رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اعترافات فيصل ندا.. أبو الدراما المصرية يتحدث عن مشواره وحكاياته مع كبار النجوم

فيصل ندا
فيصل ندا

ستبتسم بالتأكيد حينما تسمع اسمه، هو السيناريست الكبير فيصل ندا، أبوالدراما المصرية دون منازع، الذى لا يزال يُثرى المكتبة الفنية فى مصر والعالم بإبداعات فارقة، ويخوض حاليًا تجربة تحويل روايتين سعوديتين إلى مسلسلين. «الدستور» التقت صانع النجوم، الذى قدم للجمهور معجزات فنية مثل محمود عبدالعزيز وعادل أدهم وعبدالله غيث، وتنبأ الكاتب الكبير بنهاية «أسطورة محمد رمضان» إن لم يتجه للتجديد، موضحًا أنه يكرر تجربة محمد سعد فى «اللمبى».

■ بداية.. كيف يكتب الأستاذ الكبير فيصل ندا؟
- أستوحى أعمالى من الشارع ومعاناة الناس، وأحرص على الذهاب للمحاكم وقراءة القضايا، ومتابعة مشكلات الأصدقاء.
على سبيل المثال، مسلسل «دعونى أعيش» كان قصة صادفتها فى قاعة محكمة، كنت يومها جالسًا بجوار سيدة أرستقراطية، طلبت منّى سيجارة، ثم أشعلتها وأخذت تنفخ الدخان بعنف حتى أنهت السيجارة، ثم التفتت لى وطلبت أخرى، فمنحتها.. أنهتها ثم صمتت لدقائق، فتطوعت ومنحتها سيجارة إضافية، ففتحت قلبها وقالت إن أولادها رفعوا عليها قضية حجر، فاستخدمتُ القصة فى المسلسل الذى اكتشفت فيه الجميلة شريهان.
وهناك مواقف أخرى استوحيت منها أعمالًا فنية، فذات مرة قال لى ابن خالتى الطبيب، ويدعى «مجدى»، إنه «ذبح فنانًا»، فسألته: «كيف؟»، فقال إنه ضاعف أجره وطلب ٨٠ جنيهًا بدلًا من ٤٠ لأن زبونه ثرى.. هذه التفصيلة استخدمتها فى مسلسل.
وما سيتعجب منه الجمهور أن سبب تأليف مسرحية «المتزوجون» هو موقف حدث بينى وبين زوجتى، إذ قالت لى فى بداية علاقتنا: «أنا مابعرفش أطبخ»، وكانت هذه هى بذرة المسرحية الكوميدية الشهيرة، أما مسرحية «الصعايدة وصلوا» فكانت بسبب التمزق العربى الذى حدث بعد قرارات السلام.
وفى مسرحية «إن كبر ابنك» عام ٢٠٠٤، تنبأت بحدوث الثورة، عبر قصة قلت فيها إن الشباب سيثورون على أهلهم.
■ هل تغيرت مسيرة كتابة الدراما الآن؟
- لا، فالأسس التى وضعتها للدراما التليفزيونية لم تتغير منذ عام ١٩٦١، التغير تكنولوجى فقط، الآن، على سبيل المثال، تقنيات المونتاج تنقذ أعمالًا فنية كثيرة بها قصور فى الدراما، لكن فى الماضى كانت القصة هى البطل.
معظم الأعمال التى تقدم الآن مقتبسة من أعمال أجنبية، وأستطيع أن أقول إن ما يقدمه الجيل الحالى يشير إلى نضوب الخيال لدى الكُتاب، وأرى أن السبب هو أن الجيل الجديد لا يحب الاجتهاد.
■ ما رأيك فى ورش الكتابة الجماعية؟
- أرى أن تلك الورش كارثة بكل المقاييس، لأنه لا أحد من المشاركين فى ورشة ما يستطيع تحمل مسئولية عمل، وهذا يُظهر عيوبًا كبيرة فى بناء الشخصيات ودوافعها، ورصدت ذلك فى مسلسل مكون من ٤٥ حلقة لم يستطع كُتابه إنهاء الأحداث.
الكارثة الحقيقية الآن هى تمصير الأعمال الأجنبية، لأن ذلك يقضى على الروح المصرية فى الكتابة، ولا يخرج صادقًا أبدًا.
لست ضد الورش، فقد تنجح مثلما حدث مع السيناريست عبدالحى أديب، الذى أنتجت ورشته مصطفى محرم، وأحمد عبدالوهاب، لكن ما يحدث الآن هو الاستعانة بكُتّاب «بيفكوا الخط بالعافية».
