رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الخضة».. علاج السيدات للإنجاب داخل معبد دندرة في قنا (فيديو)

معبد دندرة في قنا
معبد دندرة في قنا

عادات وتقاليد وطقوس قديمة، لا يزال أهالي محافظات الصعيد يتمسكون بها، فبعد قصة الشيخ أبو سعيد، الذي يعتقد أهالي قرى شرق النيل في مركز نجع حمادي شمال محافظة قنا، إنه صاحب الكرامات وأنه من أولياء الله الصالحين، وهنالك قصة جديدة لأهالي قنا، حيث تقبل السيدات العقيمات والسيدات اللاتي تأخرن عن الزواج، بممارسة طقوس "الخضة" المعروفة في معبد دندرة بمدينة قنا، المعروف ببيت الربة حتحور، ربة السماء والرقص والموسيقى وسيدة السعادة.

العادات والتقاليد القديمة، التى يقبل عليها الأهالي في محافظة قنا، قد تكون هي الفريدة من نوعها بمحافظات الصعيد بأكملها، حيث أنه من المعروف أن تتخذ النساء والأهالي أضرحة الأولياء والقديسين طريقًا لقضاء حاجتهم، والشفاء من العلة والأمراض - بحسب قولهم - إلا أن السيدات وأهالى قنا اتخذوا من معبد دندرة طريقًا لحل أزمات تأخر الإنجاب والعقم والتأخر في الزواج.

تلك المعتقدات أو الموروثات علاقة ثنائية بين جذور حضارية وإيمان مطلق بالغيبيات، وثنائية العلاقة تلك قائمة في المجتمعات القروية التي لها جذور حضارية أو تاريخية، بينما تندر تلك العلاقة في مجتمع المدينة، فعقيمة المدينة تذهب للطبيب، وعقيمة القرية تذهب للمعبد، أو تزور ضريحًا، أو ديرًا، أو تشق المقابر، فهناك قوى غامضة خفية تسكنها حسب المعتقدات الشعبية، ونحن هنا أمام معتقد غريب لسيدات محافظة قنا، والمحافظات المجاورة، هو معبد دندرة الواقع غرب مركز قنا، والذي تتم فيه ممارسة طقوس غريبة، للعلاج من العقم وتأخر الإنجاب، عن طريق التبارك من الآلهة أو ما أسماه المواطنين "الخضة".

ولكن لابد أن نقف هناك لنعرف، أن التبرك بمقامات الأولياء والقديسين والتقرب إليهم عادة درج عليها المصريون جميعا منذ القدم، ولا يخلو مقام أو تراث أثري من وجود المريدين وذوى الحاجات الذين يرجون قضاء حاجاتهم. وتعتبر هذه القصص التي تنسج حولها وعن أصحابها من أهم العوامل التي ساهمت في تشكيل الثقافة الشعبية لدى الناس بمختلف فئاتهم.

هنا بداخل معبد دندرة الأثري الذي يقع في مدينة قنا، والذي يُعرف لدى علماء الآثار بمعبد الإلهة "حتحور" إله الحب والجمال والأمومة عند قدماء المصريين، حيث الطريق الجديد للأهالي، فهنا من تلجأ لزيارة المعبد وممارسة طقس هو الأول من نوعه لزواجها منذ سنوات وعدم إنجابها حتى الآن، وهنا من قاربت على سن الثلاثين من عمرها ولم تتزوج حتى الآن، فقط الملجأ يكون زيارة معبد الإله حتحور.

"الدستور" رصدت رحلة إحدى هؤلاء السيدات إلى معبد دندرة الأثري، حيث دخلت إلى المعبد بقصد زيارته، وقامت بشراء تذكرة الدخول المخصصة للمصريين، كإحدى الزائرين بشكل عادي من أمام بوابات الدخول.

دخلت السيدة وهي تقصد ممارسة طقوس الخضة، بعدما تحدث معها كثيرون على أن يكون المعبد وممارسة تلك الطقوس حلًا لأزمتها، التي عانت منها طوال سنوات عديدة، فدخلت قاصدًة لذلك، فعند الدخول طالبت الخفراء داخل المعبد بممارسة طقوس الخضة.

"اتفضلي يا ست هانم".. كان رد الخفراء داخل المعبد الأثري، حتى بدأت تستمع لشرح الخفراء عن ماذا يجب أن تفعل داخل المعبد وممارسة "الخضة" حتى رافقها أحد الخفراء وبدأت فى الممارسة حيث قامت تلك السيدة العقيمة بتخطى الأعتاب المقدسة داخل حجرة الولادة للأسرة الثلاثين قبل ولادة المسيح والمبنية لوضع آلهة الحب والجمال "حتحور" وقامت بالدوران حول تلك الحجرة لمدة ثلاث مرات للتبرك قبيل طلب الأماني الخاصة بها سواء للعلاج من العقم أو العنوسة.

تابعت السيدة تعليمات خفراء المعبد، وبدأت التبرك من الآلهة ثم قامت بالوضوء في جزيرة المياه الموجودة داخل المعبد وهي ما تسمى بـ"جزيرة مقياس النيل" ثم قامت بالدوران حول أروقة المعبد ثم نزحت داخل السراديب وهي الغرف السرية أسفل معبد دندرة للتبرك بالآلهة وحصلت على بركة الآلهة ثم قامت السيدة بالصراخ والعويل عقب قيام خفراء المعبد بـ"خضها" بشكل مفاجئ ودون علمها حيث قام أحد الخفراء بجذب السيدة من يديها ثم قاموا بإخراجها من داخل تلك السراديب وهي فى حالة من الهياج والخوف، ثم قامت بالدوران حول ما يسمى بغرفة قدس الأقداس السرية للمعبد.

ومن جانبها؛ قالت السيدة في حديثها لـ"الدستور": إنها حضرت إلى المعبد من أجل تبارك الآلهة لتأخرها فى الإنجاب وسمعت عن تلك الطقوس من إحدى السيدات التى تعرفهم ومارست تلك الطقوس داخل المعبد، مؤكدةً أنها تعرف أنه عقب ممارسة تلك الطقوس سوف يتم شفاؤها وعلاجها من تأخر الإنجاب.

وأضافت السيدة التى رفضت ذكر اسمها، أن هناك العديد من النساء تحضر لمعبد دندرة من أجل ممارسة تلك الطقوس والعادات والتقاليد القديمة، والتبارك بالآلهة الفرعونية القديمة، وهناك منهم من تزوجت أو أنجبت، قائلة: "فيه ناس كتير اتعالجت بالخضة في المعبد الكبير والعظيم".

وفي سياق متصل؛ أكد مصدر بمنطقة آثار قنا - رفض ذكر اسمه - أن هناك عادات وتقاليد لأهالى قنا للتبارك بالآلهة حتحور آلهة الحب والجمال، حيث تأتي السيدات للمعبد كونه معبد روحاني ومعبد للعبادة والعلاج من تأخر الإنجاب وتأخر الزواج لتمارس طقوس ما يسمى بطقوس "الخضة" لتمارس عددًا من الخطوات داخل المعبد ثم يتم "خض" السيدة حتى يتم فتح وتوسيع البكار الخاص برحم السيدة.

وأضاف المصدر، أن تلك الطقوس يأتي إليها السيدات من كافة أنحاء الجمهورية، ويتم شفاؤها بنسبة ما يقرب من 30 فى المائة تقريبًا لأن ذلك المعبد هو معبد روحاني ويضم أكبر الكنائس للفراعنة فى مصر بأكملها.