رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

راجية محسن.. قصة شبيهة راقية إبراهيم التى أنقذت محمد عبدالوهاب

راجية و راقية ابراهيم
راجية و راقية ابراهيم

في جلسة ضمت كل من الموسيقار محمد عبدالوهاب والكاتب إحسان عبدالقدوس وبعض شخصيات الفن تساءل البعض لماذا لا يكتب إحسان سيناريو فيلم يقوم بتمثيله موسيقار الأجيال.

ورحب عبدالوهاب بالفكرة، وتركزت الأنظار على إحسان لمعرفة رأيه فقال: "أنا مستعد أكتب حاجة ممتازة بس فيه مسألة يمكن تعطلني شوية عن الكتابة"، فسأله عبدالوهاب عن المسألة فقال إحسان: "عشان الموضوع يكون ممتاز، لازم يكون في ذهني فكرة عن البطلة، ودي مسألة في روتين أصحاب شركات الأفلام تتوقف على أجر الممثلة.

وهنا "هرش" عبدالوهاب في دماغه عدة مرات ثم قال: "اقترح علي ممثلة، وأشوف إذا كنت أقدر عليها ولا لأ؟"، وأخذ إحسان يستعرض الممثلات في ذهنه ثم قال: "راقية.. راقية إبراهيم"، وهنا قال عبدالوهاب: "اتفقنا يا عم.. من دلوقتي اعتبر راقية بطلة الفيلم".

وبعد أيام وقبل أن يسافر إحسان عبدالقدوس إلى الهند أرسل سيناريو الفيلم إلى محمد عبدالوهاب، وقرأه الأخير وأعاد قراءته مع المخرج محمد كريم وأعجبا به جدًا، وكان من المنتظر أن يتم الاتفاق بين عبدالوهاب وراقية إبرهيم للمشاركة في الفيلم الجديد، ولكن إبراهيم تمسكت ببعض الشروط ما أدى إلى فشل الاتفاق، وتوسط الكثيرون بين عبدالوهاب وراقية ولكن كل الوساطات باءت بالفشل لتمسك كل منهما بشروطه.

وحدث ذات يوم أن عبدالوهاب ذهب إلى مكتبه بشارع توفيق فوجد راقية إبراهيم في انتظاره فصافحها بترحاب قائلًا: "أهو كده كويس، والرجوع للحق فضيلة، مش كدا يا ست راقية ولا إيه؟"، وابتسمت الآنسة وكانت يدها لا تزال في يد عبدالوهاب وهي تقول: "حضرتك غلطان يا استاذ، أنا مش الست راقية إبراهيم، أنا الأنسة راجية محسن".

ولم يصدق عبدالوهاب ما يسمع فخلع نظارته عدة مرات ونظفها ولبسها وفي كل مرة كانت نظارته تقسم له أنها راقية إبراهيم، ولا يمكن أن تكون إلا هي، وأحس أن بالأمر مكر منها وأنه مقلب من راقية إبراهيم، فقال: "حنضحك على بعض ولا إيه، مش نتفق أحسن وننهي المسألة دي؟"، وأجابته السيدة بدون ضحك: "أنت لك حق تغلط يا أستاذ، أنا عارفة أن أنا شبه راقية إبراهيم تمام بس"، وقاطعها عبدالوهاب: "بس إيه، الوقت اللي نضيعه في الكلام والحركات دي مش أحسن نضيعه في كتابة العقد أو مناقشة الشروط بينا".

وهنا قالت السيدة: "يعني مفيش أمل تقتنع بأني راجية محسن مش راقية إبراهيم؟"، وهنا قال عبدالوهاب: "صحيح أنا راجل نظري على قدي لكن مش للدرجة دي".

وعبثًا حاولت البنت إقناع عبدالوهاب وأخيرًا اقترحت عليه أن يطلب السيدة راقية إبراهيم في بيتها فقد تكون هناك وتحل المشكلة، وفعلا طلببها وأجابته بنفسها وظل يحاورها في دقائق العقد السابق وتفاصيله ليتأكد أنها راقية إبراهيم، وانتهى من المكالمة وقد اقتنع تمامًا أن التي تحدثه راقية إبراهيم.

وبعد اقتناع عبدالوهاب قالت راجية: "أنا سمعت أنك اختلفت مع راقية إبراهيم في العقد، وأنا ممكن أمثل بدالها ومعنديش مانع خالص"، وانصت عبدالوهاب لها وسألها هل تعرف الغناء، فقالت: "مش أوي بس أتعلم"، وغنت راجية بعض أغنيات المرحومة أسمهان، وارتجف عبدالوهاب من قوة صوتها، وأقام بعدها عبدالوهاب حفل شاي في بيته ودعا إليه الكثير من الفنانين، وكلهم صافحوا راجية على أنها راقية إبراهيم.