رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عروج وبربروس.. أذرع أردوغان لإثارة التوترات في المتوسط

أردوغان
أردوغان

يعمل الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، على التنقيب عن الغاز الطبيعي في شرق المتوسط بسفن تنقيب ومسح أطلق عليها أسماء تاريخية مميزة، مثل فاتح وعروج وبربروس وقانوني، فما السبب وراء اختيار تلك الأسماء.

وأثارت تلك الأسماء التساؤلات حول أسباب اختيارها وخاصة أنها لشخصيات رئيسية في التاريخ العثماني دون غيرها، بجانب تساؤل آخر وهو ما الرسائل التي تبعث بها أنقرة لخصومها في شرق المتوسط عبر ذلك الاختيار؟

سفينة فاتح..

يعود تلك الاسم إلى السلطان محمد الثاني بن مراد الثاني، والملقب بـ محمد الفاتح، سابع السلاطين من آل عثمان.

تولى السلطنة مرتين الأولى بين عامي 1441 - 1446، ثم تنازل عن السلطنة بعدها لأبيه السلطان مراد الثاني الذي كان قد اعتزل مؤقتا ولبس مسوح الدراويش، ثم بعد وفاة مراد العام 1451، اعتلى محمد الثاني عرش السلطنة للمرة الثانية وحتى وفاته العام 1481.

أُطلق على محمد الثاني لقب الفاتح بسبب سقوط القسطنطينية، العاصمة التاريخية للإمبراطورية الرومانية الشرقية أو الإمبراطورية البيزنطية، بين يديه العام 1453.

وتعتبر هذه الواقعة أحد الأحداث الرئيسية، إن لم تكن الحدث الرئيسي الأبرز في التاريخ العثماني بأسره، حيث اعتبر العام 1453 نهاية للحقبة الوسيطة وبداية للعصر الحديث.

وفى عام 1955 اندلعت أحداث عرفت بشغب إسطنبول بسبب شائعات لا أساس لها أطلقتها الحكومة التركية برئاسة عدنان مندريس، حول استهداف المتطرفين اليونان لبيت مصطفى كمال أتاتورك في سالونيك، وانتهت بالقضاء على البقية الباقية من الجالية اليونانية في المدينة.

في تلك الأحداث، رفع المتظاهرون الأتراك صور السلطان محمد الفاتح في الشوارع أثناء هجومهم على المحال اليونانية والمواطنين اليونانيين، في إشارة إلى استعادتهم سيرة البطل الذي هزم اليونان.

وامتدادا لهذا السياق الأخير ذاته، يمكننا اعتبار إطلاق اسم الفاتح على سفينة تنقيب تبحث عن الغاز في المناطق الاقتصادية الخاصة باليونان وقبرص رسالة من أردوغان لليونانيين بالاسم الذي أصبح بطلا للقومية التركية ضد نظيرتها اليونانية.

سفينة قانونى..
وتعود اسم السفينة إلى سليمان القانوني، عاشر السلاطين من آل عثمان، الذى تولى عرش السلطنة بين عامي 1520 و1566 خلفا لأبيه السلطان سليم الأول.

ووصلت الدولة العثمانية إلى أقصى اتساعها في عهده، بعد أن مدت أذرعها الأخطبوطية فوق كتلة ترابية موزعة بين قارات العالم القديم الثلاث أوروبا، أفريقيا، آسيا.

ويمكن أن تكون حقيقة العصر الذهبي للعثمانيين تحت حكم القانوني هي السبب وراء إطلاق اسمه على واحدة من سفن التنقيب في شرق المتوسط، ولكن الوضع العثماني في البحر المتوسط على عهد القانوني ربما كان أيضا أحد أكثر الدوافع وراء ذلك الاختيار، فقد نجحت الأساطيل العثمانية في عهد سليمان، وتحت قيادة رياس البحر عروج وخير الدين بربروس، وكل منهما له سفينة تنقيب باسمه اليوم، في بسط السيادة العثمانية على جانبي البحر المتوسط شرقه وغربه خلال القرن الـ16 الميلادي.

ويبعث أردوغان يبعث برسالة من خلال اسم القانوني مفادها أننا كنا هنا، أي كنا سادة للبحر المتوسط طوال قرابة قرن كامل من الزمن، وذلك في وجه الذين يرفضون منح أي شرعية للتنقيب التركي شرق المتوسط، كما يرفضون فكرة الوطن الأزرق التي تقول بأن لتركيا 462 ألف كيلو متر في البحر الأسود والبحر المتوسط وبحر إيجة.

وبجانب ذلك أراد أردوغان أن يرسل أيضا باسم القانوني رسالة إلى فرنسا تحديدا، وهي المعارض الأوروبي الأبرز لنشاطات تركيا في شرق المتوسط، تذكرها بالعصر الذي كان فيها ملكها فرانسوا الأول يلح على سليمان القانوني في طلب الحلف العسكري ضد ال هابسبورج ملوك النمسا وإسبانيا، وفقا لموقع تركيا الان.

سفينتى عروج وبربروس..
يعود إلى الأخوان عروج وخير الدين، قادة الأسطول العثماني في عصر مجده البحري، وولدا لأصل تركي في جزيرة ميدلي خلال الربع الأخير من القرن الـ16 الميلادي.