رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أكتوبر

محمد الحديني
محمد الحديني


ها قد عاد الشتاء مجددًا
وها قد عادت برودته أيضًا
وكأننى أرى فرانك بعد أن انزلق لتوه على الثلج
ألم يلتئم جرحه؟!
ألم تُغرس بذور الربيع؟!
ألم ينتهِ الليل؟!
ألم يفِض الثلج الذائب ويأخذ طريقه إلى مجاريه الضيقة؟!
ألم يتعافَ جسدى ويحس بالأمان؟!
ألم تتشكل نُدبة غير مرئية لتدارى رعب الإصابة والبرد؟! وهذان ألم ينتهيا؟!
ألم تُسوَى الحديقة الخلفية وتُزرع؟!
وكأننى أستشعر إحساس الأرض الحمراء الكثيفة
بعد أن سُوّيت فى صفوف متراصة قاسية.
ألم تُغرس البذور فيها؟!
ألم تتسلق الكَرْم الحائط الجنوبى؟!
وأنت، لا يمكننى سماع صوتك
بين صرخات الريح التى تصفر فى آذان الأرض الجرداء
التى لم أعد أهتم بصوت تألمها.
متى تم إسكاتى؟!
متى فقدت شغفى بوصف هذا الصوت؟!
ربما لأن وصف هذا الصوت لن يغير من كُنه.
ألم ينتهِ الليل؟!
ألم تأمن الأرض بعد غرس البذور؟!
ألم نغرس البذور؟!
ألم نكن ضروريين
لتلك الأرض لتلك الكَرْم
التى لم يأت أحد ليحصدها؟.