الكوميديا ليست ما يقدمه هؤلاء على المسارح حاليًا، ما يقدم هو «الإسفاف والسفالة»، وهذه مأساة، وندرك ذلك بمجرد مقارنة هذا الأداء بمدرسة كوميدية مثل «المادبوليزم»، التى تقدم «ضحكًا هادفًا»، وهذا ما كنت أقدمه أيضًا.
■ وكيف تلخص أزمات الدراما حاليًا؟
- الأزمة الأساسية الآن هو المؤلف، فبعد أن كان هو الحصان الذى يقود عربة العمل الفنى نحو النجاح، أصبح، الآن، فى مؤخرة العربة.
ما يحدث الآن هو أن النجم هو الذى يختار السيناريست، ويتحكم فيه وفى المخرج، وهذا ينتج وجهة نظر البطل لا الكاتب أو المخرج، وأتذكر أننى شاهدت فيلمًا لأحمد حلمى، جسد خلاله شخصيتى أب وابنه، وكان مقتبسًا من عمل أجنبى بشكل كامل، ما يعنى فرض وجهة نظر يريدها البطل على الجمهور.
■ هل كنت تسمح لأى نجم بالتدخل فى سيناريو من تأليفك؟
- لا.. لكنى كنت أسمح بالمناقشة، يسألنى وأوضح، ونحاول إقناع بعضنا بعضًا، هذه هى طريقة التواصل الطبيعية بين الكاتب والممثل، أما فرض الرأى فأواجهه بصرامة، مثلما فعلته مع النجم جورج سيدهم، فى مسرحية «أهلا يا دكتور»، فحينما خالفنى وخرج عن النص تقدمت ببلاغ ضده وأوقفت المسرحية وحبسته.
أرى الآن نجمات يكتبن لأنفسهن، ويخرج منتج يعبر عن وعيها بمسألة التأليف، ومجموع معارفها، وفى المقابل يجلس الكتّاب المحترمون فى بيوتهم الآن.
أحب أن أضرب مثالًا بما يقدمه محمد رمضان، من أعمال فنية، فالمسلسل يكون «متفصل عليه بالظبط»، ورغم نجاح هذه الأعمال، فإنها لا تساعد صاحبها على التطور، وهذا ما حدث مع محمد عوض، على سبيل المثال، الذى كانت له شعبية تزيد على شعبية عادل إمام، لكنه أنفق عمره كاملًا على تجسيد تنويعات شخصية «العبيط»، والنتيجة هى أن يتحول النجم إلى «كارت محروق».
«عوض» استغل نجاح شخصيته فى فيلم «جلفدان هانم»، وكرر الشخصية، وكانت تلك هى نهايته، وهذا ما حدث مع محمد سعد، فى تجربة «اللمبى» كاملة.
■ كيف نعود بكتابة الدراما إلى الطريق السليم؟
- إجابة هذا السؤال ليست سهلة، لأن الوضع وصل إلى درجة كبيرة من السوء. أنا أؤمن بقدرات الشباب لكن أنصحهم بألا يقتلوا الماضى، فتاريخ الفن ليس مثل «خيل الحكومة» ليقتلوه برصاصة رحمة.
لا بد أن يدرك الشباب أن إنعام محمد على ومحمد فاضل وإسماعيل عبدالحافظ ويسرى الجندى وجلال عبدالقوى ومصطفى محرم صنعوا فنًا فارقًا، ولا بد أن يستفيدوا من خبراتهم.
جيل الزمن الجميل قدم فنًا متطورًا، وجدد فى المسرح، واستطاع أن يقدم أعمالًا تصلح للعرض فى كل زمان ومكان، أما الجيل الحالى فلا يقرأ، وأحب أن أوضح للشباب أن علاقتنا بالمنتَج الفنى الغربى لا بد أن تكون الاطلاع عليه، لا سرقته.
■ ما الأعمال التى تستحق المشاهدة حاليًا؟
- مسلسل «الاختيار» بالطبع، لأنه مسلسل عظيم يُنمى الحس الوطنى، وأرى أن الشعب المصرى يحتاج إلى مثل تلك الأعمال الفنية، لنزرع فى أولادنا حب الوطن، ونوضح لهم معنى كلمة «تضحية».
يحتاج الشعب كذلك إلى دراما تناقش القضايا العصرية، وتبحث عن أسباب تغير المجتمع وانتشار الجشع وقلة الرحمة، لا بد من أن نعكس حال الفقراء.
■.. وما الموضوعات الجديرة بالتناول فى الدراما حاليًا؟
- إنجازات الرئيس عبدالفتاح السيسى هى أهم موضوع لا بد من تناوله فى أعمال درامية، ولم أرَ أى مسلسل يتحدث عن إنجازات الدولة حتى الآن.. كيف لا تتناول الدراما المدن الجديدة مثل الأسمرات والعلمين والجلالة وغيرها.
