رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وزير البترول: 12 اتفاقية جديدة لمصر مع شركات عالمية

 المهندس طارق الملا
المهندس طارق الملا

أكد المهندس طارق الملا، وزير البترول والثروة المعدنية، أن نجاح منتدى غاز شرق المتوسط الذي تم تأسيسه بمبادرة مصرية قبل ما يقرب من عامين يمثل منصة لجذب الاستثمارات من كبرى شركات البترول العالمية إلى مصر والمنطقة.

وأوضح أن مصر نجحت خلال الشهور الأخيرة على الرغم من تحديات جائحة كورونا في عقد 12 اتفاقية جديدة للبحث عن البترول والغاز مع عدد من الشركات الكبرى التي تعمل لأول مرة في مصر، مثل "شيفرون" و"أكسون موبيل"، بالإضافة إلى الشركات العاملة بالفعل مثل "بي بى" و"شل" و"توتال".

وأكد أن إقبال هذه الشركات الكبرى على منطقة شرق المتوسط في ذلك التوقيت يعود إلى نجاح إطار التعاون والتكامل بين دول المنتدى السبع، والذي يمثل بدوره فرصة متميزة ومنصة انطلاق كبرى لهذه الشركات للتوسع في أنشطتها واستثماراتها في دول المنطقة الأعضاء بالمنتدى.

جاء ذلك خلال مقابلة خاصة للوزير عبر الفيديو مع مؤتمر "سيراويك" بالولايات المتحدة الذى يعد الأهم عالميًا في مجال الطاقة، وذلك ضمن سلسلة من المقابلات مع كبار المتحدثين والشخصيات المشاركة في نسخة المؤتمر المقبلة في مارس المقبل.

وأضاف الملا أن الدول المشاركة بهذا المنتدى اجتمعت على تحقيق هدف مشترك يتمثل في الوصول لأقصى استفادة من مواردها وبنيتها التحتية سواء كدول منتجة أو مستهلكة أو دول عبور، مؤكدًا أن الدول نجحت من خلال هذا الكيان أن تقدم للعالم نموذجًا فريدًا للتعاون والتكامل الإقليمي في مجال الطاقة، مما شجع العديد من الدول والكيانات الدولية الكبرى على المشاركة في المنتدى ودعمه والسعي لاكتساب عضويته مثلما تقدمت فرنسا مؤخرًا بطلب للعضوية الدائمة أو الولايات المتحدة الأمريكية بصفة مراقب.

وردًا على سؤال بشأن كيفية تعامل مصر مع التحديات التي واجهها العالم متمثلة في تداعيات جائحة كورونا وهبوط أسعار خام برنت العالمية على صناعة البترول والغاز، أوضح الملا أن مصر استطاعت إدارة هذه الأزمة بنجاح، خاصة أن الإصلاحات الاقتصادية التي نفذتها خلال السنوات الأخيرة والتي كان قطاع البترول والغاز ركنًا أساسيًا فيها ساهمت في احتواء آثار الجائحة على الاقتصاد وصناعة البترول والغاز واستمرار العمل دون توقف في الحقول البترولية المصرية في ظل تطبيق الإجراءات الاحترازية ومعايير التشغيل الآمن.

وأضاف أن الإصلاحات التي تم تنفيذها في قطاع البترول والغاز شملت عدة محاور أساسية، من أهمها استمرار تأمين الإمدادات محليًا وتهيئة المناخ الجاذب للاستثمار وتطوير بنود وحوافز الاستثمار وإبرام اتفاقيات جديدة مع الشركات العالمية لتنمية موارد جديدة من البترول والغاز، والتوسع في البنية الأساسية البترولية، فضلا عن تنفيذ آليات تصحيح هيكل تسعير المنتجات البترولية وإصلاح دعم الطاقة من أجل توفير الموارد المالية لبرامج الضمان الاجتماعي والتعليم والصحة وكل الخدمات التي يستفيد منها المواطنون، وأن إصلاح دعم الطاقة وهيكل تسعير الوقود ساهم إيجابيًا في ترشيد معدلات استهلاك الوقود محليًا خلال السنوات الأخيرة.

