رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الغيطاني»: المعارضة تتملق التيار الديني و«التجمع» رأس بلا جسد

الغيطاني
الغيطاني

كان لعمله مراسلا حربيا متطوعا في بدايات حياته الصحفية٬ شديد الأثر الواضح على شخصيته القتالية٬ التي تنبأت مبكرا لخطر الهجمة الوهابية الشرسة على مصر لمحاولة تغيير هويتها وصبغها بصبغتها الصحراوية القاحلة. حذر ابن مصر جمال الغيطاني من طيور الظلام عبر سفره الكبير "التجليات"ودق من خلال دفاتر حكايات شخوصه جرس الخطر يحذرنا من ملامح القبح والظلامية التي تحلق حولنا.

يذكر الدكتور عمرو عبد السميع في حوار دار بينه وبين "الغيطاني" حول التغيرات الاجتماعية والاقتصادية التي أجبرت المصري المعروف عنه تمسكه بأرضه ونفوره من الهجرة إلى أن يخلف ورائه ميراثه الثقافي والحضاري ليعبر نحو قحط الصحراء وجدبها مضطرا، أن:"أمراء الانفتاح شديدو الشبه بأمراء العصر المملوكي الثاني٬ الفلاح المصرى لم يهجر أرضه أيام الشدة المستنصرية ولكن الانفتاحيين ورموزهم السياسية شجعوه تشجيعًا منتظمًا على الهجرة منذ السبعينيات٬ طبقة الباشوات قبل ثورة يوليو كانت أكثر أصالة من طبقة الانفتاح لأنها كانت في موقعها الطبيعي من السياق التاريخي٬ كتبت استمارة فى حزب التجمع عند نشأته ولكنني لم أشعر- يومًا- أنني عضو في ذلك الحزب٬ التجمع تمثيل لليسار المصري ولكنه رأس بلا جسد٬ امتناع اليسار عن دخول معارك ضد الأعداء الحقيقيين ليوليو سواء في الوفد أو التيار الديني هو لون من ألوان الانتهازية السياسية٬ أشعر أن هناك ضرورة لظهور حزب يساري جديد٬ كل فصائل المعارضة تنافق وتتملق التطرف، التيار الديني أخذ أسلوب اليسار وتحرك به ففاز- حتى- بأصوات العمال في الدوائر التي كان اليساريون يعتبرونها ملعبهم".

وهو ما وصفه في "التجليات" بأنه موت: "الموت موتان.. موت أعظم وموت أصغر.. أما الموت الأعظم فيتمثل فى السكوت على الجور والتغاضي عن الزيف وإخماد الضمائر، وغض البصر عن الحق المهضوم، والانشغال عنه بطلب المنصب الزائف والمال المكتنز، كذا الرضا بالأمر الواقع والنأي عن محاولة تغييره والتقاعس عن الجهاد. أما الموت الأصغر فهو بطلان الحواس وتوقف الأنفاس وهجوع القلب وبرودة الجسد عند مفارقة الروح ويبوسة الأطراف".

وعبر خلال إحدى المقابلات الصحفية معه عن قلقه ومخاوفه من غياب قوى سياسية معبرة عن الأغلبية٬ أو معبرة عن الرئيس: "نحن في مواجهة أصحاب الأموال واللحى، وعلينا ألا نبالغ في العداء لممثلي الحزب الوطني، إلا إذا ظهرت نماذج فجة مثل أحمد عز الذي كان أحد أسباب سقوط النظام، ولابد أن تكون النزاهة شرطا أساسيا للترشح، بعد ذلك لابد أن نعرف ما يمتلكه البرلماني قبل دخوله المجلس وبعده".