يتناول الكُتاب، على سبيل المثال، قضايا الصعيد لإبراز تأثير الجهل على الحياة، ويغفلون جوانب أخرى كثيرة، مثل المشروعات والتنمية وغيرهما.
أحلم بأن يكون هناك عمل درامى عن العاصمة الإدارية الجديدة، ليرى الناس كيف تطورت مصر إلى هذه الدرجة، أريد أن أصرخ فى وجوه الكُتاب الشباب وأخبرهم بأن الصعيد تطور، وأن الفيوم تطورت، وأن الدراما لا تنظر إلى كل هذا.
أرى أنه على جميع الكُتاب الالتفات إلى إنجازات الدولة، فالجمهور لا يرى الحقيقة بعين الإعلام فقط، بينما للدراما دور كبير فى توعية المواطنين.
■ كيف تقيّم تجربتك فى المسرح؟
- تجربتى فى المسرح بشكل عام حفرت اسمى فى التاريخ، هذه أبرز المميزات، وفى المقابل هناك عيوب فى هذه التجربة، وهى أننى خسرت كل شىء فى سبيلها، خسرت ماديًا وكسبت «أدبيًا».. الآن أمشى فى الشارع فيعرفنى الناس ويقولون «ده فيصل ندا».
أنا أعشق المسرح وقدمت أعمالًا نظيفة، وحدثت جميع الخسائر بسبب الثورة، لأننى توقفت عن العمل لمدة ٣ سنوات، دفعت خلالها أجور عمال وموظفين، ما أطاح بجميع مدخراتى، وجعلنى أسلّم المسرح.
■ مَنْ أشهر النجوم الذين قدمتهم للجمهور؟
- أول نجم قدمته للجمهور هو عبدالله غيث، وحدث ذلك مصادفة، فى مسلسل «هارب من الأيام»، إذ إننى رشحت فريد شوقى، لتجسيد دور البطولة فى البداية، وشارك «ملك الترسو» فى تصوير بعض المشاهد ثم تراجع ورفض البطولة، لأن أغلب النقاد كانوا يرون أن هذه الفكرة محكوم عليها بالفشل.
فى البداية كان «غيث» يجسد شخصية صغيرة فى المسلسل الذى أخرجه نور الدمرداش، وكان أمر ترشيحه للبطولة مقلقًا بالنسبة لى، لكن الاختيار كان موفقًا، وبدأت بعد ذلك فى تقديم نجوم أكثر للجمهور، مثل سهير المرشدى وصفاء أبوالسعود وسهير رمزى وسمية الخشاب.
كما قدمت النجم عادل أدهم، للجمهور، وما لا يعرفه كثيرون أن «أدهم» ذهب فى بداية حياته للنجم الراحل أنور وجدى ليساعده على دخول عالم التمثيل، لكن المنتج والممثل الشهير قال له إنه لا يصلح للتمثيل، فالتحق «أدهم» بفرقة «محمد رضا» كراقص، ثم عمل فى مجال تجارة القطن.
حينما رأيته لأول مرة عرفت أنه سيبدع فى تجسيد شخصيات الشر، وقلت: «هذا هو شرير مصر الأول، وسيكمل مسيرة محمود المليجى، وتوفيق الدقن»، ورشحته لفيلم «أخطر رجل فى العالم» أمام النجم الراحل فؤاد المهندس، وحقق نجاحًا كبيرًا، ثم رشحته لتجسيد شخصيات كثيرة، ومع مرور الوقت أصبح كما قلت: «الشرير الأشهر».
قدم عادل أدهم، للسينما نحو ٢٤٠ فيلمًا، ولم يحقق ثروة إلا حب الجماهير فقط، وكان يقبل الدور الجيد رغم ضآلة الأجر.
أما النجم الراحل محمود عبدالعزيز، فقصة تقديمه للجمهور مبهرة فى مسلسل «الإنسان والمجهول»، فقد هاتفنى فى بداية حياته وقال لى: «الأرض تميد بى يا خال»، فقلت له: «لأنك دوبلير حسين فهمى.. بيكلموك لما بيعتذر.. لا تقلق ستكون نجمًا كبيرًا».
رشحته لبطولة المسلسل، لكنه اختلف مع شركة الإنتاج حول الأجر، وفى النهاية قبِل به، وكانت الشخصية نقلة فى حياته الفنية، وحقق نجاحًا مبهرًا.
■ ومَنْ ساعدك؟
- النجم الكبير رشدى أباظة كان صديقى قبل أن أدخل عالم الفن، وساعدنى حينما عرض سيناريو فيلم «المساجين الثلاثة» على المخرج حسام الدين مصطفى، وكانت موافقة المخرج الكبير شهادة ميلاد لى كمؤلف سينمائى.