وأوضح الملا أن أهم الآليات التي تم تنفيذها لتطوير مناخ الاستثمار في صناعة البترول تتمثل في البرنامج الناجح على مدار السنوات الخمس الماضية لسداد مستحقات الشركاء الأجانب، والتي تمكنت مصر من خلاله من خفض هذه المستحقات المتراكمة عن سنوات سابقة من ٦٫٣ مليار دولار إلى أقل من 850 مليون دولار حاليًا وهو أقل مستوى وصلت إليه هذه المستحقات، وهو ما منح مصر المصداقية أمام العالم، خاصة أن ذلك يتماشى مع ما قدمته الدولة المصرية من جهود فعلية لتعديل تشريعات الاستثمار وتنفيذ أضخم برنامج للتوسع في البنية التحتية في كل أنحاء البلاد التي تعد عنصرًا رئيسيًا لجذب الاستثمار.

وأكد أن ذلك أدى إلى تحقيق نتائج إيجابية في مجال المشروعات البترولية والغازية والتي جذبت أكثر من 30 مليار دولار استثمارات جديدة خلال السنوات الأربع الماضية وتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي والعودة لتصديره، كما حققنا نتائج متميزة على صعيد إقامة سوق حر لتداول وتجارة الغاز في مصر بعد إقرار التشريعات وإنشاء أول جهاز مستقل لتنظيم سوق الغاز إلى جانب تطوير مصافى التكرير ورفع كفاءتها وإقامة بنية أساسية جديدة للنقل والتخزين والتوزيع، وذلك في إطار برنامج طموح لتطوير وتحديث قطاع البترول والغاز والذي يغطى كل أوجه الصناعة البترولية ويمتد إلى تنمية الموارد البشرية والتوسع في عمليات التحول الرقمي.

وأشار الملا الى أن مصر وضعت استراتيجية للطاقة والتنمية المستدامة حتى عام 2035 ونجحت في اتخاذ خطوات لتحقيق أهدافها، حيث ارتفعت مساهمة قطاع البترول في الناتج المحلي الإجمالي إلى 27% وزيادة تدفقات الاستثمارات الأجنبية المباشرة في قطاع البترول والغاز، مؤكدا أن مصر تتطلع لجذب المزيد من الاستثمارات وأن تظل الوجهة المفضلة للاستثمار في مجال البترول والغاز.

وعن رؤية مصر لأوضاع الغاز في السوق العالمى باعتبارها لاعبًا رئيسيًا في هذا المجال، أوضح الملا أن الغاز لا يزال مصدرًا مهمًا من مصادر الطاقة الأولية الذي تتبنى الدول المتقدمة استخدامه وسيظل قائمًا لفترة طويلة في إطار التوجهات الدولية للتحول للطاقة النظيفة، وأن مصر تواكب هذا التوجه من خلال التوسع في استخدامات الغاز في تلبية الاحتياجات اليومية في المنازل والمصانع وتموين السيارات وغيرها، مؤكدًا أن مصر تعمل على تطبيق نماذج عمل لخفض انبعاثات الكربون والوصول إلى صفر انبعاثات طبقًا للاتفاقيات الدولية، مثل اتفاقية باريس للمناخ.

وأكد الملا أن منتدى غاز شرق المتوسط هو إحدى الآليات الداعمة في هذا المجال من خلال دوره في الوصول لأفضل استخدامات للغاز الطبيعى وتوفيره كطاقة نظيفة لأوروبا التي تحتاج لتنويع الإمدادات وتخفيض فجوة الاستهلاك لديها، وأن مصر عملت خلال الفترة الماضية على إبرام شراكات دولية مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة للتعاون في مجال الطاقة في ظل دعمهما الكامل لمصر في عملية الإصلاح في مجال الطاقة، سواء على المستوى الفني أو التمويلى.