رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حكاية «الغيطاني» من مراسل صحفي لفرد في المجموعة 39

الغيطاني
الغيطاني

على النقيض من حساسية المثقفين المفرطة تجاه وجود الجيش خلال الأعوام الأخيرة منذ ثورة 25 يناير٬ كانت ملامح جمال الغيطاني تنتفض غضبا حينما يسمع هتاف"يسقط.. يسقط حكم العسكر" ويراه هتافا سخيفا٬ كيف لا وهو من قضى ست سنوات في الجبهة خلال حربي الاستنزاف وأكتوبر شاهد خلالها رفاق له يقتلون؟ وهو أول من قدم للمصريين البطل المصري "إبراهيم الرفاعي" الذي حفر اسمه من نور في سجل أبطالها العظام.

وبالرغم من تهميش أبطال أكتوبر خلال عقد الثمانينيات وما تلاه ومحاولات طمس بطولاتهم٬ إلا أن الغيطاني كان في حواره مع د. عمرو عبد السميع يجدد سيرتهم:"كنت مرتبط بهم عاطفيا جدا لأنهم كانوا نماذج استثنائية وهنا بيجي دور الكتابة يعني صعب علي أنهم يتنسوا، أن هؤلاء لا ينسوا. منهم مقاتل اسمه إبراهيم الرفاعي هو كان ضابطا كان استشهد وهو برتبة عقيد وكان ضابط قوات خاصة يعني بتاع عمليات كوماندوز وأسس مجموعة اسمها 39 كانت مجموعة استثنائية في العسكرية المصرية وأتيح لي الاقتراب منهم، فلما استشهد يوم الجمعة 19 أكتوبر استشهد في معركة غير متكافئة لأنه كلف بمهمة يعني لم يكن هو معدا لها أثناء فترة الثغرة، فأنا شعرت أنه في شيء لا بد أن يبقى ولذلك كتبت رواية تسجيلية عنه اسمها "الرفاعي" وكتبت عنه تحقيقات وكتبت عنه مقالات ودائما أنا مشغول بفكرة أن لا يُنسى هؤلاء. "

كما قدم "الغيطاني" العديد من الكتب التي سجلت بطولات الجيش المصري ومن بينها كتابه "المصريون والحرب.. من صدمة يونيو إلى يقظة أكتوبر" وفيه سجل شهادات حية خلال تواجده على جبهة القتال في حروب 67 مرورا بحرب الاستنزاف وصولا إلى نصر أكتوبر٬ وفيه وثق ورصد خطابات المقاتلين إلى أهاليهم وهم على جبهة القتال٬ حيث كان يرافقهم٬ بل وكان فردا من المجموعة 39 وعبر معهم قناة السويس بحسب زوجته الكاتبة الصحفية ماجدة الجندي.