رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«جلسة تشويه».. أخطار مراكز التجميل غير المرخصة

مراكز التجميل غير
مراكز التجميل غير المرخصة

فجرت قصة السيدة صباح عربي بعد أن فقدت عيناها اليمنى أثناء إجراء جلسة تفتيح بشرة بالليزر، قضية مراكز التجميل غير المرخصة والأضرار الناجمة الخطيرة عن التعامل معها.

الليزر الكربوني تسبب في نزيف داخلي بعيني صباح اليمنى، ٣٢ عاما، وأرادت أن تهتم ببشرتها وتزيد من جمالها فذهبت إلى أحد مراكز التجميل الخاصة المجهولة لتجري جلسة تفتيح لبشرتها، فيدخل الليزر إلى عينيها اليمنى أثناء الجلسة، مما يتسبب لها على الفور في قطع الشبكية، ويؤكد لها الأطباء أن مركز الإبصار لديها تدمر تماما ولا يصلح له أي عملية أو علاج، وبهذا تفقد صباح أعز ما تملك وهو نور عيناها بسبب جلسة تفتيح.

صباح ليست الضحية الوحيدة لمراكز تجميل مجهولة الهوية، يشرف على العمل بها غير متخصصين ولا تخضع بعملها لأي رقابة طبية.

«علا سمير» ثلاثينية، كانت تتجهز قبل عام لحفل زفافها ونصحها أصحابها وزملاؤها بالذهاب إلى أحد مراكز التجميل الذين يعرضون جلسات مكثفة للتفتيح الجسم وإزالة الشعر، وبعد إلحاح قررت أن تذهب إلى أحد تلك المراكز إنجازًا للوقت.

تقول: «أول ما بدأت تلك الجلسات لتفتيح البشرة وتنظيف الجسم بالكامل، أخبرت الفتاة المسئولة عن تنفيذ الجلسة، بأن بشرتي من النوع الحساس وعليها أن تخفض درجة حرارة الجهاز المستخدمة لأني لا أتحملها، وما كان رد الفتاة سوى أنها على دراية كافية بعملها».

وتابعت: «بعد انتهاء الجلستين الأولى والثانية ظهرت علامات إحمرار في كامل جسدها، ومع الوقت أخذت هذه العلامات في ازدياد وتفاقم الأمر الذي أصبحت معه لا تتحمل ملامسة الملابس إلى جسدها، فذهبت إلى طبيب جلدية لاستشارته، أخبرها بأنها تعرضت إلى حروق جلدية جراء عمل جلسات التفتيح وإزالة الشعر».

تعرضت يدا حلا رامي، البالغة من العمر 13 عامًا، للاحتراق أثناء جلسة إزالة الشعر بالليزر في مركز «أ.ك» للتجميل بفرعه بالمقطم، بعد أن قامت الطبيبة بزيادة درجة الحرارة عن المناسب لبشرتها أثناء الجلسة، ونتيجة لصراخ «حلا» من شدة الحروق، ولإنقاذ الموقف دهنت الطبيبة بشرة الفتاة بأحد «كريمات البشرة» بغية إسعافها، لكن الأمر ازداد سوءا، مما اضطر والدتها إلى اصطحاب ابنتها مسرعة إلى أحد استشاري الأمراض الجلدية.

الطبيب أكد أن الفتاة تعرضت لدرجة حرارة غير طبيعية وغير مسموح بها، مما أدى لهذه الحروق الكبيرة، وليس هذا فقط بل إن الكريم الذي قامت طبيبة المركز بدهانه على بشرة «حلا»، ضار جدا في مثل حالتها، وذلك لاحتوائه على نسبة مرتفعة من "الكورتيزون"، وهو الذي أدى إلى ازدياد الأمر سوءا.

أكد الدكتور خالد سمير، عضو مجلس نقابة الأطباء، أنه يجب إعادة هيكلة منظومة الصحة لاسيما بشأن الأشخاص الذين يمارسون الطب وهم ليسوا بأطباء، بهدف البحث عن الربح السريع.

وأوضح عضو مجلس نقابة الأطباء أنه يجب تشديد الرقابة على مثل هذه المراكز، مع ضرورة التأكد من الأشخاص الذين يعملون على إدارتها فيجب أن يكونوا بالفعل أطباء متخصصين، مشيرًا إلى أن غالبية تلك المراكز يديرها أشخاص حاصلون على دورات بهدف الحصول على اللقب لفتح مركز طبي أو تجميلي بحثًا عن المال.

اتفق معه الدكتور وائل منصور، طبيب جلدية، الذي أكد على خطورة مشكلة انتشار مراكز تجميلية غير مرخصة، مشيرا إلى أن أغلب العاملين بها هم في الحقيقة أشخاص ينتحلون صفة الطبيب عن طريق الحصول على دورات تدريبية لا تزيد على بضعة أيام، لممارسة مهنة الطب وفتح مراكز وسناتر تجميلية بهدف الربح، مما يسبب وقوع مثل هذه الأخطاء الشنيعة، وليس هذا فقط بل أكد وائل أن هناك أطباء جلدية كبار يعملون بالتدريس في هذه المراكز ومنح الدورات التدريبية بحثًا عن الربح المادي.