رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سياسي لبناني لـ«الدستور»: عودة الحريري لرئاسة الحكومة تحظى برضى مصري ودعم عربي

علي يحيى
علي يحيى

قال الكاتب اللبناني والمستشار في العلاقات الدولية علي يحيى، إن إعادة تكليف سعد الحريري رئيس الوزراء الأسبق رئيس تيار المستقبل بتشكيل الحكومة في لبنان جاء وفقا لظروف موضوعية، مشيرا إلى أن هناك تحديات كبرى في هذا الأمر.

وأكد الكاتب اللبناني في حواره مع "الدستور"، أن هناك ملفات صعبة تنتظر الحكومة الجديدة من بينها إعادة تثبيت لبنان ضمن المنظومة المالية الدولية، وإلى نص الحوار:

* كيف ترون إعادة تكليف سعد الحريري بتشكيل الحكومة؟
- أتى تكليف الحريري في سياق فرضته الظروف الموضوعية للتركيبة السياسية اللبنانية التي أثبتت رسوخها، حتى أعادت إنتاج نفسها، وبعد سنة من استقالته عقب حراك ١٧ أكتوبر 2019، الذي أثبت مرة أخرى، كمن سبقه من تجارب مماثلة في القوقاز، وأمريكا اللاتينية، والشرق الأوسط، خصوصا خلال السنوات الماضية، عن عقم التحركات الشعبية المفتقدة للقيادة والمشروع، ناهيك عن القاعدة الشعبية الصلبة التي تنضجها العوامل الذاتية والتي تمنع احتواءها وتوجيهها كسلعة استهلاكية، في إنتاج نموذج بديل، كذلك الذي أنتجته الثورات التاريخية الإيرانية والكوبية والبلشيفية والفرنسية.

* ما أبرز الملفات التي تتنظر الحكومة الجديدة؟
- أمام الحكومة الجديدة "إن تشكلت" ملفات صعبة، أبرزها إعادة تثبيت لبنان ضمن المنظومة المالية الدولية لوضعه على سكة الاستقرار للنهوض مجددا، من بوابة المبادرة الفرنسية، والشروع بالإصلاحات المنتظرة لمعالجة الوضع المالي والنقدي والاقتصادي، فجراء تبعات انفجار مرفأ بيروت، لم يعد أحدا يمتلك ترف الوقت، فقد ارتفعت نسبة الفقر بحسب منظمة الاسكوا من ٢٨٪ في ٢٠١٩ إلى ٥٥٪ في ٢٠٢٠، فيما تراجعت نسبة الطبقة الوسطى من ٤٥٪ إلى ٣٥٪، عدا استنزاف الطاقات البشرية المعرفية للبنان.

* برأيك كيف يمكن التغلب على العديد من الأزمات التي تواجه لبنان خاصة الاقتصادية؟
- يجب التحول من الريع الذي صب في صالح طبقة الـ١٪ من أصحاب الودائع الكبيرة، إلى الانتاج، وإعادة النظر بصياغة جديدة لدور لبنان الذي بنيت فلسفته على المصرف والمرفأ والمصيف (السياحة)، وهي القطاعات التي تلقت ضربات قاتلة، من انهيار ثم انفجار، مع بدء تحول جزء كبير من التجارة البحرية من مرفأ بيروت لمرفأ حيفا.
يمكن للبنان، وخلال مرحلة انتظار الاستخراج التجاري لطاقاته الهيدروكربونية، أن يعتمد على طاقاته البشرية والإبداعية، وقدرة مجتمع رجال أعماله التسويقية المتميزة، إضافة لديناميكية قطاعه الخاص، ما يخوله التحول ليكون مركزا لاقتصاد المعرفة كفنلندا، وسنغافورة، شرط الشروع بإنشاء البنية التحتية المعرفية المناسبة.

* هل تتوقع نجاح تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة الحريري؟
- نجاح الحكومة من عدمه مرهون بعوامل خارجية أكثر منها داخلية، خصوصا مع قناعة الأطراف الرئيسية في الداخل بوجوب تسهيل مهمة "الفرصة الأخيرة"، رغم بعض التناقضات التي أدت لضعف التكليف وغياب دعم أكبر كتلتين مسيحيتين، وعدم تسمية حزب الله، لكن دون اعتراضه، خصوصا بعد عودة الأصيل، لا الوكيل لترؤس الحكومة. ناهيكم عن أن عودة الرئيس الحريري، التي تحظى برضى مصري، سيعيد ترميم العلاقات أيضا مع بعض الدول العربية، ذات القدرة المالية.

* هل تؤثر ظروف الانتخابات الرئاسية الأمريكية على الوضع في لبنان؟
- خروج التشكيلة الحكومية إلى النور إن تم قبل الانتخابات الأمريكية، سيكون من باب الاستفادة من الوقت المستقطع الذي فرضه الجو الانتخابي الذي عادة ما يحول الولايات المتحدة إلى "بطة عرجاء" في سياستها الخارجية، وبالتالي وحتى عودة فاعليتها في فصل الربيع، تكون المبادرة بيد فرنسا مجددا.

* ما أبرز الشخصيات التي يمكن أن تشارك في الحكومة الجديدة؟
- تتجه الأمور لتسمية شخصيات من أصحاب الاختصاصات غير المعروفة إعلاميا، والاختصاصي لا يشترط فيه أن يكون مستقلا، فلا استقلالية فعليا في لبنان، فحتى الطفل الذي يولد، تولد معه بصمته السياسية معه.
وتفاديا لتكرار تجربة مصطفى أديب، كان واضحا تنازل الرئيس الحريري عن شروط سابقة وضعها خلال فترة تكليف الأول، كموافقته المستجدة على تسمية ثنائي أمل - حزب الله، بعد رفضه سابقا، لوزير المالية، ما يعني حصولها على التوقيع التنفيذي الثالث في الجمهورية، وانفتاحه أمام التواصل مع الكتل الأخرى، حتى التيار الوطني الحر، رغم الخلاف الحاد الذي طبع علاقة الطرفين مؤخرا.

* برأيك لماذا فشل الجميع في التوافق على الأسماء السابقة لتشكيل الحكومة في لبنان؟
- تبين أن طرح الأسماء السابقة، لم تأتِ إلا في سياق حرق أوراقها، وعدم نضوج لحظة تقاطعات اللحظة المناسبة التي جرى قطفها، وللمرة الرابعة في تاريخه السياسي، من قبل الرئيس سعد الحريري.