رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مشاركون بندوة «الأعلى للثقافة»: طه حسين قدم برنامجًا متكاملًا للنهضة

 الدكتور سامي نصار
الدكتور سامي نصار

قال الدكتور سامي نصار، في الندوة التي عقدها المجلس الأعلى للثقافة بعنوان "التعليم ومستقبل الثقافة فى مصر"، إن واقع ومستقبل الثقافة في البلاد نستطيع أن نراهما فى كتاب الدكتور طه حسين مستقبل الثقافة فى مصر.

وأضاف" نصار": يؤكد الدكتور طه حسين التماهى بين التعليم والثقافة عندما يقول: "إن علينا أن نختار بين أن تكون المدرسة مصنعًا تشتغل فيه آلات لتصنع آلات مثلها، وبين أن تكون المدرسة دارًا تتفتح فيها عقول التلاميذ وقلوبهم لإدراك الطبيعة وفهمها"، كما يحدد غاية التعليم فى إعداد الشباب للحياة الصالحة الكريمة المنتجة وتمكينهم من المضى فى تثقيف أنفسهم وترقيتها"، كما يرى أن الجامعة بيئة لا يتكون فيها العالم وحده وإنما يكون مثقفًا، بل يعنيه أن يكون مصدرًا للثقافة، ولا يكفيه أن يكون متحضرًا، بل يعنيه أن يكون منميًا للحضارة".

وتابع موضحًا: من يطلع على الكتاب يكتشف أنه كان عن مستقبل التعليم وإن كان عنوانه مستقبل الثقافة لأن طه حسين كان يدرك أنه لا فرق بين التعليم والثقافة، ويدرك أهمية دورهما في بناء الحضارة والقوة بأشكالها كافة، وهو يضع كل ذلك فى سياق زماني ومكاني يربط ما بين ماضي مصر وحاضرها ومستقبلها، فمستقبل الثقافة في مصر لن يكون إلا امتدادًا صالحًا راقيًا ممتازًا لحاضرها.

ومن جانبه قال الدكتور عصام الدين هلال، عن التعليم والثقافة باعتبارهما رؤية مستقبلية، إن تعريف الثقافة قد لا يتغير فى المطلق، فواقعها هو ما يتغير يوما بعد يوم والتغييرات الثقافية تخضع لكثير من العوامل المؤثرة منها، ظهور أنماط رديئة من الثقافة، ومنها فيروس كورونا المستجد "كوفيد- 19" الذي كانت له تأثيرات كبيرة فى المجتمع ومن ثم فى الثقافة، وكذلك الثورة الرقمية.

وأضاف "هلال": أن مستقبل التعليم سيختلف فى المستقبل بنسبة 100%، وإن كانت محاولات الرقمنة التعليمية الحالية تغيب عنها مسألة الهوية المصرية، واصفًا كتاب الدكتور طه حسين مستقبل الثقافة فى مصر بأنه شمس الفكر العربي، لأنه قدم برنامجًا متكاملًا للنهضة ولم يكتفِ بالتعليم وآلياته، فقد ضرب بسهم وافٍ فى موضوع الترجمة والديمقراطية والإسلام السياسي، فكل من كتب عن ذلك لم يخرج من عباءة طه حسين، رغم عدم ظهور المصطلح سوى بعد زمانه بكثير، فقد دفع ثمن ما يؤمن به كما حدث فى قضية الشعر الجاهلي.

وأوضح أن طه حسين لديه ثلاثة "إيمانات" كبرى، هي إيمانه بحرية العقل فى التعليم الجامعى وممارساته كانت تؤكد ذلك، وإيمانه بالديمقراطية، وكذلك إيمانه بالعدالة الاجتماعية، وهو نموذج للمثقف المحتج الذي كان على علاقة وطيدة بالعصر والظروف وقد تأثر بأفلاطون وأرسطو، فكان متأثرًا بالتراث اليوناني وكان إيمانه بمجانية التعليم إيمانًا مطلقًا.