امتدت صداقتى بـ«رشدى» لسنوات، وعشت معه أصعب الأزمات حينما داهمه المرض، ولم يستطع استكمال تصوير آخر أفلامه «الأقوياء»، واضطر المخرج للاستعانة بصلاح نظمى فى لقطات بعيدة لا تقترب من الوجه، واستخدم صوت أحمد زكى، الذى كان بارعًا فى تقليد أصوات الفنانين.
وأذكر أننى جلست مع نادية لطفى أمام حجرة «رشدى» فى المستشفى لمنع المصورين وهم يحاولون التقاط صورة لجثته.
■ ما أقوى فيلم لك ناقشت فيه قضية مجتمعية مهمة؟
- أقوى أفلامى هو فيلم «الضحايا»، بطولة نور الشريف وبوسى، لأننى غيرت من خلاله نظرة الشئون الاجتماعية للأطفال المشردين، ولأنه أثر فى المجتمع بشكل كبير بمناقشة قضية تهم الرأى العام.
كما ناقشت فى أفلامى قضايا أخرى مهمة، مثل البنوك فى «قضية سميحة بدران»، وأزمة الإسكان فى «أهلا بالسكان» و«كسبنا القضية»، حتى الثورة تناولتها فى مسرحية «إن كبر ابنك»، وتحدثت عن حقوق المرأة فى «يا رب ولد» و«المعلمة سماح»، وجميع تلك القضايا عالجتها بشكل مختلف.
■ ما حقيقة رفضك كتابة اسمك على فيلم من تأليفك؟
- حدث هذا بالفعل فى فيلم «عصابة الشيطان»، الذى كان مقتبسًا من فيلم أجنبى، وتوليت مهمة تمصيره فقط دون بذل أى مجهود، لذا رفضت كتابة اسمى عليه، لأننى لست صاحب الفكرة بل مجرد ناقل، فأنا لا أكتب اسمى إلا على الأعمال التى تحمل بصمة فيصل ندا.
■ رفضت ممثلات تجسيد أدوار الشر.. كيف أقنعتهن بذلك؟
- كانت الممثلات يرفضن تجسيد شخصيات مثل العاهرة أو السوقية أو الشريرة، وحدث ذلك معى فى فيلم «أشرف خاطئة»، بطولة ناهد شريف.
«ناهد» كانت قلقة من تجسيد هذه الشخصية الشريرة، وسألتنى حينها عن مبررات الشر داخل الشخصية خوفًا من أن يكرهها الجمهور، فأوضحت لها أن الشخصية شريرة لأنها «تعالج ابنها»، وظلت تكرر هذه الجملة كلما التقت المخرج: «قدمت دور الشريرة لأننى كنت أعالج ابنى».. وأرى أن دفع النجمات لتقديم مثل هذه الأدوار أحدث تغييرًا فى المجتمع، وجعل الممثلات يبحثن عن الشخصيات المختلفة.
■ لماذا قُبض عليك أكثر من مرة؟
- فى عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر قُبض علىّ بسبب أول مسلسلاتى «هارب من الأيام»، واتهمونى حينها بأننى أقصد انتقاد نظام الدولة، وفى عام ١٩٨٢ أغلقت الحكومة مسرحى، وفى عهد جماعة الإخوان الإرهابية أحرق المتطرفون مسرحى حينما هاجمت الإخوانى محمد مرسى.
أرى أننى واجهت أزمات طوال حياتى، وفى كل مرة كنت أواجه وأستكمل طريقى، لأننى أعلم أن الله بجانبى، فضلًا عن إيمانى بعدالة قضيتى، وبأننى فى دولة قانون.. «وكسبت كل القضايا».
المشكلات لم تجعلنى أهتز، فمثلًا حينما أغلق مسرحى عام ١٩٨٢ كنت مدينًا بمبلغ ضخم، يبلغ نحو ٨٣ ألف جنيه، فواصلت عملى واجتهدت حتى سددت جميع ديونى، وفعلت ذلك لأننى أومن بقدرتى على عبور الأزمات.. أنا المؤلف الوحيد فى العالم العربى الذى قدم عملًا مسرحيًا يحمل اسمه.
■ ما آخر تفاصيل المسلسلات السعودية الجديدة التى تكتبها؟
- ذهبت إلى السعودية، والتقيت مدير التليفزيون السعودى، وطلب منّى تحويل بعض الروايات الشهيرة إلى مسلسلات، وبدأت بروايتى «الملعونة» للروائية السعودية أميرة المضحى، و«أنثى العنكبوت» لقماشة العليان.
سيكون جميع أبطال تلك المسلسلات سعوديين، والكاتب فقط مصرى، وأقرأ حاليًا رواية «ترمى بشرر» للكاتب عبده خال، الفائزة بجائزة البوكر، ورواية «موت صغير» للكاتب محمد حسن علوان، الفائزة بالبوكر، والكثير من الروايات لكتاب سعوديين.