رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف أظهرت أزمة «كورونا» تفوق مصر في صناعة الدواء؟

كورونا في مصر
كورونا في مصر

«رب ضارة نافعة».. هذا ما تحقق في صناعة الدواء بمصر في ظل جائحة كورونا، حيث أظهر هذا الوباء تفوقها الملحوظ بالسنوات الأخيرة لتحتل عن جدارة المركز الأول عربيا وأفريقيا.

ففي الفترة الأخيرة ومع ظهور فيروس كورونا، أصبحت قضية تطوير صناعة الدواء لها أهمية إضافية، وعن ذلك تحدث الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء، قائلا إن أزمة كورونا أسهمت في تطوير صناعة الدواء فكان هذا من بين دروس الفيروس، ونجحت بالفعل الشركات المحلية في توفير تصنيع الأدوية الخاصة ببروتوكولات العلاج.

ويعد نجاح مصر في صناعة الدواء سابق على ظهور جائحة كورونا، إذ من إحدى العلامات البارزة التي تظهر تفوق مصر بهذه الصناعة الاستراتيجية، ما حققته مصر بصناعة في الحصول على حق إنتاج سوفالدي والأدوية الخاصة بفيروس الكبد سي، بل وتوفيره بالمجان للأغلبية ليتم القضاء نهائيا على واحد من أخطر الأمراض التي التهمت أكباد المصريين خلال العقود الثلاثة الماضية، وأعلنت مصر خالية منه.

وأكد الدكتور أحمد العزبي رئيس غرفة صناعة الدواء باتحاد الصناعات المصرية، أن صناعة الدواء في مصر تشهد تطورا مستمرا، وأن استراتيجية تطوير صناعة الدواء بمصر تعتمد على عدد ركائز منها أن تتوافر لبعض القطاعات الخامات الدوائية، وتصنيع مشتقات الدواء كالأمصال واللقاحات فضلا عن عمليات تسجيل الأدوية ومراقبة عمليات الإنتاج والتخزين، وكذلك توافر البحث في هذا المجال، مشيرا إلى أن الدولة استطاعت أن تقطع شوطا كبيرا بأبحاث الدواء.

وأوضح «العزبي» أن الدولة تمتلك المقومات الأساسية للريادة في هذا القطاع، خاصة مع وجود أكثر من 150 مصنعًا قائما في الوقت الحالي، مشيرا إلى أنه في بداية انتشار فيروس كورونا شهدت السوق نقص بعض الأدوية نتيجة لضغط الطلب على الدواء في الوقت ذاته كانت تتوافر كاملة داخل المستشفيات.

وأضاف أن جميع المواد الخام ومستلزمات الإنتاج متوافرة ولم تتأثر بتراجع حركة الاستيراد خلال الفترة الماضية، فليس هناك أي نواقص بالأدوية حاليا سواء المتعلقة بفيروس كورونا أو أدوية الأمراض المزمنة.

وفي الوقت ذاته، أوضح الدكتور أسامة رستم نائب رئيس غرفة صناعة الدواء باتحاد الصناعات، أن مصر تمتلك 154 مصنعًا لإنتاج جميع أنواع الأدوية متمثلة في الشراب والكبسولات والأقراص والحقن، كما أعلن أن التحدي الأكبر لصناعة الدواء في مصر يتمثل في المادة الخام.

وأضاف أن مصر بدأت العصر الذهبي لصناعة الدواء ونحن نحتاج إلى قاعدة تصنيع دواء لمنافسة الصناعات الدوائية بالخارج خاصة في الصين والهند، بالإضافة إلى ضرورة حصول الشركات على الشهادات الدولية مثل «الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية».

وتابع أن صناعة الدواء في مصر تغطي من حيث الكميات 92% من الاستهلاك، كما أن مصر تستورد المادة الخام من الخارج، موضحًا أنه يمكن التصدير إلى الخارج إذا حصلت صناعة الدواء على الدعم الكامل من الدولة، خاصة فيما يتعلق بتوفير المادة الخام بدلًا من استيرادها من الصين والهند.