محمد المليحي منذ ستينيات القرن الماضي واستمرت حتى آخر لوحة له والتي بيعت قبل أشهر، بأكثر من نصف مليون دولار، خلال مزاد (سوذبيز لندن) المتخصص في الفن الحديث والمعاصر بإفريقيا والشرق الأوسط، الذي نظم إلكترونيا كإجراء وقائي، وذلك ما بين 27 و31 مارس الماضي، في سياق صعب تطبعه الأزمة العالمية الناجمة عن تفشي وباء كورونا، وكأنما نجت أمواج المليحي ولوحاته من كورونا فيما أخذته عاصفة الوباء الذي كان سببا في حتفه.

ما يجعل أمواج محمد المليحي تجربة استثنائية أنها تتخذ أشكالًا جديدة، فنجدها مقلوبة على نحوٍ عمودي مثل ألسنة لهب، أو مقطوعة من وسط اللوحة لتنكفئ على زاوية منها؛ ربما لتحيل لأمواج شواطئ أصيلة، عايشها في مسقط رأسه في المغرب، أو تحيل لإيماءات الخط العربي، وأحيانًا أخرى تدعونا تشكيلاتُها الروحية للتسامي والصلاة.